أخبار الساعة

السياحة تستحود على حصة الأسد في الاستثمارات بجهة سوس ماسة

أعلن مدير المركز الجهوي للاستثمار لجهة سوس ماسة، خليل نزيه، أن السياحة استحوذت على حصة الأسد في الاستثمارات بجهة سوس ماسة التي حققت نتيجة إيجابية خلال سنة 2016، حيث ارتفعت المبالغ المرصودة لإنجاز مختلف المشاريع بنسبة 6 في المائة.

وأوضح خليل نزيه في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الجهة سجلت خلال السنة الماضية 190 مشروعا، يصل الغلاف المالي المخصص لإنجازها إلى مليارين و 917 مليون درهم، فيما يصل عدد مناصب الشغل المقرر إحداثها بموجب ذلك إلى 4 آلاف و 556 وظيفة عمل.

وتحظى المشاريع السياحية بنسبة 57 في المائة من مجموع هذا الغلاف المالي الاستثماري، وتشمل على الخصوص إنشاء وحدتين سياحيتين في محطة تغازوت، أولاهما عبارة عن وحدة فندقية تابعة لعلامة تجارية معروفة على الصعيد العالمي، أما الثانية فتتعلق بإنشاء أكاديمية لرياضة التنس، حيث يبلغ الغلاف المالي المخصص لإنجاز المشروعين على التوالي 500 مليون درهم، و 460 مليون درهم.

وتأتي المشاريع الاستثمارية المرتبطة بقطاع الخدمات في الرتبة الثانية بنسبة 5ر16 في المائة، متبوعة في الرتبة الثالثة بقطاع التجارة بنسبة 56ر11 في المائة، ثم الاستثمار في مجال البناء والأشغال العامة بما معدله 7ر6 في المائة.

وقال نزيه إن عدد الملفات التي عالجها المركز الجهوي للاستثمار لجهة سوس ماسة انخفض بشكل ملموس، وعزا ذلك إلى الظرفية الاقتصادية، إضافة إلى التقطيع الجهوي الجديد، فضلا عن عدم احتساب الملفات الاستثمارية المرتبطة بقطاع المعادن بالنظر لدخول القانون الجديد المنظم لهذا القطاع حيز التنفيذ.

وقد نجم عن التقطيع الجهوي الجديد إلحاق أربع أقاليم وهي سيدي إفني، وورزازات وزاكورة وتنغير بجهتين أخريين بعدما كانت تابعة لمنطقة نفوذ المركز الجهوي للاستثمار، فيما تم إلحاق إقليم طاطا بجهة سوس ماسة.

وبخصوص مستقبل الاستثمار في الجهة، أعرب مدير المركز عن تفاؤله خاصة بالنسبة لقطاع الصناعة، حيث أشار في هذا السياق إلى أن انطلاق العمل في القطب الصناعي “أكروبول” المخصص لتثمين المنتجات الزراعية، إلى جانب قطب “هاليوبوليس” الموجه لتثمين منتجات الصيد البحري، من شأنهما أن ينتجا قيمة مضافة كبيرة للقطاع الصناعي ، وللاستثمارات بشكل عام في الجهة.

وأكد بهذا الخصوص أن الجهة عملت على تطوير بنياتها الأساسية ، فضلا عن تحسين مناخ الأعمال ، وذلك من أجل جلب مزيد من المستثمرين.

وأعلن خليل نزيه، أن مجلس جهة سوس ماسة كلف مكتب الدراسات “ماكنزي” بإنجاز دراسة تحدد الرؤية الاستراتيجية للتنمية في الجهة خلال العشرين سنة القادمة، مشيرا إلى أن المركز الجهوي للاستثمار يتحين خلاصات هذه الدراسة حتى يشتغل في إطارها. كما سجل في السياق نفسه أهمية العمل الذي تضطلع به اللجنة الجهوية للاستثمار لتحسين مناخ الأعمال وتيسير تنزيل المشاريع على أرض الواقع على صعيد الجهة.

وأكد أن المستثمر “ليس في حاجة فقط لتوفير البنيات الاساسية ، ولكن ايضا للمواكبة ، ولإطار قانوني إيجابي ومشجع ، كما يحتاج إلى إدارة تمتاز بالمرونة ، وإلى السرعة في معالجة الملفات الاستثمارية وتيسير عملية تنفيذها” .

وفي ما يتعلق بالوعاء العقاري، قال مدير المركز الجهوي للاستثمار لسوس ماسة إن هذا الموضوع لا يشكل عائقا فقط، وإنما يعتبر اليوم من بين المشاكل المعرقلة للاستثمار وذلك بالنظر لغياب الوعاء العقاري اللازم خاصة في أكادير، والقادر على الاستجابة لحاجيات المستثمرين.

وأكد في هذا السياق أن هذا الموضوع يستدعي العمل من أجل عقلنة استعمال الوعاء العقاري المتوفر، والسعي إلى الابتكار في ما يتعلق بتعبئة العقار خاصة عن طريق اعتماد الإيجار عوض التمليك، مذكرا في هذا الصدد بالدور المنوط بالمجلس الجهوي في إطار الاختصاصات الجديدة الممنوحة للجهات بشأن وضع نظم تحفيزية في هذا الإطار.

وضمن هذه الرؤية، قال خليل نزيه إن المركز الجهوي للاستثمار لسوس ماسة يتولى قضايا تيسير مهام المنعشين الاقتصاديين بوضع جميع المعلومات الضرورية رهن إشارتهم ، وذلك في إطار استراتيجية للمواكبة تمتد من المرحلة الأولية ، وتشمل الحصول على الرخص ، وتنزيل الورش على أرض الواقع ، وصولا إلى انطلاقة عمل المشروع الاستثماري.

وخلص خليل نزيه إلى القول إن الهدف الاسمى من كل ذلك هو منح الثقة للمستثمرين ، وخلق جاذبية حقيقية وفعلية للاستثمار في جهة سوس ماسة.