سياسة

بنكيران يكشف تعرضه لمحاولة اغتيال بفرنسا .. وينتقد وزير الداخلية الفرنسي

كشف رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله ابن كيران، عن تعرضه لمحاولة اغتيال سنة 1995 بأحد مساجد فرنسا، مشيرا إلى أنه لم يعتبر حينها ما تعرض له عملا إرهابيا، بل جرما، وفق تعبيره.

جاء ذلك خلال استضافته على قناة “الجزيرة مباشر”، مساء اليوم السبت، للتعليق على التوضيح الذي قدمه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بخصوص الاحتجاجات العارمة ضده في العالم الإسلامي بسبب الرسوم المسيئة إلى الرسول ﷺ.

وأوضح ابن كيران بالقول: “كنت مع مجموعة من الناس في باب مسجد بفرنسا، ننتظر طبيبا ليُسعف أحد المصلين، فجاء شخص وأطلق رصاصتين علينا، الأولى نجاني الله منها، والثانية قتلت شخصا أمامي اسمه محمد عزى”.

وتابع قوله: “ساعتها لم يقل أحد أن الفرنسيين مسؤولين عن هذا الحادث، بل اعتُبر جرما”، متسائلا بالقول: “فلماذا لا يُعتبر ما وقع اليوم في فرنسا أيضا جُرما”، في إشارة منه إلى حادثة قتل مدرس عرض رسوما مسيئة إلى النبي على تلاميذه، ومقتل 3 أشخاص داخل كنيسة بفرنسا.

إلى ذلك، قال ابن كيران إن تحميل دين باسمه مسؤولية ما وقع في فرنسا، وأن يقول الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إن الإسلام يتعرض لأزمة في كل أنحاء العالم، فهذا غير مقبول منه إطلاقا، على حد قوله.

وأضاف: “هذا الكلام استفز المسلمين، لكنه لم يصل إلى مستوى اللحظة التي قال فيها ماكرون إنه لن يتخلى عن الكاريكاتورات، حيث فهم الناس أن المقصود هي الرسوم المسيئة للرسول ﷺ، وربما هو أمَر، أو بعض رجاله، بأن تنشر تلك الرسوم على واجهات مباني عامة في الشارع، وهذا استفزاز كبير لا يمكن أن يكون مقبولا”.

وتابع قوله: “نرى أنه يبُرر بهذا لتصرفات أخرى، فمثلا وزير الداخية الفرنسي يشتكي من أنه دخل إلى سوق للمأكولات ووجد مكانا للأكل الحلال، وأن هذا الأمر ضايقه”.

وتساءل بالقول: “لماذا يضايقك، السيد وزير الداخلية، أن يكون للمسلمين أكل حلال؟ لماذا لا يضايقك أن يكون عند اليهود طعام كاشير؟ فسواء كان يضايقك ما عند اليهود أو لا يضايقك فالمسلمين لهم الحق أن يأكلوا ما يشاؤوا ويلبسوا كيفما يشاؤوا”.

وشدد على أنه “إذا كانت فرنسا تريد أن تكون وفية لشعارها “الحرية والإخوة والمساواة”، فلا يمكن أن يُمَّس شخص في أكله ولباسه وكلامه ومسجده ومعبده وكنيسته وبيعته”، على حد قوله.

ومضى قائلا: “إذا خالف مسلم القوانين الفرنسية أو قام بأعمال مخالفة، فإن الأمة الإسلامية لا تتدخل في ذلك أبدا، أما أن يذهب في افتراء أشياء غير صحيحة، ويدل عليها الرجال المحيطون به، فذلك يعتبر ظلما ويفهم منه المسلمون أن المقصود هو الإسلام والمسلمين”.

ولفت إلى أن العرب والمسلمين بصفة عامة، يعتبرون فرنسا صديقة لهم منذ الرئيس شارل ديغول ومواقفهم المعتدلة من القضية الفلسطينية، مقابل اعتبارهم أن بريطانيا وأمريكا متحيزة أكثر من اللازم لإسرائيل، ويعولون على فرنسا في كثير من الأحيان لكي ترجع الميزان إلى الصواب، ولا يحرصون على عداوتها ولا يريدون ذلك،  بل يريدون أن تكون العلاقات جيدة وطيبة.

وأضاف: “خلال ممارسة لمسؤوليتي في رئاسة الحكومة، كنت حريصا على تعزيز الصداقة مع فرنسا، من خلال منصبي وفي حدود مسؤوليتي، لأن الشؤون الخارجية من اختصاصات الملك، لكن دائما حافظت على علاقات طيبة مع الفرنسيين وكنت أستقبلهم مرة كل أسبوع تقريبا”.

وتساءل: “هل ماكرون فرح بهذه الآلاف التي تخرج في كل ربوع الأرض لتستنكر تصريحاته؟ أريد أن أقول له إن صداقة دولته مع الشعوب الإسلامية إذا كان حريصا عليها فعليه أن يقدم اعتذارا للمسلمين، ولو مُلطفا”.

وأشار إلى أن “لبنان الذي استقبل ماكرون بالأحضان قبل بضعة أسابيع، يخرجون اليوم للاحتجاج عليه، وهذه الموجة لم تتوقف إلى حد الآن، فهو والذين معه لم يفهموا أن مسَّ المسلمين في أقدس مقدساهم بعد الله غير مقبول”.

وشدد المتحدث على أن “مكانة رسول الله ﷺ كبيرة عندنا، ومنذ ميلادنا نسمع الرسول في الآذان عبر آبائنا ونحن خارجون من بطون أمهاتنا، ونعيش مع الرسول وسيرته ومحبته طيلة حياتنا، فلا يمكن أن تشتم شخصا في أعز ما عنده في الأرض وتبرر ذلك بحرية الرأي”.

ويرى ابن كيران أنه “إذا كانت صحيفة شارلي إيبدو تفعل ذلك فهذا شأنها ليتركها ولا يتبناها، أما وقد فُهم من تصرفاته أنه تبني ذلك فأعتقد أن تقديمه اعتذارا أمرا معقولا، خاصة أنه قال إن دوره هو تهدئة الأمور، لكن تصريحه الأخير لم يهدئ الأمور”.

وفي نفس السياق، قال ابن كيران: “أقبل أن تشتم والدي وتدع عنك رسول الله ﷺ، وإذا ذهبت أوروبا والغرب والمجتمع البشري كله، من خلال الأمم المتحدة، في اتجاه إصدار قانون يمنع شتم الأديان بصفة العامة والأشخاص المقدسين عند الشعوب والأمم، فإن ذلك سيكون شيئا إيجابيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *