مجتمع

قصة إنسانية مثيرة .. أستاذة بتاونات تتطوع لإنقاذ حياة كلبة (صور)

المواقف الإنسانية ليست مجرد تنظير فلسفي، وإنما ممارسة يبدع فيها الفرد عمليا، وفي احتكاكه بالذوات البشرية والحيوانية على حد سواء.

موقف إنساني نبيل صدر عن أستاذة تعمل بثانوية بني وليد نواحي تاونات، تفاصيله كلبة أصيبت بورم خبيث أسفل المخرج، وعاشت أياما تنتظر حتفها في الشارع العام وسط البلدة، قبل أن تصادفها الأستاذة “ف”، وتعمد إلى إيوائها والعناية بها خلال فترة الحجر الصحي الأولى.

تحكي الأستاذة قصتها مع الكلبة، التي أطلقت عليها اسم “نينا”، وتعيد ترتيب فقرات من معاناتها في الشارع، وتهجم الكلاب عليها، في وقت لم تكن هذه الإنسانة تعرف أن الكلبة مريضة، واعتقدت أن هزالها له علاقة بسوء التغذية خاصة وأن المطاعم أغلقت أبوابها خلال الحجر الصحي.

تضيف الأستاذة، في تدوينة نشرتها في صفحتها، أنها أخذت على عاتقها مهمة العناية بها، والحفاظ على نظافتها، لتكتشف أن بها ورما في الجزء التحتي، وأنها تحتاج لتدخل طبي لإزالته، مما دفعها لإعلان حملة جمع التبرعات، والمساهمة في هذا العمل الإنساني العظيم.

تمكنت الأستاذة من جمع مبلغ مالي متواضع، وذهبت مؤخرا بالكلبة إلى عيادة بيطرية، حيث تأكد أن بها ورمين وليس ورما واحدا، وأن رحلة علاجها تستوجب التضحية أكثر، لأن حصص العلاج ب” الشيميو” محددة في 6 حصص، بالإضافة إلى نفقات أخرى مصاحبة، لكن عزم المربية مكّنها من قطع رحلة الشوط الأول بنجاح بعدما أجريت للكلبة عملية جراحية لإزالة الورمين، في انتظار استئناف حصص العلاج كاملة، وما يستوجبه ذلك من تبرعات إضافية.

قصة الكلبة ” نينا” والأستاذة تركت انطباعا عميقا في نفوس ساكنة تاونات، ومعها جل من اطلع على تفاصيل رحلة علاجها، على اعتبار أنها تنقل معاني عظيمة تنهل من القيم الدينية والإنسانية الكونية، كما تنهل من ثقافة عريقة متجذرة في عدد من المغاربة وهي ثقافة الرفق بالحيوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *