تصريحات قادة تونسيين حول الصحراء المغربية تثير غضب الجزائر.. وتونس تسارع للتهدئة

أثارت تصريحات قادة تونسيين من بينهم رئيس البلاد السابق منصف المرزوقي، ووزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس، حول الصحراء المغربية ومسؤولية الجزائر في إجهاض حلم الاتحاد المغاربي، غضب النظام الجزائري الذي صرَّف مواقفه الغاضبة من تونس عبر وسائل إعلام مقربة منه.

وسارع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، إلى تهدئة الأمور مع الجزائر، حيث استقبل السفير الجزائري بتونس عزوز باعلال، للتأكيد على أن بلاده لم تتبنى أي موقف عبر عنه قادة تونسيون سابقون.

ووفق بلاغ لوزارة الخارجية التونسية، فإن الوزير الجرندي شدد على أن صفاء العلاقات مع الجزائر “لا يمكن أن تكدره مواقف غير رسمية لا تلزم تونس في شيء ولا تُلزم إلّا أصحابها”.

وأعلن الوزير التونسي “تمسّك بلاده بمتانة هذه العلاقات النابعة من قيم الإخاء والنضال المشترك في ملاحم تاريخية، خطّها أبناء تونس والجزائر وستبقى مفخرة ونبراسا للأجيال القادمة”.

اقرأ أيضا: وزير خارجية تونسي سابق: النظام العسكري الجزائري هو المسؤول عن إجهاض الحلم المغاربي 

وأعرب الجرندي للسفير الجزائري “عن اعتزاز تونس بعلاقات الأخوة مع الجزائر”، مبرزا ما تحظى به “العلاقات التونسية الجزائرية من متابعة يومية من قبل رئيس الجمهورية الذي يحرص كل الحرص على التنسيق والتشاور مع الرئيس عبد المجيد تبون، بشأن قضايا المنطقة والمسائل ذات الاهتمام المشترك”.

جاء ذلك في أعقاب تصريحات إعلامية أدلى بها وزير الخارجية التونسي الأسبق، أحمد ونيس، اعتبر فيها أن النظام العسكري الجزائري “هو الذي يتحمل مسؤولية إجهاض الحلم المغاربي”.

واتهم ونيس النظام الجزائري بـ”اقتطع مئات الكيلومترات من صحراء تونس، في تنكر تام لتضحيات البلدين الجارين، في سبيل استعادة سيادته من الاستعمار”، مشيرا إلى أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه يمثل “مكسبا قويا” للمملكة في الدفاع عن سيادتها وحقوقها المشروعة.

اقرأ أيضا: المرزوقي: النظام الجزائري المتهالك يبيع الوهم للصحراويين ويتخذهم رهائن

وقال ونيس إن “النظام الجزائري لعب بالنار وتسبب في تعجيل المغرب بالتطبيع مع إسرائيل وأنه تورط في تقسيم المغرب العربي وما عاشته المنطقة من اشتباكات في منطقة الصحراء (..) تتحمل السلطات الجزائرية مسؤوليته”.

من جانبه، كان الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، قد اعتبر أن “النظام الجزائري المتهالك يبيع الوهم للصحراويين ويتخذهم رهائن لخيار سياسي خاطئ”، مشيرا إلى أن “هذا النظام أجرم في حق الصحراويين لـ40 عاما كما أجرم في حق الشعب الجزائري”.

وأشار إلى أن قادة النظام الجزائري كانوا يكرهونه، قائلا: “للأسف ضيعوا علينا وعلى أنفسهم كثيرا من الوقت، وتسببوا في مآسي كنا قادرين على تفاديها، ولكانت إصلاحات الاتحاد المغاربي على السكة الآن، عوض أن يفر شبابنا إلى الموت، كان بإمكاننا أن نفعل كل شيء”.