مجتمع

الكنز والدم المغدور .. عصابات سقطت في قبضة الأمن وروايات غارقة في الغرابة

علاقة الناس بالكنوز التي يروج أنها مدفونة تحت الأرض قديمة، وسقوط عصابات في قبضة الأمن يعيد إحياء الجدل حول حقيقة الكنوز، وكذا الطقوس التي ترافق عملية استخراجها.

الطفلة نعيمة.. لغز!

في انتظار الكشف عن نتائج التحقيقات التي تباشرها السلطات الأمنية، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، في قضية الطفلة نعيمة، التي عثر على رفاتها في جبل بعيد عن منزل أسرتها بإقليم زاكورة، يتداول الرأي العام فرضية استخدام الطفلة البريئة في طقوس الشعودة لاستخراج الكنوز المدفونة، خاصة وأن الكثيرين يروجون أنها “زوهرية”، وهذا المفهوم يحيل على دلالة خاصة في معجم الباحثين عن الكنوز.

قصص غارقة في الغرابة سبقت التحقيقات الأمنية في ملف الطفلة نعيمة، ومن بينها ارتباط الجريمة بعصابة الباحثين عن الكنز، وكون خيوط هذه العصابة متشعبة هنا وهناك.

مواطنون يحاصرون الباحثين عن الكنز..

قبل سنة تقريبا، حاصر مواطنون بقرية ”الزيامة” بجماعة بني وليد نواحي مدينة تاونات، عصابة تنشط في مجال استخراج الكنوز، كانت بصدد التهييئ لاستخراج ” دفينة بجوار ضريح سيدي رشيد”.

العصابة كانت مكونة من 6 أفراد، اثنين منهم من حفظة القرآن، نزلوا بالقرية في حدود منتصف الليل، في انتظار الفرصة المناسبة، بعدما تجندوا بمعدات وكل ما يلزم لاستخراج الكنز، قبل أن يحاصرهم شباب المنطقة ويسلمونهم لمسؤولي الدرك وقائد مركز جماعة بني وليد.

اختطاف بضواحي فاس.. وعصابة بأݣوراي

عاشت جهة فاس مكناس، السنة الماضية، واقعة اختطاف غريبة، حيث تمكنت عناصر أمن مكناس، بتنسيق مع عناصر مراقبة التراب الوطني من فك طلاسيمها، بعد العثور على شخص محتجز بضيعة نواحي صفرو، تعرض للاختطاف من طرف عصابة كنوز، ثم شرعت في ابتزاز أسرته بأداء فدية، قبل أن يسقط أفراد العصابة في كمين السلطات الأمنية.

وقبل 5 أشهر تمكنت عناصر الدرك بمركز أكوراي بسرية الحاجب نواحي مكناس، من توقيف أفراد عصابة تتكون من ثلاثة أشخاص تنشط في مجال التنقيب عن الكنوز بسفوح منطقة الحاجب، كما ضبطت بحوزتهم مجموعة من المعدات التي تستخدم في العملية، فضلا عن تمائم وأشياء أخرى.

مداهمة أفراد العصابة لحظة الشروع في تنفيذ مخطط الحفر، تم بمنطقة مجاورة لقرية أكوراي، وهي القرية التي تسجل، من حين لآخر، سقوط أشخاص بجوزتهم معدات البحث عن الدفينة تحت الأرض.

تخريب أضرحة..

تعرضت مجموعة من الأضرحة للتخريب، بمختلف جهات المملكة، في وقت سابق، من طرف عصابات الكنوز، يعتقدون أن الضريح يحوي دفينة لا تفنى ولا تذر.

قصص وأساطير رافقت الأضرحة والمزارات، وحوّلتها إلى أماكن تخفي تحت ” المقدس” كنوز سليمان، وما هيبة الولي الصالح سوى ذريعة لدفع الباحثين عن الدفائن، وترهيبهم بغضب السماء والأرض.

مسجد بضواحي تاونات يروج أن الساكنة رفضت إعادة ترميمه خوفا على كنز تحته، وأنه بحكم ارتباطه بالقرن 12 ميلادي، من المحتمل جدا أن تكون تحته دفينة.

جبل الكنز ببولمان

قبل سنة ونصف استنفر شخص كان يعمل سائق شاحنة بشركة في طنجة، آلاف المواطنين بإقليم بولمان والأقاليم المجاورة، بعدما أعلن نهاية أزمة المغرب، وبداية حياة الرفاهبة، طبعا لأن جبل سرغينة ” جبل الكنز” يضم تحته دفينة لا تفنى، وأن استخراج هذه الدفينة يستوجب سلك طقوس محددة.

انتشر خبر كنز جبل سرغينة كالنار في الهشيم، وقبل ساعة اليوم الموعود، كان المواطنون يتوافدون على منطقة بولمان، وتحديدا على جبل سرغينة، من كل فج عميق، في وقت كان ” المبشر بالكنز” يخط خطبته الشهيرة التي تلاها على مسامع آلاف الطامعين في حصتهم من الكنز.

في يوم رمضاني حار التقت الجموع ، وشرع سائق الشاحنة في ترديد عبارات غير مفهومة، قبل أن يشرع في تلاوة خطاب ملتحفا العلم الوطني، والجموع تنتظر أن ينشق الجبل، ويظهر الكنز المدفون تحته، لكن ” المفاجأة كانت بإقرار ” الولي” أن الكنز هو اسم الله الذي خطه فوق الجبل.

جمهور المواطنين حاولوا الانتقام من صاحب الكنز، لكن السلطات الأمنية تدخلت في اللحظة ذاتها، في حين باشرت النيابة العامة تحقيقها مع هذا الشخص، لكشف ملابسات الادعاء.

ويستمر الجدل والدجل

توظيف الدم ” المدنس” في عملية استخراج الكنوز، وتوقيف أفراد العصابات التي تنشط في هذا المجال، سيرورة لا نهاية لها، بالنظر إلى كون الروايات التي تروّج بين الناس ما زالت تجد صدى لدى فئات عريضة من الطامعين في الكنز، والباحثين عن الثراء تحت الثرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *