مجتمع

مبروكي: الخطاب الديني وغياب التربية الجنسية من أسباب اغتصاب الأطفال بالمغرب

اعتبر المحلل النفسي المغربي جواد مبروكي، أن من الأسباب التي أدت إلى تزايد ظاهرة اغتصاب الأطفال هي غياب الحرية الفردية والحق في الجسد والجنس، مشيرا إلى أن ذلك يجعل العديد من الشباب “مكبوثين” ولا يستطيعون ممارسة الجنس مع أقارنهم، ما يدفعهم إلى تفريغ شحنتهم الجنسية على من هو أضعف منهم، أي الأطفال.

وقال جواد مبروكي في تصريح لجريدة “العمق”، إن الخطاب الديني الذي لا يتطرق للمواضيع الخاصة المتعلقة بالأطفال ويركز على الزنا وتحريم العادة السرية فقط من الأسباب التي تؤدي للاغتصاب أيضا، لافتا إلى أن التربية الدينية لا تنظم ورشات للأطفال للتطرق لهذا الموضوع، وتوعيهم على أسلوب المُغتصبين الذين يستعملون غالبا أسلوبا واحد قبل الاستدراج وبعد الاغتصاب.

وأشار المحلل النفسي، إلى أهمية التربية الجنسية لحماية الأبناء والآباء من ظاهرة الاغتصاب، معتبرا أن المعارضة القوية للمجتمع المغربي ضد ادماج التربية الجنسية في المدرسة أمر يساهم في تفاقم هذه الظاهرة.

وأضاف ذات المتحدث، أن الآباء يتخوفون عند سماعهم لتدريس التربية الجنسية من تعلم الطفل لكيفية ممارسة الجنس، إلا أن الهدف منها هو تعليمه أن جسده هو ملك له وحده وأنه لا يحق لأي شخص مهما كان لمسه، كما أنها تُعلم الآباء من خلال مجموعة من الورشات لكيفية توعية أبنائهم على حماية أنفسهم من الاغتصاب.

ولفت المحلل النفسي إلى أن اعتبار المجتمع لكل ما يتعلق بالجنس هو “طابو وحشومة وخطير، وأنه لا يجب الحديث فيه، يجعل الأطفال يقعون ضحية للاغتصاب، لكنهم لا يستطيعون إخبار أبائهم”.

وتعليقا على حادثة اغتصاب ومقتل الطفل عدنان بمدينة طنجة التي هزت الرأي العام الوطني، قال المحلل النفسي جواد مبروكي، إن تطبيق عقوبة الإعدام هو شأن خاص بالعدالة والنيابة العامة، وأن ما يهم المواطنين الغاضبين على مواقع التواصل الاجتماعي هو معرفة الأسباب التي تدفع إلى اغتصاب الأطفال، وما عليهم القيام به لتقليل من تعرضهم لهم والوقوع ضحية له.

وأوضح مبروكي، أنهم كمختصين في علم النفس يلتقون بشكل يومي مع ضحايا الاغتصاب سواء من الأطفال، أو كبار السن الذين يلجؤون إليهم رغم تكوينهم لأسرهم ليشتكون من تبعاته على حياتهم الخاصة.

وكشف ذات المتحدث، أن المُغتصب الجاني في معظم الحالات يكون ضحية للاغتصاب في طفولته، وسبق أن تعرض لاعتداء جنسي، مشيرا إلى أن المُغتصبين غالبا ما يكونون من الأقارب الذين يؤمن الىباء أبنائهم لديهم، ومنبها من خطورة ذلك، وداعيا الآباء لعدم الثقة في أي شخص كان.

يشار إلى أنه عثر، مساء أول أمس الجمعة، على جثة الطفل عدنان مدفونة بجانب حديقة بمنطقة بني مكادة، بعد أن قام شاب يبلغ من العمر 24 سنة باستدراجه إلى شقة يكتريها، حيث قام بهتك عرضه وقتله.

وتمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، مساء الجمعة، من توقيف المشتبه فيه، وهو مستخدم في المنطقة الصناعية بالمدينة، كانت تسجيلات مصورة رصدته وهي تشير إلى احتمال تورطه في استدراج الضحية بالقرب من مكان إقامة عائلته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الجيلالي
    منذ 4 سنوات

    اشك في انه محلل نفسي... ،هذا الشخص له دوافع ايديولوجية خاصة مع تعاليم الدين الاسلامي ويريد ان يدافع عنها بشكل او باخر ...كما انه غير مطلع على ديننا الحنيف...والدليل انه يتحدث بفضاضة (الخطاب الديني)...مقالاته قديما وحديثا لا تقنعه حتى تقنع الاخرين.... اخهصارا الاغتصاب حالة قديمة جدا....يجب مناقشتها بعقلانية ودليل وحجج..