مجتمع

قناة جزائرية تتقمص دور القضاء وتستنطق شخصين على أساس أنهما “مهربين مغربيين”

في واقعة غريبة ولا تمت لأخلاقيات مهنة الصحافة وفي ضرب للكرامة الإنسانية والقوانين الدولية الحافظة لحقوق الإنسان، عرضت قناة البلاد الجزائرية، الثلاثاء، شريطا مصورا يظهر شخصين في سن متقدم، تم تقديمهما بوجه مكشوف على أساس “مواطنين مغربيين من مدينة بوعرفة متهمين بتهريب المخدرات”.

ونشرت القناة الجزائرية، الشريط المصور، يظهر هذين الشخصين بأيدي مكبلة بأصفاد، مع تقمص دور السلطة القضائية بإستجوابهما واستنطاقهما على الهواء مباشرة، مع تقديمهما على أساس مهربين للمخدرات  في ضرب واضح للقوانين الدولية بعرض الحائط، ودون احترام لقرينة البراءة ما لم يبث فيها القضاء.

الحرب الإعلامية التي يخوضها النظام الجزائري ضد المغرب، منذ إعلانه تحقيق مكتسبات تاريخية بالصحراء المغربية، لم تتوقف عند هذا الحد بل بثت القناة الجزائرية تصريحا لهذين العجوزين يبرران إشتغالهما بسبب الحاجة والفقر والبؤس الشديدين.

هذه التمثيلية التي بثها التيلفزيون الجزائري لقيت أنتقادات واسعة من بعض الصحفيين وتهكما من طرف رواد مواقع التواصل الإجتماعي، حيث طالب كثيرون إطلاق سراحهما مشككين في الحكاية بأكملها، حيث اعتبرو هذا السلوك “غير راشد من مسؤول أمني عبر تلفزيون حكومي غير مهني قلب الأمور رأسا على عقب”.

من جانبه  انتقد الصحفي الجزائري أنور مالك، في تدوينة له على صفحته الفيسبوكية، “الطريقة الغير قانونية واللا أخلاقية التي تعاملت بها قناة البلاد الجزائرية”، مع المتهمين الذي ظهرا وهما مكبلين بالأصفاد.

واعتبر أنور مالك أن هذا “التعامل لا يليق بالجزائر ولا بالقانون ولا بالقيم، ويجعل القضية كلها محل علامات استفهام في هذه الظروف القائمة بين البلدين”، موضحا أن القضاء هو السلطة المخول لها البث في هذه القضايا، وليس عبر اعترافات متلفزة تجهل ظروفها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • بنعباس
    منذ 3 سنوات

    لما اربكت جائحة كورونا البشرية جمعاء من ضمنهم اخوة جزائريين ببعض المدن المغربية فقد وجدوا كل الترحاب والتضامن حتى من رجتا تاتمن لو كان هؤلاء الرجلين فعلا مغربيين كان الاولى التعامل معهما مهنيا وانسانيا واسلاميا دون تشويه وبهدلة امام العالم ، كان على طاقم القناة الادلاء ببطاقات تعريفهما ليكتمل البحت