سياسة

حزب الاستقلال: مشروع قانون المالية هجين ومحبط ويعبر عن عجز الحكومة

حزب الاستقلال

هاجم حزب الاستقلال حكومة سعد الدين العثماني، واعتبر أن مشروع قانون مالية 2021 الذي عرضته على البرلمان من أجل المناقشة والمصادقة، “هجين وبدون هوية واضحة، وجاء محبطا  للآمال وللتطلعات الواسعة للمواطنين وللمقاولات”، كما قال إن مشروع القانون “يعبر بوضوح عن العجز الكبير للحكومة وعدم قدرتها على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي هي الآن في طور البداية، وارتكانها للحلول الترقيعية المحدودة الأثر”.

وقال الحزب في بلاغ صادر عن اجتماع لجنته التنفيذية، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن مشروع القانون المذكور “عاجزا عن إحداث القطائع الضرورية مع مظاهر الأزمة المتعددة الأبعاد، وعن تقديم بدائل خلاقة لتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي، ولتوفير الحماية الاجتماعية للمواطنين”

وهاجم بلاغ إخوان نزار بركة حكومة سعد الدين العثماني، منددا بما أسماه “إصرار الحكومة وإمعانها في تبني السياسات والاختيارات الموغلة في الليبرالية والتي حملها مشروع قانون المالية، وكشفت الأزمة نهاية صلاحيتها الاقتصادية والاجتماعية، وثبت أن لا مستقبل لها على الصعيد الوطني والمحيط الدولي”.

وأضاف “كما أن هذه الاختيارات لا تترجم إرادة تقوية السيادة الوطنية، وتحقيق الأمن المائي والأمن الطاقي والأمن الغذائي، والانتقال الرقمي لبلادنا”.

وسجلت اللجنة التنفيذية للحزب “بكل أسف” أنه “بالرغم من مضاعفة ميزانية الاستثمار والرفع من مخصصات بعض القطاعات الاجتماعية، فإن الاجتهاد الحكومي ظل حبيس الوصفات الجاهزة للنمو، ولم يستوعب كل التوجيهات الملكية السامية في افتتاح الدورة البرلمانية الحالية، كما أنه لم يقدم البرامج والمخططات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأولوية، لا سيما فيما يتعلق بإنقاذ المقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا من الإفلاس، واعتماد سياسة إرادية في التشغيل والحفاظ على الشغل واسترجاع الشغل بالنسبة للعاملين الذين تم تسريحهم بسبب تداعيات الجائحة،  وتحسين القدرة الشرائية وتعميم التعويضات العائلية و تسريع ورش الحماية الاجتماعية”.

في السياق ذاته، نددت بما اعتبرته “مواصلة استهداف الطبقة الوسطى والاستقواء عليها وضرب قدرتها الشرائية”، وكذا لجوء الحكومة في “تمويل عجزها السياسي والمالي إلى جيوب المواطنين من الطبقة الوسطى التي تعرف اندحارا خطيرا، وإلى المقاولات الصغيرة والمتوسطة التي هي في حاجة أصلا إلى الدعم  والإسناد والتعزيز من أجل تحريك عجلة الاستهلاك والإنتاج الوطني، وتحفيز الاستثمار، وخلق فرص الشغل والحفاظ عليه”.

كما عبرت اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي عن “اندهاشها” من إعلان الحكومة انطلاق ورش تعميم الحماية الاجتماعية “في الوقت الذي لم تتخذ في مشروع قانونها المالي، أي تدبير من أجل الشروع  في مباشرة الإصلاح الشمولي لأنظمة التقاعد الذي طال انتظاره والذي تعهدت به في برنامجها الحكومي”.

واعتبرت أن الحكومة “تعبر بذلك عن تملصها من مسؤولياتها ومن التزاماتها عبر تصدير الأزمات إلى الحكومة المقبلة والدفع بها نحو خيار وحيد هو التأشير على إفلاس منظومة المعاشات المدنية سنة 2022، واللجوء مجددا إلى جيوب المواطنات والمواطنين من أجل تمويل هذا العجز وتأخير هذا الإفلاس لبضع سنوات أخرى، دون أن تتحمل الحكومة لمسؤوليتها كاملة في اتخاذ القرار الهيكلي اللازم والحازم”.

من جهة أخرى، انتقد حزب الاستقلال “استمرار مسلسل الخصومات والصراعات داخل مكونات الأغلبية الحكومية التي أصبحت تعرقل الإصلاحات السياسية التي تتطلع إليها بلادنا في توطيد مسارها الديمقراطي، وعدم قدرتها على التوافق حول المنظومة الانتخابية، وتصدير خلافها إلى البرلمان وبذلك تكرس تهربها من مسؤوليتها على غرار ما وقع  بخصوص إصلاحات هيكلية بالنسبة لبلادنا  كقانون الإطار للتعليم و القانون التنظيمي للأمازيغية ومشروع القانون الجنائي”، على حد تعبير البلاغ ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *