وجهة نظر

مناشدة الألباني الجماعات الإسلامية إلى التعاون والتكاثف والتكاملية

بسم الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى

و بعد: إخوتي الكرام

فهذا كلام متين، و نظر رصين، من الشيخ الألباني عليه رحمة رب العالمين، وهو عين ما يقرره العلماء في كل ظرف و حين، يدعو فيه الشيخ الى تكاثف الجهود بين العاملين، نصرة للإسلام والمسلمين، سواء كانوا سلفية أو إخوانية أوغيرهم ممن تشملهم الدائرة الواسعة، دائرة أهل السنة والجماعة والمنة لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا…

– أهديه على وجه الخصوص لأناس ضاق أفقهم وتكلس تفكيرهم ، و تحجرت الى المخالف نظرتهم ، ابتلوا مساكين بالسب والثلب، و النقب والثقب، لا يدور بخلد جمهورهم جمع لكلمة ،و لا توحيد لصف أمة ، يعملون لحساب عدوهم وهم لا يشعرون، أهديه لهم لعلهم يرعوون، و الى رشدهم يعودون،ومن غلوهم يتوبون، لأنهم كثيرا ما بالألباني يستشهدون،ولكلامه يقدمون و به يعملون ، لذلك آثرت إيراد كلامه في هذه الفرصة عساهم به يستيقظون…..
ومن عباءتهم الفكرية التعصبية ينسلخون…

– ثم أهديه على وجه العموم لفضلاء دعاة الصلاح والإصلاح ليتابعوا مسيرتهم في السعي إلى لملمة الشمل، وجمع الكلمة، و تقريب البعيد،و هداية الشريد، وبث روح الإنصاف، ونبذ وجوه الظلم والإجحاف، تأليفا للقلوب لتقوية الجهود، نصرة لدين الله الملك المعبود،وذلك بالتعاون على المتفق على فعله، و التناصح في قضايا المتفق على تركه، و التأدب بآداب الخلاف في أمور الاجتهاد ،
سيرا على سبيل الاعتدال و الرشاد .

و بهذا ورب الكعبة تتقوى أمة الإسلام ، على محاربيها الألداء الفجرة اللئام، فتوحد جهودها ، و تلملم صفوفها، فبدل ان تتآكل فيما بينها ، تتحد على مجابهة عدوها، الساعي ليلا ونهارا ، عشياوإبكارا للإجهاز على ما تبقى من عزها ومجدها، باستلاب هويتها، و مسخ فطرتها ،وذبح حيائهاو سلخ غيرتها، و استخراب أوطانها ،و نهب خيراتها ، بعد اغتصاب نسائها و تقتيل أبنائها ، و ما واقع إخواننا البورميين و السوريين والعراقيين و غيرهم عنا ببعيد …..

فرج الله همومهم وكشف غمومهم…..
فيا ليت قومي يعقلون …
و لما يكاد لهم يدركون ….
و للمستقبل المخطط لهم يستشعرون.

وللمثل المشهور( أكلت يوم أكل..) يستحضرون
اللهم اشهد أني بلغت…
و بجمع الكلمة قد ذكرت…
وصدري لكل عاقل قد فتحت …
و يدي لكل منصف قد بسطت…

وحتى لا أطيل في التقديم ، ها هو ذا نص كلام الشيخ الكريم ،جمعنا الله به في جنات النعيم….

قال الألباني رحمه الله تعالى:

“قال الله عز وجل: (وخلق الإنسان ضعيفا) فالإنسان لا يستطيع أن يقوم بكل شيء، لا يستطيع أن يحقق في العلم، وفي السياسة، وفي الاقتصاد، وفي الاجتماع ..، لا بد من الاختصاص في كل علم يعتبر ـ على الأقل ـ من الفروض الكفائية.

لهذا أنا أقول: لا أنكر على أي جماعة تقوم بفرض كفائي، لكنني أنكر تفرق ذوي هذه الاختصاصات وعدم تكتلهم وتعاونهم بعضهم مع بعض؛ فلو فرضنا أن(( الإخوان المسلمين)) أخذوا جانبا من هذه الفروض الكفائية وتخصصوا فيها، لكنهم لم يعادوا الطائفة الأخرى التي تتخصص في غير تخصصهم.

كما أن هذه الطائفة الأخرى لا تعادي الإخوان المسلمين؛ لأنهم تخصصوا في واجب آخر…

فأنا أعتقد جازما أنه لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة المسلمة إلا بتعاون كل هذه الجماعات على أساس الكتاب والسنة أو على منهج السلف الصالح.

وأقول: السلفيون المتخصصون في فقه الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ويحاولون أن يحملوا أنفسهم على الاقتداء بالكتاب والسنة في كل كبيرة وصغيرة..، ومع ذلك إذا ظلوا في هذا الجانب فقط، ثم لم يأخذوا بالجوانب من الفروض الأخرى، ولو بالتعاون مع الطوائف الأخرى؛ فهم أيضا سيظلون (مكانك راوح)، فلا بد إذاً من تعاون كل الجماعات كل باختصاصاته.

ولاشك أن أهم شيء مما ينبغي القيام به من الإصلاح هو ما عليه السلفيون في عالم الدنيا كلها؛ وهو تصفية هذا الإسلام مما دخل فيه، وتربية المسلمين على هذا الأساس، نحن لا ننكر القيام بالفرائض الكفائية، لكننا لا نبالغ فيها كما يبالغ الآخرون في ذلك…”اهـ
(سلسلة الهدى والنور الحلقة (609))

قدم له محبكم الحسن الشنقيطي…

عامله الله بلطفه و عظيم كرمه…. امين