سياسة

بركة: الحكومة لا تحترم ذكاء وكرامة المواطنين.. وتتعامل معهم كقاصرين عليهم تطبيق قراراتها المرتجلة

اعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، أن الحكومة، “ورغم مشروعيتها الانتخابية والبرلمانية، فإنها لا تعطي الاعتبار للمواطنين ولا تحترم ذكاءهم وكرامتهم، بل وتتعامل معهم كأنهم قاصرون، عليهم فقط تطبيق ما يتم اتخاذه من قرارات مرتجلة من قبيل الارتباك والارتجالية في تدبير فترة عيد الأضحى، والدخول المدرسي، وتدبير ملف المغاربة العالقين بالخارج، وتدبير التواصل الحكومي”.

وقال بركة في افتتاح أشغال الدورة السابعة للجنة المركزية لحزب الميزان: “إننا اليوم أمام حكومة مستسلمة لمشيئة الجائحة وتداعياتها، مستقيلة من مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين، لأنها تخلت عن كل مقومات الهوية كحكومة، فلا وجود للأغلبية، ولا وجود لانسجام وتضامن حكومي، ولا وجود لرؤية واحدة في مواجهة الأزمة، ولا وجود للبعد السياسي للقرارات المتخذة”.

وأضاف: “إننا أمام أداء حكومي يتسم بالمعالجة العشوائية والمتأخرة للمشاكل التي تتطلب التدخل الفوري، لأن العمل الحكومي يفتقد للمنظور الشمولي في تدبير الأزمة وتحكمه توجهات قطاعية محضة، قد تطبقها الإدارة دون حاجة إلى وجود الحكومة، ولأن الأداء الحكومي يفتقد للتخطيط والاستباقية وتعوزه الرؤية الاستشرافية للتعاطي المسؤول مع تداعيات جائحة كورونا”.

وواصل بركة هجومه على حكومة العثماني، معتبرا أنها “تتهرب من مسؤولياتها ومن ممارسة اختصاصاتها، مثلا خلال الدخول المدرسي، مع إلقاء المسؤولية على الأسر في الاختيار بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وعدم تحمل المسؤولية في الخلاف القائم بين أرباب المدارس الخاصة والأسر، والتنصل من مسؤولية توفير مقاعد للتلاميذ الراغبين في الالتحاق بالتعليم العمومي”.

وتابع قوله: “كما أن صراع مكوناتها المحكوم بالتناقض والمطبوع بالهاجس الانتخابي، خَلَقَ شللا في العمل الحكومي، وأفقد الحكومة القدرة على التنسيق والانسجام والعمل وفق رؤية مندمجة وشمولية، ضمانا لالتقائية وتجانس ونجاعة السياسات العمومية”، وفق تعبيره.

ويرى المتحدث، أنه أمام ما أسماه “استقالة الحكومة في تدبير الأزمة، تشكلت قناعة لدى المواطنين بأن هذه الحكومة غير قادرة على مواجهة وتدبير ما ينتظر بلادنا من صعوبات وتحديات خلال المرحلة القادمة للجائحة، وتحولت الجائحة لدى سائر شرائح المجتمع إلى جائحة الخوف على حياتهم، والخوف على الولوج إلى الخدمات الصحية الضرورية”.

كما تشكلت عندهم، يضيف نفس المصدر، “جائحة الخوف من البطالة خاصة بعد توقف الدعم الاجتماعي، والخوف من تراجع الدخل، والخوف من الفقر، والخوف من إرسال الأطفال إلى المدرسة، والخوف من قرارات منتصف الليل، والخوف من الإغلاق الشامل والرجوع إلى الحجر الصحي”.

وفي السياق، يرى بركة أن الحكومة أتيحت لها “فرص ذهبية طيلة فترة الحجر الصحي من أجل استثمارها والتحضير لمرحلة ما بعد الحجر الصحي، فحظيت بارتفاع منسوب الثقة عند المواطنات والمواطنين وإجماع وطني استثنائي، بالإضافة إلى طول مدة الحجر الصحي التي بلغت 80 يوما، وإمكانيات مادية هائلة بفضل الصندوق الذي أحدثه الملك لمواجهة الجائحة”.

غير أن الحكومة، يقول زعيم حزب الميزان، “أهدرت كل الفرص المتاحة وأخلفت الموعد، حيث تملكها الغرور والإشباع المؤقت، واستعجلت الفوز بالمعركة ضد كورونا قبل الأوان، وخيِّل إليها أن الأمر حُسِم، فقامت بتجميع المصابين بكورونا من مختلف المناطق بمستشفيين ميدانيين في كل من بنسليمان وبنكرير”.

وأشار إلى أن الانتشار السريع للجائحة بعد تخفيف الحجر الصحي، “أربك يقينيات الحكومة، فتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية ببلادنا معلنة، للأسف، فشل المقاربة الحكومية المعتمدة في تدبير أزمة “كورونا”، حيث بدت مؤشرات الفشل واضحة للجميع، وبما فيها مكونات من الأغلبية الحكومية”.

واسترسل بالقول: “أكدنا مرارا وتكرارا أن السياسات العمومية التي تنهجها الحكومة قد بلغت مداها، وها هي اليوم مع الجائحة تعمق المنحنى التراجعي لبلادنا، وتؤدي بنا إلى الطريق المسدود، بل وتكاد تعيدنا إلى المستويات والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية لمرحلة التسعينات من القرن الماضي”.

وأضاف: “لقد خاب أملنا في إحداث القطائع الضرورية مع تلك السياسات وإجراء الانتقالات اللازمة والتحولات المنتظرة، من أجل تحقيق إنعاش مسؤول للاقتصاد الوطني واستعادة نسق التنمية المستدامة وخدمة المواطنات والمواطنين، من خلال خلق فرص الشغل وحماية قدرتهم الشرائية وضمان العيش الكريم لهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *