مجتمع

لترسيخ الشعور بـ”التمغربيت”.. جامعي يدعو لحماية “التراث المطبخي” المغربي

الطاجين

دعا سعيد بنيس أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط وزارتي الصحة والتعليم إلى إجراء بحث وطني من طرف فرق متعددة التخصصات للوقوف على ظاهرة تغير العادات الغذائية في المغرب لرصد امتداداتها داخل المجتمع، وذلك من أجل الحفاظ على التراث المطبخي المغربي وحمايته.

وقال بنيس، إن تغير العادات الغذائية داخل المجتمع المغربي أسفر عن نوع من “الغرائبية المطبخية” في المائدة المغربية، معتبرا أن ذلك يطرح تساؤلات بخصوص تدبير الثقافة الغذائية، لاسيما بالنسبة للأطفال الذين هم في حاجة لوجبات ذات قيمة غذائية عالية ومفيدة.

وأضاف بنيس، أن الحفاظ على “الثراث المطبخي يجب أن يكون من خلال القيام بحملات التوعية داخل المؤسسات التعليمية بهذا الخصوص”، وذلك “لفرملة” الإيقاع السريع والانتقال الاضطراري من “الطاجين” إلى “الطاكوس”، وتعميق الانتماء الوطني للتلاميذ والأطفال، وكذا نوع من أنواع التنشئة على ترسيخ الشعور بـ”التمغربيت”.

واعتبر بنيس في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “الدخول إلى العهد الرقمي أسهم في التحولات الاجتماعية التي أدت لتغير العادات الغذائية للمغاربة”، الذين اكتشفوا وصفات جديدة أقبلت عليها كل الفئات العمرية في إطار تجريب مطابخ أخرى جديدة، إضافة إلى تقريب المستثمرين الجدد من المدارس المطبخية المختلفة المستهلك المغربي من ألوان مغايرة لما ألفه من وصفات أجنبية (الفرنسية والأسيوية).

وتابع ذات المتحدث، أن “المستهلك المغربي تعرف على أطباق جديدة وخاصة منها المكسيكية كـ”الطاكوس” تلائم متطلباته اليومية وقدراته المادية، مشيرا إلى أنه لابد من الأخذ في الاعتبار أن المعطى المادي عامل محدد في اختيار الوجبة التي سيتم تناولها، فإضافة إلى عنصري السرعة والقرب من خصائص المطبخ المغربي (التوابل)، فهي تتميز بثمنها المناسب للقدرة الشرائية للمواطن.

وأكد الأستاذ الجامعي، على أن نسق التحول المجتمعي أفضى إلى “انتقال المغاربة من مجتمع منغلق إلى مجتمع منفتح حتى في عاداته الغذائية، فبعد ما كان الأكل داخل البيت طقسا مقدسا ومباركا عند جميع أفراد الأسرة، أصبح الأكل في الخارج ولو مرة واحدة في الأسبوع من العادات القارة والطقوس المتفقة عليها داخل الأسرة بمختلف طبقاتها الاجتماعية”.

وأشار بنيس، إلى أنه “وبعد أن كان من غير المقبول مجتمعيا أن تقوم الأسر بشراء الأكل من خارج البيت مع ما في ذلك من مساءلة لقدرة المرأة على تدبير شؤون المنزل، بات الجميع معتادا على رؤية أسر كاملة تتناول غذاءها أو عشاءها بالخارج مجتمعة وملتئمة على وجبات بعينها مما أدى بها إلى هجرة ومقاطعة “الطاجين” والالتئام والاتفاق على وجبات مثل “الطاكوس”.

وانطلاقا من هذا الطقس الجديد يتابع الأستاذ الجامعي، تمكنت الوصفات التي تعرض بالخارج من التسلل وشق طريقها داخل البيت، وأصبحت تعد منزليا لكلفتها المنخفضة مقارنة بالمطاعم، لاسيما بعد اعتماد مجموعة من المؤسسات التعليمية التوقيت المستمر، إذ وجدت الأسر في تلك الوصفات الحل الأنسب، وصارت تحضر لأبنائها وجبات سريعة من مطابخ مختلفة عن المطبخ المغربي أشهرها “الطاكوس”.

ولفت سعيد بنيس، إلى ضرورة حماية وتحصين “الطاجين” كتميز مطبخي حضاري وكعنصر من عناصر “التمغربيت”، قبل أن “نفاجئ بتقاسمه مع شركاء جدد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *