وجهة نظر

ماذا تبقى للبوليساريو من أمل بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء؟

بعد الاعتراف التاريخي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية فخامة السيد “دونالد ترامب” والذي اعتبره العالم ضربة معلم، وأساسا أن هذا الاعتراف التاريخي جاء في الأيام الأخيرة للسيد دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ينتمي إلى الحزب الجمهوري، وما يثير الاستغراب في هذه الولاية التي قاد فيها الحزب الجمهوري الولايات المتحدة الأمريكية كانت مطبوعة بمعالم السلام، ولم تقع أثناء هذه الولاية أية حرب، والمعروف انه عندما يتولى الحزب الجمهوري الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية تقع بعض الحروب وكمثال على ذلك حرب العراق وأفغانستان على عهد الرئيس بوش “الابن” إضافة إلى الجو المشحون بمظاهر الحرب التي تخيم على العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، ولولا ألطاف الله لكانت كارثية على شعوب العالم.

ومن الاستغراب بما كان أن الرئيس دونالد ترامب منذ أن وطأت قدماه مقر البيت الأبيض وهو يسعى إلى السلام، وخير شاهد على ذلك الحرب في ليبيا وسوريا، كما حاول جاهدا في استتباب الأمن في الشرق الأوسط وتوقيع السلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل التي لم تهدأ مظاهر الحرب فيها منذ سنة 1967 بحيث إن لم تكن عسكرية فهي اقتصادية، الأمر الذي من شأنه لم يدع مجالا للشك في أن نشوب حرب عالمية ثالثة كانت واردة لأن شرارتها كانت بادية في نظر الدارسين والباحثين الميدانيين، لكن بإرادة السيد ترامب القوية أخمد شرارتها هنا وهناك، وجعلها في نظر الساسة مستحيلة بحيث أقبر معالمها ولم يترك لها بؤرة يمكن أن تتغذى منها وتشتعل.

وخير دليل على صدق نية السيد ترامب هو اعترافه التاريخي بسيادة المغرب على صحرائه وهو الاعتراف الذي عملت الدبلوماسية المغربية في شخص جلالة الملك محمد السادس على إقناع العالم، وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية بأن الصحراء مغربية وهي جزء لا يتجزأ من أراضي المملكة المغربية، ولايمكن للمغاربة التنازل عن حبة رمل منها مهما كلف الأمر ذلك من التضحيات، واليوم ما أراد الله أن يكون كان، وهاهي أكبر دولة في العالم وهي الدولة العظمى الدائمة في مجلس الأمن تقر وتعترف بوحدة الأراضي المغربية بمنة من الله ودون مقابل، وظهر الحق وزهق الباطل بفضل الإرادة الإلهية وبركات جلالة الملك محمد السادس، اكتملت الوحدة الترابية دون إسالة قطرة دم على رمال الصحراء المغربية، وهي رمال زكية طاهرة، فكيف لا، وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه وغمره برحمته الواسعة، صلى على أرضها ومسح جبهته النقية برمالها الزكية، فامتدادا لبركات الحسن الثاني وطموحاته في تحقيق هذا الأمل، كانت بركات محمد السادس جامعة ومانعة واكتملت فرحة الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة وامتزجت عبقرية المسيرة الخضراء الخالدة بإرادة الولايات المتحدة الامريكية من خلال اعترافها بسيادة المملكة المغربية على صحرائها ولم لا؟ وهي من أبرز الدول التي ساندت الفكرة العبقرية للمسيرة الخضراء ودعمها سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا في المحافل الدولية والجهوية والاقليمية، إلى أن جاء اليوم الذي أصبح هذا الاعتراف العلني الرسمي لا مفر منه، ومن يقول غير ذلك فهو ظالم وواهي ومفتري، وناكر للجميل وخائن للعهد والجورة، ودم الأخوة ونكران للهوية اللغوية والدينية والعادات والتقاليد والطبائع، وهو لم يترك للتعاون في هذه المجالات سبيلا.

لهذه الأسباب يمكن القول ان الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ المسيرة الخضراء المظفرة كانت في الباطن والخفاء تؤيد المغرب في استرجاع أراضيه الصحراوية، ولم تكن تنتظر إلا الوقت المناسب، وهاهو هذا الوقت هل وجاء معه الإعلان التاريخي العلني، أن الصحراء “الغربية” مغربية لاجدال فيها وأغلق الملف، ولو حاول بعض الأعداء تغيير مسار هذا الاعتراف، فلن يجدوا أمامهم إلا أنياب السبع وهي مزنجرة مع شهية الالتهام، والقول هنا إلى الذين لم يدروا بعد مغزى رسالة الاعتراف أن يرشوا وجوههم بالماء البارد حتى يستفيقوا من نومهم ويعودوا إلى جادة الصواب من خلال اعترافهم بالخطأ “وخير الخطائين من اعترف بخطئه”

وهذا الكلام موجه إلى إخواننا حكام الجزائر، وأقول لهم انتبهوا إلى أنفسكم و إلى الشعب الجزائري المسكين وأطلقوا حريته، وأطعموه من المال والخيرات التي من الله عليه بها، وهو يتقاسم لقمة العيش مع أشقاءه في المغرب وبالتالي بناء المغرب الكبير بدون حدود وجواز سفر وبعملة واحدة وهوية واحدة، وحق الاقامة، وعفى الله عما سلف، إن الله غفور رحيم، وهنا يحضرني مقال نشرته سنة 2014 ارتأيت أن أذكر المغرر بهم مرتزقة البوليساريو، لأقول لهم، “أين لكم المفر؟” إن لم تتوبوا وتأخذوا واحدة من الاثنين، إما طلب الادماج في الشعب الجزائري الشقيق، وإما أن تطلبوا العفو والمغفرة من جلالة الملك لتعودوا إلى بلدكم الطيب المغرب، لتسكنوا فيه سالمين، لكم للمغاربة من حقوق وعليكم واجبات وفق الدستور المغربي، وعليكم أن لا تتأخروا وتهيمون في غيكم، فهذا آخر إنذار لكم.

