مجتمع

خبراء يعلقون على التجارب السريرية للقاح كورونا بالمغرب: تبشر بالخير وساعة الفرج قريبة جدا

عبر خبراء مغاربة عن تفاؤلهم من اللقاح الصيني “سينوفارم” الذي اختاره المغرب لتلقيح مواطنيه ضد فيروس كورونا المستجد، مشيرين إلى أن التجارب السريرية لم تخلف منذ بدايتها أية أعراض جانبية خطيرة على العينة المستهدفة، مشددين على أن نتائج هذه التجارب مطمئنة وتبشر بالخير وتؤشر على أن ساعة الفرج قريبا جدا، وفق تعبيرهم.

يأتي ذلك بعدما وصل لقاح “سينوفارم” الصيني إلى المرحلة السريرية الثالثة، بمشاركة آلاف المتطوعين عبر العالم، ومن بين الدول المشاركة المغرب وتركيا وأندونيسيا والبرازيل.

وكان بلاغ الملك محمد السادس قد أعطى توجيهاته من أجل إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة، حيث من المنتظر أن تغطي هذه العملية المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، حسب جدول لقاحي في حقنتين.

وستعطى الأولوية على الخصوص للعاملين في الخطوط الأمامية، وخاصة العاملين في مجال الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن والعاملين بقطاع التربية الوطنية، وكذا الأشخاص المسنين والفئات الهشة للفيروس، وذلك قبل توسيع نطاقها على باقي الساكنة.

نتائج تثير الارتياح

وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور مرحوم الفيلالي كمال رئيس جناح الأمراض التعفنية بالمستشفى الجامعي إبن رشد بالدار البيضاء، أن النتائج الأولية للتجارب السريرية للقاح والتي استهدفت 200 متطوع، على غرار ما يجري بالمستشفيين العسكري والجامعي بالرباط، تبعث عن السرور والارتياح.

وكشف الفيلالي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، أن هذه التجارب لم تخلف منذ بدايتها أية أعراض جانبية خطيرة على العينة المستهدفة، باستثناء الأعراض العادية المصاحبة لأي تلقيح كان من قبيل ارتفاع درجات الحرارة أوصداع الرأس أو الرعشة أو ألم المفاصل.

وأشار إلى أنه تجري عملية مصاحبة المتطوعين الذين تلقوا التلقيح في حقنتين، خلال الفترة الممتدة ما بين 8 شتنبر الماضي و12 نونبر الجاري، وفق بروتوكول الدراسات السريرية والذي سيستمر لمدة سنة كاملة عقب مرور 49 يوما عن أول تلقيح.

وسيقوم الأطباء بتتبع حالات الملقحين بمعدل مرة في الأسبوع على مدى ستة أشهر وبعدها مرة واحدة في الشهر خلال الستة أشهر المتبقية، هذا إذا ما استدعى الأمر، لا قدر الله، تدخلا استعجاليا، وفق تعبير المتحدث.

وأفاد البروفيسور أنه في انتظار إعطاء تقييم موضوعي وعلمي لتأكيد فعالية هذا اللقاح وأمنه وجودته العالية، عبر القياس المخبري لمدى ارتفاع مناعته في الجسم ضد فيروس كورونا، وكذا استكمال معالم هذا البحث الذي يجرى بالعديد من البلدان من قبل خبراء صينيين، فإن “الأمر يبشر بالخير وأن ساعة الفرج قريبا جدا”.

وشدد الفيلالي على ضرورة الاستمرار في احترام كافة الإجراءات والتدابير الوقائية دون الاستخفاف بإجبارية استعمال الأقنعة الواقية (الكمامات) والنظافة والتعقيم والتباعد الجسدي، في الوقت الذي تبقى فيه إمكانية العودة للحجر الصحي بالرغم من فعاليتها مسألة صعبة بالنظر لتداعياتها.

وسجل أن المستشفى الجامعي ابن رشد جند لإنجاح هذه العملية الإنسانية النبيلة طاقما متمرسا مكونا من 7 أطباء، 6 منهم من ذوي الاختصاص في الأمراض التعفنية وواحد في أمراض الرئة، إلى جانب 7 أفراد في مختبر التحاليل و4 ممرضات وصيدلاني ومساعده.

وعلى المستوى اللوجستيي، يقول المتحدث، هناك مجموعة من القاعات المعدة أساسا للتوعية والتحسيس والتلقيح وإجراء التحاليل المخبرية وأخرى للإنعاش الطبي فضلا عن قاعات للانتظار والتنسيق واجتماعات الأطقم العاكفة على هذا المشروع إلى جانب المرافق الصحية اللازمة.

المغرب نموذج عالمي

من جانبه، قال عبد الحفيظ أولعلو، صيدلاني اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، أن المغرب الذي شكل نموذجا يحتذى على الصعيدين الإقليمي والدولي في مواجهة تفشي الوباء، منذ الإعلان عن أول حالة مؤكدة في مارس الماضي، قادر اليوم على رفع هذا التحدي من خلال حملة مكثفة للتلقيح ضد كوفيد 19.

وأوضح في تصريح لوكالة “لاماب”، أن كافة الأطراف والجهات المعنية مدعوة للانخراط بقوة والتعبئة الشاملة في هذا الورش الوطني الكبير وذلك من أجل العمل على إنجاحه على غرار حملة تلقيح الأطفال التي أطلقت سنة 1986 والتي استهدفت ما يربو عن %95 من الأطفال لحمايتهم من الإصابة بـ6 أمرض معدية.

ويرى أولعلو، أنه في غياب دواء خاص لاستئصال هذا الفيروس من جذوره يجب تعزيز وازع الثقة في المنظومة الصحية وفي اللقاح كمادة صيدلانية بيولوجية دوائية وكذا في الإجراءات الرسمية مع الابتعاد عن كل الإشاعات والدعايات ذات الصلة.

وأشار في هذا الصدد، الى أن المغرب بكفاءاته وتجربته في هذا الميدان، قادر على السير في منهاج إيجابي في افق توفر الشروط اللوجستية والتقنية والصحية بالقدر الكافي لتغطية اللقاح في كافة أرجاء التراب الوطني.

وخلص إلى أن الهدف من وراء اعتماد تجربة اللقاح المضاد، في ظل شراكة فعلية مع الصين منذ شتنبر الأخير، يكمن أساسا في تحقيق نتائج مشجعة لتأمين حماية بيولوجية للشخص الذي يتلقى هذا التطعيم وتمكين جسمه من إفراز مواد مناعية ضد هذا الفيروس تساعد على الخروج من نفق الحجر الصحي وتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي انعكست سلبا على الاقتصاد الوطني وحياة المواطنين.

يُذكر ان منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاذ المرابط، كان قد كشف أن المغرب يحتل المركز 32 عالميا والثاني إفريقيا من حيث عدد الإصابات بالفيروس، والمركز 36 عالميا والثالث قاريا في ما يتعلق بعدد حالات الوفيات، كما يأتي في المركز 34 عالميا والثاني إفريقيا في عدد الكشوفات.

يُشار إلى أن لقاح “سينوفاك” يُعتبر من النوع اللقاحات “المعطل” أو “الوهن”، فهو لا يحتوي على الفيروس الحي، بل يحتوي على نسخة وهنة من الفيروس، كافية لتعزيز مناعة الإنسان.

وفي الصين تم تلقيح مئات الآلاف من الأشخاص بجرعات من مختبرات “سينوفاك” و”سينوفارم”، إذ استفاد من العملية الأطقم الطبية وكبار السن والراغبين في السفر إلى الخارج، إلى جانب الحالات العاجلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *