أدب وفنون

السملالي.. أسطورة المسرح العرائسي الذي قضى 58 سنة في خدمة الطفل المغربي

رحلة مميزة تلك التي طبعت مسار محمد السملالي، الكاتب والمخرج والملحن والمنتج التلفزيوني وعضو الاتحاد الدولي لمسرح العرائس التابع لليونيسكو، وممثله المعتمد بالمغرب ورئيس مكتب النشاط المسرحي الذي نظّم أول ندوة حول المسرح المغربي بالمديرية العامة للثقافة بالرباط سنة 1973 على إثر إصدار القانون الأساسي لمسرح محمد الخامس.

يعتبر محمد السملالي أحد رواد مسرح العرائس بالمغرب، فقد أشرف سنة 1961 على تنظيم الجولة الأولى لفرقة الكراكيز التابعة لمركز الفن المسرحي المختصة في مسرح الطفل، كما قام بعرض برنامج عرائسي بمناسبة عيد ميلاد الأميرة للا أمينة بحضور الملك المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1966.

كما انتخب السملالي كاتبا عاما للاتحاد المسرحي بمدينة فاس، ثم أشرف على تنظيم الندوة الأولى حول المسرح المغربي، ليتوج ذلك بالمشاركة في تأسيس المعهد الدولي للمسرح بالمغرب.

كرس السملالي حياته للأطفال، حيث أشرف على إنتاج أزيد من 120 مسرحية قصيرة تقدم بشكل أسبوعي، بالإضافة إلى 3 مسلسلات عرائسية وهي “شندل ومندل” و”حديقة بوبي” و “بابا علي”، الذي أنجزه للتلفزيون العراقي ويتكون من 30 حلقة وأذيع بمناسبة السنة الدولية للطفل سنة 1979.

وشكل مسلسل ”شندل ومندل” نقلة نوعية في مسيرة السملالي، وهو مسلسل ناطق باللغة العربية مستوحى من حكاية شعبية عالمية تعرف بالذئب والعنزة والمعروفة في التراث الشعبي المغربي ب”عزة ومعزيزة” و”منديلا ومرمادا”، والذي يهدف إلى تعليم الطفل حب الحرية والسلام والحق والخير والجمال.

مر السملالي بمواقف صعبة في مسيرته، لعل أبرزها عدم حصوله سنة 1991 على مستحقاته المالية من القناة الثانية، بعد احتجازها للنسخة الأصلية من المسلسل العرائسي ”شندل ومندل”، وعدم عرضه على شاشة القناة.

تم تكريم السملالي قبل أيام، من طرف الشبكة العربية العالمية للإعلام، كتتويج وعرفان له على خدمة الثقافة الإنسانية لتأصيل القيم الأخلاقية والجمالية والسلام في نفوس الطفولة على مدار سنوات وسنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *