مجتمع

نوابغ مغربية: المهدي بن عبود.. نبوغ طبي وفكري في محراب المقاومة والسياسة

نوابغ مغربية

تميز المغرب عل مدار تاريخه ببزوغ شخصيات نابغة أبدعت في مجال تخصصها وأسهمت في بناء الإدراك المعرفي للمجتمع وشحذ الهمم والارتقاء بالوعي الجمعي، كما رسخت عبقرية المغاربة بتجاوز إشعاعها حدود الوطن، ومنهم من لا تزال إنتاجاتهم العلمية والمعرفية تُعتمد في الحياة وتدُرس في جامعات عالمية.

هم رجال دين وعلماء ومفكرون وأطباء ومقاومون وباحثون ورحالة وقادة سياسيون وإعلاميون وغيرهم، منهم من يعرفهم الجميع وآخرون لم يأخذوا نصيبهم من الاهتمام اللازم، لذا ارتأت جريدة “العمق” أن تسلط الأضواء على بعضهم في سلسلة حلقات بعنوان “نوابغ مغربية”، لنكتشف معًا عبقرية رجال مغاربة تركوا بصمتهم في التاريخ.

الحلقة 27: المهدي بن عبود.. نبوغٌ طِبّي وفكري في محرابِ المقاومة والسياسة

بسم الله الرحمن الرحيم

عَدَّته موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير في طِليعة رجالات المغرب البارزين في النِّصف الثاني من القرن العشرين، وعَدّه المقاوم المغربي الدّكتور عبد الكريم الخطيب “أحد أعمدة الفكر الإسلامي الحديث”؛ مناضِل متحمِّس وغيور وخدوم لبلاده، ومفكِّر استِثنائي متبحِّر في تخصصات عديدة. 

مِن أصُول أسرة متديِّنة ارتبَطت بالجِذر النَّسبي المتصِّل بالقُطب الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، ومُقاوِمة، قَدّمت شهداء في سبيل الوطن، وعلماء نَفعوا الوطن، استَقرَّت بمدينة سلا، التي كان بها مولِد مُترْجَمِنا الطبيب والمثقَّف الكبير المهدي بن عبود يوم 15 يناير 1919. 

في أحضانِ أبٍ صالحٍ عالِمٍ تَلقَّى المهدي تعليمه وتربيته، وأمٍّ استَكْمَلت مشوار التربية والتعليم والتّثقيف والتّـوعية الوطنية حتّى استقام المهدي شابّاً غزيرَ المعارِف، مَتين المبادئ، متطلِّعاً إلى الارتقاء باسم العائلة، والإعلاء من قيمة العلم وسُمعة الوطن، متخلِّقاً بأخلاق الإسلام. 

طيلة مراحله الدِّراسية؛ أقْبَل على كُتُبِ التراث والفلسفة والتاريخ والأديان بشغفٍ كبير، بالموازاة مع حُبِّه للطب ونبوغه فيه، وإتْقانِهِ العربية والإنجليزية والفرنسية، مما أهَّلَه لاستكمال مسار التعليم العالي في تخصُّص الطب بفرنسا، مباشرةً بعد حصوله على الباكالوريا من ثانوية مولاي يوسف العريقة في الرباط سنة 1940. وفي سنة انتهاء الحرب العالمية الثانية انتقل المهدي إلى باريس للتدرُّب على الجِراحة بمستشفى شمال إفريقيا، وأعْقَبَ هذه التَّجربةَ بالالتحاق بمستشفى سان لويس، متخصِّصاً في الأمراض التَّناسلية والـجِلدية. ولم يتوقَّف هذا الطُّموح العلمي إلا بالحصول على الدكتوراه سنة 1950 من جامعة باريس، وهي ذاتها السنة التي جَمَعته الأقدار فيها بمحمد الخامس، فناوَله في ذلك اللقاء القرآن الكريم قائلاً للملك “هذا هو العهد الذي بيننا”، بما يُفيد اجتِماعَ الوطنيةِ والمقاوَمةِ والعِلم في شخصية الدكتور المهدي منذ أنْ كانَ شاباً.

بَعد حصوله على شهادة الدكتوراه؛ عادَ إلى المغرب لتدشين مشوار مهني وعلمي جديد، والوفاء بمقتضيات ذلك العهد الذي قَطعه على محمد الخامس، فافتتح عيادةً في الدار البيضاء، لم يستقِرَّ فيها إلّا سَنَةً واحدة، طارَ بَعدها إلى الولايات المتّحدة الأمريكية لمزيدٍ من التّخصص العلمي والعملي في الجراحة، والاشتغال على التعريف بالقضية الوطنية والدِّعاية لها في الأوساط الأمريكية. 

عُرِف عن السيد المهدي _ على غِرار زملائه من الوطنيين المغاربة _ نشاطُه المتميّز في صفوف “الحزب الوطني”، وتجذُّرِ مبادئ الوطنية والمقاومة وكُرْه الاحتلال في نفسيته وذِهنه، وعُرِفَ عنه عطاؤه الفعّال في الكشفية الحسنية وفي الجمعية الرِّياضية المغربية الرباطية السّلاوية. 

مَساعي المهدي الدّائمة للبحث عن فُرصة يخدم من خلالها بلاده ويُكافح إلى جانب إخوانه المغاربة؛ حَفَّزَته للانضمام لحزب الاستقلال سنة 1944، فناضل في صُفوفه داخل أرض الوطن، وحينَ مَثَّله في فرنسا _ وفي أمريكا لاحقا _ إلى غاية حصول المغرب على استِقلاله. 

حين انتَقل إلى أمريكا سنة 1951؛ كُلِّف من قِبَل قيادة حزب الاستقلال بمكتب المغرب في نيويورك، وقَدْ شَكَّلَ وجوده في مكتب نيويورك فرصة ثمينة له للاطلاع على السياسة الدولية، والتواصل مع النُّخَب المثقّفة وربْط الصِّلات مع أعضاء في مَجلِسَيْ النواب والشيوخ بواشنطن، وإعداد الملفات التّاريخية والإعلامية عن المملكة المغربية، وصياغة البيانات السياسية، لشَرْح حقيقة الأوضاع في البلاد للغَربيين، في سياقٍ اتَّسَم بتصعيد التوتّر بين الإقامة العامة الفرنسية والسلطان والوطنيين. وتميَّز الدكتور ابن عبود بنشاط مدني وسياسي ملحوظ أثناء مقامه بأمريكا، أثارَ عليه حَنق السلطات الفرنسية التي سَعت إلى الوقيعة به لاعتقاله من لدن السلطات الأمريكية سنة 1954 غير أنّها لم تُفلِح. 

بعد عودته من أمريكا، تلبِيةً لنداء المقاومة المسلَّحة ضدّ الاستعمار، التَحق بقادة جيش التحرير في تطوان سنة 1955، فجَمَعته صداقة ومهمات نضالية مع الدّكتور الطبيب عبد الكريم الخطيب (أحد أعضاء قيادة جيش التحرير)، لصالح المقاومة المغربية المسلّحة، حيث أشْرَفا معاً على تنسيق العلاقات مع الحكومة العراقية، وجَلْب السلاح للمقاومين المغاربة. ونَظراً لتفاني الدكتور ابن عبود ودبلوماسيته وسِجِلّه الوطني النِّضالي؛ بَعثت به قيادة الحركة الوطنية وقيادة المقاومة إلى القاهرة، وهناك ساهَم في وضْع “الميثاق المغاربي” الخاص بجيوش تحرير المغرب العربي، وأبَان عن مقدرة متميّزة في التَّواصل والتنسيق مع القيادات الجزائرية والتونسية والمصرية. 

لقد كان الرجل مؤمِنًا بقضية الوحدة المغاربية، مُدافعا عنها وداعيا لها، ومقتنعاً بحقوق الشعوب المغاربية في الحرية والاستقلال، والحق في وحدة المغرب العربي الكبير، وداعياً إلى ضرورة التفكير في أشكال الدولة الوطنية لما بعد مرحلة الاستعمار، لقناعته بأنَّ الشعوب ستنتصر في معركة الحرية والتحرير. 

بعد الاستقلال؛ نودِيَ على الدّكتور المهدي لتولِّي مهمة أوّل سفير للمغرب بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1956، وليَكون الممثِّل الدائم للمغرب في هيئة الأمم المتحدة، وذلكَ نَظير نضاله السِّياسي والدبلوماسي وسابِق معرفته بالسياسة الدولية وإتقانه اللغة الإنجليزية وشُهرته في الأوساط الطبية والعلمية. إلاّ أنّه لن يستمر في هذا المنصب إلا سنوات، حيثُ سيتمُّ إعفاءه منه سنة 1961 بسببِ مناصَرته لمطالب موظّفي وزارة الشؤون الخارجية ودَعمه للإضراب الذي خاضوه. 

وصَف المفكّر القدير المهدي المنجرة في شهادة أدلى بها في ندوة وطنية هامّة نُظِّمت سنة 2005 صَديقه الدكتور المهدي بن عبود بأنّه مارَس خلال مُقامه بأمريكا وهيئة الأمم المتحدة “دبلوماسية معرفية”. 

عاد إلى بلاده سنة 1961 مُفتتحاً عيادته الخاصة في الرباط، ومتفرِّغا للبحث العلمي والكتابة، إلى أنْ عُيّن أستاذاً جامعيا في شعبة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. ثم جاءت مرحلة إفادة الطُّلاب وتقديم الخبرة العِلمية والتجربة العملية؛ فَساحَ في قارات العالَم محاضِراً في جامعات الشَّرق والغرب، ومُشارِكاً في النّـدوات والمؤتمرات العِلمية، وضَيْفاً على السّادة العلماء والقادة السياسيين في مختلف دول العالم. والناظرُ في حواراته ومشارَكاته الـمُتَلْفَزة في سبعينات القرن العشرين يَلْمس تَميُّزَ الدكتور المهدي بقُدرة تواصلية وخَطابية رائعة، بلسانٍ عربي مُبين، يَسْتَحْضِر الأفكار بسلالة وانتِظام، ويُبحِر بين التخصصات بعُمق معرفي، مع ما يُرافِق ذلك من تواضع وحياءٍ لا يكاد معهما الدكتور ابن عبود النظَّر بعينيه إلى الكاميرا والحضور. ويَلْمَسُ فيه كذلكَ شخصية الأستاذ الجامعي اللامِع، فِكراً وأخلاقاً.  لقد “اتّسَم فِكرهُ بالعُمق الذي لا ضَحالة فيه، والاعتدال الذي لا تَشَدُّد فيه، والبَساطَة التي لا سذاجة فيها، والوضوح الذي لا الْتِباسَ معه، والإخلاص الذي لا رِياء فيه”، كذا حكى لنا عنه تلميذه الأستاذ محمد الرحالي. 

أما الوجه الثَّقافي والموسوعي للمهدي، أو المهدي المفكِّر فهو مِن التميّز والنبوغ بمكان، حيثُ كانت للرجل دراية كبيرة بالعلوم الإنسانية، والأديان السماوية، وفهْمٌ عميق للحضارة الغربية. عبَّر عنها في أعمال فكرية نوعية، منها موسوعته الثلاثية “رصْد الخاطر أفكار ونظريات وخواطر حول صراع العقائد وعقيدة المستقبل”، الصادرة في طبعتها الأولى عن مكتبة النجاح بالدار البيضاء سنة 1999، وروايته القيّمة “عودة حيّ بن يقظان”، الصادرة عن سلسلة شِراع المغربية، العدد 16 في 140 صفحة، وديوانه الشِّعري “العصر والنَّصر”، ومُساهماته الصحفية والإذاعية التي جَمعها في كُتيب بعنوان “متفرِّقات”، وروايته الفلسفية “أيُّها الجيل الصّاعِد”، وكُتُبه الأخرى “التَّحَدِّي الـخُلُقي” و“خواطر حول أزمة الحضارة المعاصِرة والتطلُّع إلى مُستقبل الإنسانية” و“خواطر حول مسيرة الفكر البشري أو منهاج البحث عن الحقيقة واليقين” و“في العلِم والمعرفة”.. أعمال علمية امتدَّ اشتغال الدكتور المهدي عليها عقوداً طويلة، تُبينُ عن مَدى اهتمامه بالظواهر الاجتماعية والتحولات الدينية والمسارات التي طَبعت وآلت إليها الحضارة الإنسانية الـمعاصِرة.  

كان الدكتور ابن عبود رحمه الله من خلال مؤلَّفاته الفكرية، ومشاركاته الإذاعية والتلفزية، ومحاضراته العلمية، ودروسه الجامعية؛ واضحاً في قناعاته وانتقاداته ومنسجِماً مع مبادئه، وكان كثَيرَ إعمالِ حاسّة النَّـقد، حيثُ انتقدَ طُغيانَ الفكر المادي في الحضارة الغربية، وحَلَّل عيوبها، ورأى أنّ مِن مُقوّمات الحضارة الصّالحة النافعة تَوفُّرها على شُروط الإيجاب، أيْ ما يحتاجه الإنسان في الوجود الأرضي، باحترامٍ تام لكرامته وإنسانيته. وانتقد استسلام المسلمين للطُّغيان والرضى بالاستبداد، وشَنّع على ثقافة الهزيمة الروحية والفكرية والعملية، واعتبَر فسادَ الثقافة مُضِرّ بالبشرية، لأنّه “عندما تفسُد الثَّقافة؛ فإنَّ الناس ينظرون بنظرٍ أعْوَر، ولا يَرَوْن إلا المادة نتيجةَ فقدان نور البصيرة التي أصبحت مطموسة” /انظر: “رصد الخاطر”، ص: 98.

كما نادى بضرورة التَّحلِّي بالعقل العِلمي ونَبْذ الأمية والكسل، ونبَّه في كتابه “رصد الخاطر” إلى مخاطِر ما أسماه بــ”الصِّراع اللغوي”،  وعدَّه مِن الأهمية بمكانٍ، كَون اللغة تعيش صراعاً حضاريا كذلك، وهي إما تدوم بدوام حَمَلَتِها، أو تموت بتراجُعهم وموتهم. فاللغة حَسب الدكتور المهدي “مرآة الشعوب” وبواسطتها تتسّع رُقعة النفوذ الحضاري والثقافي والروحي لأمّة من الأمم. 

ومِن خلال الأدب؛ جَعل المهدي روايته “عودة حي ابن يقظان” نصّاً لاذِعاً ضدّ الأمراض الاجتماعية الكُبرى، كالجهل المركَّب والكِبر والغرور والوَهَن والخوف من الأغيار، والقلق من الغد الغائب.

اهتمَّ المفكِّر ابن عبود كذلكَ بإقامة الصِّلة بين عالم الشهادة وعالم الغيب، ودَرس مَواطِن الداء في الشخصية المسلمة، وكان شديدَ الإيمان بقُدرة الإنسان على التغيير، وقُدرة الحرية على الانتصار في معركتها ضد الاستبداد والاستعمار، وعَبَّر مِرارا عن تَـخَوّفه مِن النفوذ الصهيوني العالمي، وتَحَدَّث عن الصِّراعات التي تغزو العالم.

وكالمفكّرين الكبار؛ كان المهدي رحمه الله يَنفِرُ مِن التّـقليد، ويَراهُ نوعاً من التهوّر، سواء أكان من لَدُنِ الفقهاء، أو العلماء أو الحكّام، ويُؤاخِذ على الـمُقلِّدة، لما يُسبِّبونه مِن ضرر بالغ على الأمة، فكريا ودينيا وحضاريا. وكان منشغِلا فِكريا بِقضايا الصِّراع الثَّـقافي والفكري في العالم الإسلامي، ولم ينكمِش داخل قوقعة الطبّ، بل غادر العيادة ليُجْرِيَ العمليات الجراحية للمشكلات الحضارية.

وفي مواقِفه من الاستبداد والظُّلم؛ لم تحُل علاقته الطيبة بجمال عبد الناصر، مِن توجيه نقد لاذع لتجربته في الحكم، وعَدِّه من القادة الذين حَكموا شعوبهم بالحديد والنار. ولَم يَكن من طينة المثقّفين الذينَ يُبرِّرون للاستبداد والمستبِدِّين. 

 إذا كان المفكّر الجزائري مالك بن نبي قد اختَصَّ في بيانِ خصائص وملامح ما أسْماه “إنسان ما بعد الموحِّدين”؛ فإنّ المفكر المغربي المهدي بن عبود اختصَّ في بيان خصائص وملامح ما أسْماه “إنسان ما بَعد الاستِقلال”، وذلكَ في حوارٍ معه سنة 1984،  أيُّ مُواطِن مغربي للمغرب الـمُستِقلّ؟ كان هذا السؤال مَحطّ اهتمام واشتغال علال الفاسي والمهدي بن بركة وعبد العزيز الحبابي ومحمد عابد الجابِري؛ كُلٌّ من مَنظوره وزاوية معالَجته لجدل العلاقة بين المواطِن المغربي ومسؤولياته إزاء مغرب الاستقلال، وكان سؤالاً شَغل بالَ ابن عبود أيضاً. 

انخرط رحمه اللهُ مبكِّراً في التَّـنبيه إلى أهمية الصّحوة الإسلامية وطبيعتها، وركَّز على مسألة الصحوة في معانيها الكبرى، لا فيما تقوم عليه من إطارات وتنظيمات فحَسْب، فالصحوة في نَظر الدكتور المهديهي إنقاذ النفس والعقل والقلب من القلق والضجر والحيرة والضَّلال، والخوف والرعب، والجور والاستعباد، والغموض والضَّياع، والفراغ المعنوي والخواء الروحي، والخوف من المجهول في العاجل والآجل” كما جاء على لسان رواية “عودة حي بن يقظان”، ص: 38 

وإلى جانب هذا النُّـبوغ العِلمي والعطاء العَملي والوطنية الخالِصة والمسار الفكري الـمنتِج النافع؛ كان المهدي على علاقة مطبوعة بمكارم الأخلاق مع طلبته، ومع مَن يأتيه من الباحثين والعلماء، ومتواضِعاً أينما حَلَّ وارتَحل، وصاحِب روح مرِحة، وعقْلٍ مُشْرِق. 

وبِقِيَّ وفيا لأصالته وقيمِه ومغربيته، قريباً من هموم وإشكالات العالم العربي والإسلامي، ممتهِناً جراحة الأبدان والأفكار والحضارات، زاهداً في المناصب، متعفِّفاً، لا مالَ له في البنوك خارج أرض الوطن، ولا وساطات يتزلَّفُ بها لنَيْل الحظوة هنا أو هناك، فعاشَ كريماً، إلى أنْ وافه الأجَل يوم 6 دجنبر 1999، فمات كريماً، مُخلَّداً في ذاكرة الأجيال، عالِماً مُشارِكاً، وطبيباً بارعاً، وكاتِباً مُجيداً. 

                                   إلى روضة المهديِّ سُكْتُ سلامِيا

                                   يُـــــبــــلِّــــــــغُـــــــــــــهُ مِــــــنّي إلــــــيـــــهِ فُـــــــــــــــؤادِيا

                                   ألا أيُّـــــهــا المــهـــديُّ كـــنــتَ دلـــيــلــــناَ

                                   إلى الـمَـــثَـــــل الأسْمــى وللحقِّ هادِيا

                                   فنَمْ آمِناً مِــــلْءَ الـجُــــــــــــــفونِ مُكَرِّماً

                                   عزيزاً شَـــــــــــريفاً رافِــعَ الرّأسِ عـــالِيَــــــا

/العلّامة: محمد الروكي

مراجع ومصادر:

* “موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب“، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
* موقع (يوتوب): برنامج “مع كتاب الله“، حلقة خاصة من الجزائر مع المفكر المغربي المهدي بن عبود.
* (بن عبود) المهدي: “عودة حي بن يقظان“، العدد 16 من سلسلة شراع، الطبعة الأولى 1997.
* (بن عبود) المهدي: “رصد الخاطر؛ أزمة الحضارة المعاصرة والتطلع إلى مستقبل الإنسانية“، طبعة 2005، جمع ونشر ليلى بن عبود.

* إعداد: عـدنان بـن صالح/ باحث بسلك الدكتوراه، مختبر “شمال المغرب وعلاقاته بحضارات الحوض المتوسِّطي”، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالك السعدي – تطوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *