الخليفة: جيلنا قدم تضحيات بأرواحه وتأخر الحكومة أمر مريب

قال امحمد الخليفة، إن الجيل الذي ينتمي إليه أدى ثمنا غاليا لإخراج أول دستور للمملكة سنة 1962، ثم بعد ذلك كل الدساتير التي كانت وراءها نضالات سياسية ومجابهات على الأرض، وتضحيات في السجون بلغت أحيانا حد التصفية الجسدية، وأضاف الخليفة أن مرور ما يقارب 120 يوما على تعيين ابن كيران وتكليفه بتشكيل الحكومة، أقل ما يقال فيه، إنه أمر مريب ولم يسبق أن عرفه المغرب.
وأوضح الخليفة في حوار مع جريدة “التجديد” الأسبوعية في عددها الأخير، أنه غير متفائل بالواقع السياسي داخل البلاد، “وبطبيعة الحال” يضيف الخليفة، “أن مرور ما يقارب 120 يوما على تعيين السيد ابن كيران وتكليفه بتشكيل الحكومة، أقل ما يقال فيه، إنه أمر مريب ولم يسبق أن عرفه المغرب، بل يمكن القول إنه شيء لم يكن يتصوره أي مناضل في هذا الوطن خاض معارك شرسة من أجل تثبيت دعائم النظام الديمقراطي بكامله”.
وأبرز الخليفة في الحوار ذاته، أنه بخصوص ما يسمى بـ “البلوكاج” أو عدم قدرة ابن كيران على تشكيل الحكومة أو ما يشاع عن عدم الرغبة في وجوده في الحقل السياسي برمته، فأعتبر أن الأمر إن كان بهذا الشكل فإن المغرب يتجه نحو المجهول، لأن ما نعيشه الآن، يضيف الخليفة، ليس فقط بسبب حركة 20 فبراير ودستور 2011، وإنما هو نتاج نضال دستوري منذ سنة 1908، وعندما سقط المغرب سقطته المريعة في بداية القرن الماضي فقد جو الديمقراطية، وتسلطت عليه بطانة لا تخاف الله ولا تتقي في الشعب والمغاربة إلا ولا ذمة.
وأضاف البرلماني والوزير الاستقلالي السابق، أنه “لا يجب أن ننسى التضحيات الجسام التي قدمها المناضلون في سبيل الدستور والنتخابات النزيهة وترجمتها على أرض الواقع في مجابهة أفقير وزبانيته، من أجل ألا تزور الانتخابات ومن أجل احترام الدستور وإنهاء حالة الاستثناء، إذن؛ يؤكد الخليفة؛ “لم يتبرع أحد على المغاربة بأي شيء، فقد قاومت الطبقة الواعية والنخب السياسية والأحزاب الحقيقية في البلاد ةناضلت من أجل أن نصل إلى ما نحن فيه.
وأوضح القيادي بحزب الاستقلاق، في الحوار ذاته، أنه وبكل أسف، هناك من لم يشاركوا في هذا التاريخ، في إشارة لتاريخ الاستقلال وما قبله، بأي صفة من الصفات، واختاروا أن يعيشوا حياة أخرى خارج هذا السياق وأن يبنوا إمبراطوريتهم المالية ويتملقوا للحصول على امتيازات لا حد لها حتى أصبحوا من كبار الأغنياء، يضيف الخليفة، ويتصدرون المشهد اليوم بأشكال وأساليب متعددة من أجل أن يجهزوا على كل نضال الشعب، ويتحدثون عن الديمقراطية والدستور بأسلوب من لا علاقة له بهذا الشعب ولا بتاريخه ونضاله ويريدون أن يعودوا بالمغرب سياسيا إلى ما قبل 1912.