و أذكركم بنصيحتي في مقال سنة 2014 التي جاء فيها أيها ما يسمى بجبهة البوليساريو، اعلموا أنه سيأتي اليوم الذي لن تجدوا فيه من يحاوركم ولا أي مكان يؤويكم، وهاهو هذا اليوم حل، فأين لكم المفر؟ فالسند الذي كنتم تعلقون عليه آمالكم قد تخلى عنكم وعاد إلى نظرية الأمر الواقع، واعترف للمغرب في بسط سيادته على جميع أقاليمه الصحراوية، إنها الولايات المتحدة الامريكية أعظم دولة في العالم، والدولة التي كلمتها لها وزن ثقيل في مجلس الأمن الدولي وهي من أعضاءه الدائمين، أما الدول الهشة التي تزعمون أنها تساندكم، فكبيرتها في طريقها إلى التخلي النهائي عنكم، وهي دولة جنوب افريقيا، وحينها أينما وليتم وجوهكم فهناك سد مانع يعترضكم، وقد يطردكم الشعب الجزائري من فوق أراضيه وتصبحون عرضة لافتراس بعضكم البعض، وبهذا تكونون ضيعتم على أنفسكم جميع الفرص، وحتى الحكم الذاتي سيصبح حلما في صفحات التاريخ.

وهنا لابد من طرح السؤال التالي: ماذا بقي لكم دون تندوف؟ والهجوم على الجزائر التي في الواقع هي التي غرتكم وسببت لكم هذه المآسي، وكما يقول المثل الدارجي “فكها يا من وحلتيها”، وفي هذا السياق، لقد حز في نفسي طلب مكتب سياسي لأحد الأحزاب، وهو يقول بتنزيل تاريخ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء كيوم وطني، أقول لهؤلاء، ألا تعتقدون بأن هذا الطلب ومن خلاله تجازفون بمصداقية الحزب؟

فعندما تطالبون بيوم وطني ألم تفكروا في اليوم التاريخي – 6 نونبر عيد المسيرة الخضراء المظفرة- وقد سميت بمعجزة الزمان، وأين هو قسم المسيرة الخضراء؟ أتريدون طمس معالم وتداعيات هذا اليوم العظيم عند المغاربة كافة من طنجة إلى الكويرة؟ وهم لقسم المسيرة وافون وحافظون بقيادة سيدنا نصره الله وأيده وأطال الله في عمره وأدام عليه نعمة الصحة والعافية، فعندما يكون مكتب سياسي يدير شؤون حزبه بعقلية قصيرة المسافة، و أساسا إذا كان الأمر يتعلق بمصير الدولة، فهذا المكتب واجب حله والتشطيب عليه من الخريطة السياسية…. ! ألا تعلمون أن تأخير هذا الاعتراف الصريح والرسمي كان سببه هو مراعاة بعض المصالح، وهو ما قوى عزيمة المغاربة وصمودهم مدة 45 عاما، في حين أن راعي هذا البلد الأمين يعمل ليل نهار دون كلل، وكل أشغاله تصب في صالح الوطن والمواطنين.

تقول الحكمة “قل خيرا أو اصمت” و إسوتكم في ذلك حزب العدالة والتنمية، إلا أحد الوزراء الذي ينتمي إلى هذا الأخير إذ صرح بكلام وهو ليس من اختصاصه كوزير سياسي يمثل الحزب في الحكومة، وبكلامه هذا ينتقد التطبيع مع اسرائيل، حيث لو كان هذا الوزير يدري جيدا حدود اختصاصه لما تطاول على من هم أدرى بشؤون البلاد والعباد في هذا البلد الذي سمعته عبرت الحدود إلى أصقاع العالم.

ألم يعلم هذا الوزير المسكين أن اليهود المغاربة الذين حصلوا على شهادة الباكالوريا المغربية سنة 1954 هو 625 من ليهود المغاربة، في حين كان عدد المغاربة الاقحاح هو 530.

أما الاوروبيون فكان عددهم هو 7353 الذين حصلوا على شهادة الباكالوريا المغربية.

أضف إلى ذلك ميدان الطب حيث كان عدد المتخرجين هو 36 منهم 17 يهودي مغربي ، فضلا عن طب الأسنان فالعدد لم يتجاوز 5 منهم 3 يهود مغاربة.

أما سلك المحاماة فكان العدد هو 48 منهم 21 يهودي مغربي، وفي الهندسة 30 مهندس مغربي ويهودي، وعموما ان هؤلاء اليهود يفتخرون بانتمائهم إلى المملكة المغربية ولم يتنكروا للجميل بينما تنكر له الاشقاء الذين ضحى المغاربة بالغالي والنفيس من أجل حريتهم.

و ما لي إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل……. !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *