مجتمع

30 سنة من الخدمة دون تعويض.. عائلة معرضة للطرد إلى الشارع بعد وفاة مالك ضيعة ببنجرير (فيديو)

آزرت جمعيات مدنية وحقوقية ببلدية سيدي بوعثمان بإقليم بنجرير، عائلة أبو الفداء، بعد أن قضت محكمة ابن جرير ابتدائيا، بطردها من منزل يتواجد وسط ضيعة فلاحية كانت تشتغل فيها أزيد من 30 سنة، واتهامها بالترامي عليه من طرف عائلة مالكها.

وحصلت عائلة أبو الفداء على دعم ساكنة سيدي بوعثمان، إذ وقعت عشرات الساكنة على عريضة،  يقرون فيها بأن “الأم خدوج وإبنيها محمد وزينب يقطنون ويشتغلون بالضيعة طيلة المذكورة المذكورة، وأنهم لم يحتلوا المنزل”.

محمد أبو الفداء، 42  سنة، في لقاء مصور مع جريدة “العمق”، أوضح أنه “منذ 1986 ونحن نخدم في هذه الضيعة، حتى تفاجأنا برفع دعوى قضائية تتهمنا فيها العائلة باحتلال المنزل والترامي عليه، دون أن يخبرونا بأي شيء، أو يطلبوا منا الخروج”.

وقال محمد، إن “ساكنة سيدي بوعثمان كلها تعرف حقيقة ما يقع، وأننا نشتغل في هذه الضيعة منذ وقت طويل”، مضيفا أن “مالكها الراحل، والذي كنا نشتغل لديه، كان يعد بمنحنا تعويضات بعد بيع الضيعة بحكم العلاقة الجيدة التي كانت بيننا”.

وأضاف أنه “بمقابل الدعوى القضائية التي رفعتها العائلة كوننا متراميين على لمنزل، فإننا رفعنا دعوى شغل نطالب فيها بحقنا”، مشيرا إلى أنه “لم تكن أسرته تريد الوصول إلى هذه المرحلة، وكنا نود أن نحل الأمر بشكل حبي وباتفاق مع الورثة كما كنا متفقين مع المرحوم الذي أفنينا  عمرنا في خدمته”.

من جهتها تقول الأم خدوج، “كنت أنا وزوجي رحمه الله، نقوم بجميع الأعمال الزراعية، من حلب الأبقار وكنس المرعى وحش العلف، وسقي الأشجار والنباتات، ناهيك عن أعمال البيت من طهي وتنظيف وغسل الملابس وغيرها من المهام التي يوكلونها إلينا”.

تضيف الأم خدوج لجريدة “العمق” أن رب الضيعة “كان يعدنا بتعويض ما مر من سنوات العمل والخدمة، لنتفاجأ فيما بعد برفع دعوى قضائية، وبعدها حكم الإفراغ، كأننا محتلين للضيعة”.

وزادت المتحدثة، “أنا أطالب فقط بحقوق 35 سنة من العمل مع هذه العائلة، أما المنزل والضيعة فهما ملك للورثة”.

إبن المنطقة، يوسف الموساوي، عبر عن تفاجئه بحكم “طرد وتشريد عائلة أبو الفداء”،  مشيرا إلى أن “الأسرة لا تطالب بأكثر من حقها، أو تمليكها الضيعة، بل تريد تعويض عن إنهاء علاقة شغلية بشكل قانوني يحفظ لها كرامتها”.

وأشار الموساوي إلى ضرورة استحضار ظروف العائلة، “فالإبن  لم يتمكن من إتمام دراسته بسبب الأعمال الفلاحية التي كان يقوم بها في الضيعة، وما ترتب عن ذلك من عدم حصوله على شواهد دراسية تمكنه من العمل، أو حتى إتقانه أي شغل أو حرفة أخرى”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *