مجتمع

الاعتداء على غابات طنجة.. منعشو العقار يتبرؤون والجماعة تتحرك لرصد المخالفات

طمس المناطق الخضراء يثير جدلا بطنجة

علمت جريدة “العمق”، أن المجلس الجماعي لطنجة، قرر تشكيل لجنتين لمعاينة مخالفات البناء التي وقعت بمنطقة الجبل الكبير بغابة الرميلات (بيرديكاريس)، بحر الأسبوع الجاري، وذلك بعد الجدل الواسع الذي أثارته عملية اقتلاع من أجل إقامة مشروع عقاري ضخم، قبل أن يقرر والي الجهة التدخل لإيقافه.

ووفق مصدر موثوق، فإن اللجنة الأولى التي شكلتها الجماعة، تهم مخالفة قطع الأشجار بدون اتباع المسطرة القانونية وبدون ترخيص، حيث قررت اللجنة بعد حصر الخسائر، تغريم المخالف بمبلغ 900 ألف درهم.

وأفاد المصدر أن اللجنة الثانية تهم مخالفات التعمير، مشيرا إلى أنه تبين للجنة أن صاحب المشروع حصل على رخصة البناء من الشباك الوحيد سنة 2012، ولم ينجز مشروعه، ثم حصل على رخصة أخرى مجددا سنة 2016 من الشباك الوحيد أيضا، ولكنه لم ينجز المشروع.

وبحسب ذات المصدر، فإن هذه الرخصة أصحبت لاغية تلقائيا بعد مرور 4 سنوات، موضحا أن الشباك الوحيد يضم في عضويته كلا من قسم التعمير في الولاية والوكالة الحضرية ثم الجماعة.

طمس المناطق الخضراء يثير جدلا بطنجة

وكشف المصدر أن البقعة الأرضية المعنية تبلغ مساحتها 8000 متر مربع، وتوجد حسب مشروع تصميم التهيئة في نسختيه القديمة والجديدة، في منطقة الفيلات A1 وليس في منطقة المحمية الطبيعية ZRN.

يأتي ذلك بعدما أثارت عملية طمس أجزاء واسعة من المجال الغابوي بمدينة طنجة من أجل إقامة مشاريع عقارية وإقامات سكنية فخمة، ومن بينها غابة الرميلات، استنكارا واسعا لدى فعاليات بيئية ونشطاء بعاصمة البوغاز، حيث أعلنت حركة الشباب الأخضر ما أسمته “حالة الطوارئ البيئية”.

المنعشون العقاريون يتبرؤون

وفي نفس السياق، قالت جمعية المنعشين العقاريين بطنجة، إنها تدين بشدة وتتبرأ كهيئة من كل ما من شأنه الخروج عن مبادئها والإضرار بسمعة المنعشين العقاريين، لاسيما التطاول على متنفسات المدينة من غابات ومناطق خضراء أينما كان موقعها وخصوصيتها واقتلاع أشجارها وغطاءها النباتي لإقامة مشاريع عقارية في خرق سافر للقانون وللمبادئ الإنسانية.

وأوضحت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها تثمن الجهود المبذولة والخطوات المتخذة في هذا الإطار من طرف السلطات وعلى رأسها والي الجهة، لفرض احترام القانون وزجر كل المخالفات التي تمس على الخصوص بهذه الفضاءات.

الجمعية التي يرأسها عيسى بن يعقوب، قالت إنها تتطلع إلى أن لا تشكل هذه الممارسات الشاذة من طرف البعض المحسوبين على القطاع مناسبة لتوجيه صكوك الإتهام المجانية وإسقاطها على جميع المهنيين ووضعهم في سلة واحدة.

طمس المناطق الخضراء يثير جدلا بطنجة

وأضافت: “لا داعي للتذكير أن غالبيتهم أبانت عن حسها الوطني وغيرتها وإسهامها في تحريك عجلة التنمية ببلادنا (توفير السكن، التشغيل إلغ…)، ناهيك عن انخراطها في العديد من المبادرات سواء منها الإجتماعية والإقتصادية، والرياضية إلى غير ذلك”.

وأشارت إلى “الدور المنوط بها في الرفع من مستوى آليات التدخل في القطاع وتخليق الممارسة المهنية من خلال حث جميع منتسبيها على الاحترام والتقيد التام بقوانين ووثائق التعمير الجاري بها، العمل للرفع من مستوى جمالية المعمار بالمدينة وخلق فضاءات مناسبة للعيش الكريم تتجسد فيها جميع مقومات الحضارة والرقي”.

حالة الطوارئ البيئية

وكانت حركة الشباب الأخضر التي تُعنى بالبيئة، قد أوضحت في بلاغ لها، أن المعطيات الأولية تشير إلى أن مشروع الرميلات “تم الشروع بإنجازه بشكل غير قانوني، حيث تقادم ترخيص البناء بعد مرور 4 سنوات على الترخيص له، كما أن الترخيص بحد ذاته يشكل مخالفة صريحةً للقوانين الجاري بها العمل”.

وأضافت أن عددا من أعضاء الحركة حلوا بعين المكان، مُسجلين “طمس معالم الجريمة الشنعاء من إخفاءٍ للأشجار المقتلعة، وتغييب اليافطة التي تم تعليقها والموضِحة لطبيعة المشروع الذي سرعان ما انفضحَ بفعل يقظة عيون طنجة التي لا تنام، والتي لا تذخر جهداً لفضح مثل هذه الأفعال”.

واعتبرت أن “التحايل بيافطة المشروع التي أزليت، بشكل يوحي بأن البناء لن يستهدف أشجار غابة الرميلات، وهي المنطقة الخضراء المرتفعة الكثافة وفق تصميم التهيئة، يجعل الحصول على ترخيص لبناء “مجمع سكني للفيلات” أمراً غير قانوني البتة، بالنظر لحجم البناء الذي يفوق %35 إجمالي القطعة الأرضية”.

وكشفت الحركة شروعها في جمع الوثائق اللازمة والمعطيات ذات الصلة، من أجل القيام بالخطوات القانونية اللازمة لـ”محاسبة منتهكي قوانين التعمير والبيئة”، معلنة إطلاق حملة زيارات دورية لموقع “الجريمة” بغابة الرميلات ولمختلف الغابات المهددة، داعية ساكنة مدينة طنجة للقيام بهذه الزيارات وتوثيقها بمعية أعضاء الحركة.

طمس المناطق الخضراء يثير جدلا بطنجة

وعلى مستوى المدينة، قالت الحركة إنها تتابع بـ”قلق بالغ واستنفار شديد حالة التراجع والردةِ على مستوى الوضعية البيئية بمدينة طنجة، وخاصةً بالمساحات الغابوية التي باتت عرضة للانتهاك والإجرام بشكل يومي”، محذرة من “مستقبل أسود وكالح لمدينة طنجة وساكنتها”.

وأوضحت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن “الخروقات التي تطال غابات الرهراه، مديونة، احمار، اشراقة، والغابة الدبلوماسية، وأخيرا غابة الرميلات التي انتُهكت على أيادي الغدر الآثمة، أصبح معهُ الصمتُ تواطئا والتحركُ واجبا”.

وفي هذا الصدد، أعلنت الحركة “حالة الطوارئ البيئية في صفوف مناضلاتها ومناضليها قصد التصدي لهذه الهجمة”، معلنة عزمها تفعيل حالة الطوارئ البيئية من خلال خطوات نضالية وقانونية سيتم الإعلان عنها تباعاً، مستنكرة بشدة “تقاعس السلطات المحلية في القيام بأدوارها المخولة لها وفق القانون”. :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *