اقتصاد

الطاقات المتجددة .. المغرب يختتم سنة 2020 بإطلاق مشاريع مهمة

عرفت نهاية سنة 2020 توقيع اتفاقيات لإطلاق مشاريع مهمة في مجال الطاقات المتجددة، إذ تم استعراض هذه المشاريع خلال انعقاد المجلس الإداري للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يوم 29 دجنبر 2020 والذي تم خلاله المصادقة على ميزانية سنة 2021، كما تم عرض مجموعة من الإجراءات التي اتخذها المكتب لمواكبة ورش تطوير الطاقات المتجددة بالمملكة.

وفي السياق نفسه، تم في اليوم نفسه، عقد اجتماع اللجنة التقنية المحدثة لترجمة مشروع خارطة الطريق الوطنية للطاقة الهيدروجينية إلى برنامج عمل يشمل المشاريع الاستثمارية ذات الأولوية والبنيات التحتية الضرورية لتعزيز البحث والتطوير وكذا تقوية القدرات وتطوير الإطار المؤسساتي والتنظيمي.ويشكل هذا الورش مجالا جديدا لتطوير استعمال الطاقات المتجددة وخاصة الشمسية والريحية منها.

وفي يوم الخميس 31 دجنبر 2020، آخر يوم في سنة 2020، سجلت مجموعة من التطورات تهم الطاقات المتجددة، أولها، التوقيع على اتفاقية بين الوكالة المغربية للطاقة المستدامة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من جهة، وشركة الطاقة الريحية بالمغرب (NAREVA) وإنيل كرين باور (Enel Green Power) من جهة أخرى، لإنجاز مشروع الطاقة الريحية جبل لحديد بإقليم الصويرة، بقدرة 270 ميغاواط.

وبحسب المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في بلاغ له، فإن المكتب، وكذا المتعاقد الخاص للبرنامج المندمج للطاقة الريحية (850 ميغاواط) المكون من مجموعة “ناريفا هولدينغ” (المغرب) و”إينيل جرين باور” (إيطاليا)، وقعوا على العقود المتعلقة بالرحبة الريحية “جبل لحديد” بالصويرة، بقدرة 270 ميغاواط، برئاسة وزير الطاقة والمعادن والبيئة عزيز الرباح، وبحضور الوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الرحبة الريحية “جبل لحديد”، التي تبلغ قدرتها 270 ميغاواط، تقع على بعد 25 كلم شمال شرق مدينة الصويرة، وتصل الكلفة الإجمالية للمشروع إلى حوالي 2.8 مليار درهم، مضيفا أنه من المتوقع أن يتم بدء التشغيل تدريجيا بهذه الرحبة التي تعتبر ثالث مشروع بالبرنامج المندمج للطاقة الريحية 850 ميغاواط ابتداء من الأسدس الأول من سنة 2023.

وخلص المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إلى أن مشروع الرحبة الريحية جبل لحديد بالصويرة سيمكن من تجنب انبعاث مليونين و380 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا، أي ما يعادل استهلاك مدينة بحجم مدينة الدار البيضاء.

وذكر المكتب في بلاغه، أن البرنامج المندمج للطاقة الريحية 850 ميغاواط، والمكون من الرحبات الريحية “ميدلت – 210 ميغاواط”، و”بوجدور – 300 ميغاواط”،  و “جبل الحديد – 270 ميغاواط”،  و”تسكراد – طرفاية – 100 ميغاواط”، يعتبر جزء من الإستراتيجية الطاقية الوطنية التي تهدف بلوغ 52 في المائة من القدرة المنشأة الكهربائية المستمدة من الطاقات المتجددة بحلول سنة 2030.

كما تميز اليوم ذاته، بإطلاق الوزارة والوكالة المغربية للطاقة المستدامة لطلب عروض يستهدف الشركات الصغرى والمتوسطة، لإنجاز برنامج من الطاقة الشمسية الفوتوضوئية بقدرة إجمالية تناهز 400 ميغاواط، بمواقع مؤهلة بالمملكة يمكن أن تحتضن عدة مشاريع ذات قدرة تتراوح من 5 ميغاواط إلى 20 ميغاواط.

وسيساهم هذا البرنامج في خلق فرص شغل جديدة وتعزيز النسيج المقاولاتي المغربي في هذا المجال. كما تم تشغيل محطة الطاقة الشمسية الفوتوضوئية لأرفود بقدرة 40 ميغاواط من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بهدف تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية للنقل.

كما عرف اليوم ذاته، عرض مشروع القانون 19-40 المغير والمتمم للقانون 09-13 المتعلق بالطاقات المتجددة بالمجلس الحكومي، والذي يهم السوق الحر لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة. ويهدف هذا القانون بالأساس إلى تفعيل فتح الجهد المتوسط وكذا تحسين مناخ الأعمال وتبسيط المساطر وتعزيز الشفافية مع ضمان الولوج إلى المعلومة المتعلقة بالفرص الاستثمارية التي يتيحها هذا القطاع.

وعلاوة على ذلك، صادق المجلس الحكومي على المرسوم المتعلق بإحداث وتنظيم معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بورززات، لينضاف إلى المعهدين المحدثين بمدينة وجدة ومدينة طنجة، لتكوين تقنيين متخصصين في مجال تقنيات الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.

وكانت مجموعة “ناريفا هولدينغ” و”إينيل جرين باور”، بشراكة مع الشركة الألمانية المصنعة للتوربينات “سيمانس كاميسا للطاقات المتجددة”، قد فازت سنة 2016 بطلب العروض الدولي المتعلق بتطوير وتصميم وتمويل وبناء وتشغيل وصيانة البرنامج المندمج للطاقة الريحية 850 ميغاواط، وذلك في إطار الإنتاج الامتيازي للطاقة الكهربائية.

وأضاف بلاغ المكتب،  أن هذا المشروع المتكامل مكن من خلق صناعة ريحية بالمغرب، وذلك عبر إنشاء مصنع لإنتاج توربينات العنفات بمدينة طنجة من قبل الشركة المصنعة السالفة الذكر بإنتاجية سنوية تقدر بحوالي 600 وحدة (أي ما يفوق 600 ميغاواط سنويا).

وأكد أنه بالتوقيع على عقود الرحبة الريحية للصويرة، يكون المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قد تمكن من تحقيق 80 في المائة من أهداف البرنامج الطموح للطاقة الريحية، لافتا إلى أن سنة 2020 تميزت بالنسبة للمكتب بالتشغيل الإجمالي للرحبة الريحية بميدلت بقدرة 210 ميغاواط، وتوفير الغلاف المالي، وكذا انطلاق أشغال بناء الرحبة الريحية لبوجدور 300 ميغاواط، والرحبة الريحية لتازة 87 ميغاواط، وكذا التوقيع على عقود الرحبة الريحية جبل لحديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *