سياسة

“نزيف” الاستقالات بحزب الكتاب بمراكش متواصل.. والمستقيلون يلتحقون بـ”الوردة”

أحمد المنصوري ونبيل بنعبد الله

ما يزال نزيف الاستقالات مستمرا من حزب التقدم الاشتراكية بمراكش “لملء خزان” حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمدينة الحمراء، بحيث قدم كل من عضو المجلس الإقليمي لحزب “الكتاب”، صلاح الدين عبد القادر، وعضو منظمة الشبيبة الاشتراكية محليا، زكرياء شوقي، استقالتهما والالتحاق بحزب “الوردة”.

وحسب مضمون الاستقالتين التي اطلعت جريدة “العمق” عليهما، فإن العضوين، صلاح الدين عبد القادر، وزكرياء شوقي، راسلا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بن عبد الله، حول قرار استقالتهم من الحزب والشبيبة، معلنين “أنه لم تعد تربطهما أن رابطة تنظيمية بهما”.

في المقابل، نشر كل من صلاح الدين عبد القادر، وزكرياء شوقي، صورا لكل واحد منهما رفقة المنسق الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة مراكش آسفي، البروفيسور أحمد المنصوري، معلنين عن اندماجهم  مع رفاقهم السابقين في حزب لشكر.

وقال الملتحق الجديد بحزب الوردة بمراكش،  صلاح الدين عبد القادر، “لأننا نتبنى الوضوح، رفضنا أن نكون لعبة بأيدي أحد، وأن نعمل على طحن وضرب رفاق لنا من داخل التقدم والاشتراكية بمراكش، لعلمنا مدى جديتهم و ثباتهم على مبادئهم”.

وأضاف صلاح الدين في تدوينة له على على حسابه الخاص “فيسبوك” القول: “رفاق تقاسمنا معهم فترة من الزمن النضالي.. لم يعد البيت التقدمي يتسع لجميع الأطراف التي لا يهم أغلبها شيء غير طحن والقضاء على كل رفيق ورفيقة له الرغبة في العمل والاشتغال، لذلك استقلنا منه والتحقنا بالمدرسة الاتحادية”.

من جهته دون زكرياء شوقي، على حسابه الخاص “فيسبوك”، “إن الحزب العملي هو الذي يفتح لمناضليه أبوابه بشكل حقيقي، والاتحاد الاشتراكي بمراكش، هو ذاك التنظيم الذي احتضننا وعبد لنا الطريق من أجل الاشتغال بكل أريحية وجدية، دون مزايدات أو عراقيل، والحركة الاتحادية عبر تاريخها الطويل أكدت على أنها ما تزال قادرة على العطاء واحتضان وتأطير وتكوين كل المناضلين والمناضلات”.

“ومن هذا المنطلق”، يضيف زكرياء في تدوينته قائلا: “كل من يسعى لفرض طاحونته التنظيمية داخل حزبه سيأتي عليه يوم يبقى لوحده مجرد أطلال باهتة، أما الاتحاد فهو يعطي المعنى الحقيقي لنبل الأخلاق اليسارية والديمقراطية والوحدة من داخل الاختلاف وإفساح المجال أمام كافة مناضليه من أجل الدفاع عن مواقفهم وطروحاتهم”.

يشار أن قبل أسابيع قرر مجموعة من الأعضاء والمسؤولين بحزب التقدم والاشتراكية (1500 عضوا وفق تصاريح صحفية سابقة)  في إقليم مراكش الاستقالة من عضوية الحزب والهيئات التابعة له، بسبب ما اعتبروه “عرقلة السير العادي للحياة التنظيمية للحزب”، و”عدم احترام القيادة الوطنية لقرارات التنظيمات الحزبية الإقليمية والمحلية مركزية”.

وحسب رسالة استقالة جماعية لأعضاء المجلس الإقليمي للحزب بمراكش، موجهة إلى الأمين العام محمد نبيل بعبد الله، فقد تم اتخاذ القرار بالاستقالة بشكل جماعي خلال اجتماع احتضنه مقر الحزب بحي إسيل اليوم الجمعة.

وأرجعت الوثيقة سبب القرار إلى “العرقلة الممنهجة لسير التنظيم الإقليمي للحزب وعدم احترام القيادة الوطنية لقرارات التنظيمات الحزبية الإقليمية والمحلية مركزية وتمركز القرار الحربي على المستوى الوطني بعيدا عن إرادة المناضلات والمناضلين على مستوى القاعدة مما شكل إحباطا وإحساسا بالغين، خاصة أن هؤلاء المناضلين أقاموا قواعد الحزب بالإقليم من جديد”.

كما اعتبرت أن السبب الثاني للاستقالة الجماعية يتلخص في “دسائس ومؤامرات أحد أعضاء المكتب السياسي لغرض إفشال تجربة نموذجية لبناء حزب التقدم والاشتراكية بمراكش، خدمة لأجندات أخرى تهدف الى وأد الحزب وتعاكس إرادة المناضلين بالإقليم وعلى هذا الأساس قرر المجلس الإقليمي بالإجماع تقديم استقالة جماعية ومغادرة الحزب متمنيين للرفاق على مستوى القيادة الوطنية كامل التوفيق”.

جدير بالذكر أن اليوم ذاته شهد تقديم الكاتب الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة مراكش آسفي البروفيسبور أحمد المنصوري استقالته من الحزب وجميع هيئاته، وهو ما يعد بمثابة ضربة موجهة للرفاق “الشيوعيين” بمراكش، حيث يعد المنصوري بمثابة “الديمنامو” الذي أعاد الحياة إلى الحزب على صعيد الجهة بعد سنوات من الركود.

وقال المنصوري في رسالة الاستقالة التي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، “يؤسفني أن أخبركم بقرار استقالتي من اللجنة المركزية للحزب، ومن الكتابة الجهوية لحزب التقدم والاشتراكية جهة مراكش أسفي، ومن منظماته الموازية ومن قطاعاته السوسيومهنية”.

وأضاف المنصوري “أؤكد لكم أنني لم تعد تربطني أية رابطة بحزب التقدم و الاشتراكية أتمنى لكم التوفيق في نضالاتكم”.

يشار إلى  أن البروفيسور أحمد المنصوري أعطى خلال السنوات الثلاثة الأخيرة دفعة قوية للحزب بمدينة مراكش وعلى مستوى الجهة، وذلك بإحيائه لهياكله منذ توليه مسؤولية الكاتب الإقليمي وبعدها الكاتب الجهوي، وعمل على تأسيس من مجموعة من القطاعات السوسيومهنية، وكذا تنظيم مجموعة من الأنشطة الوطنية بمدينة مراكش حضرها جل قيادات الحزب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *