وجهة نظر

سنة أمازيغية سعيدة

سنة أمازيغية ترحل وسنة جديدة تحط الرحال بين ظهرانينا حاملة الرقم 2971، وهي مناسبة تفرض علينا التوجه إلى كل الأمازيغ في المغرب وشمال إفريقيا وعبرالعالم بأطيب التهاني وأرق الأماني، متمنين أن يكون هذا العام الأمازيغي الجديد مفتاح خير وصحة وهناء، وخاتمة لما شهده العالم في زمن الجائحة الكورونية، من محن وشقاء وارتباك وألم وترقب وقلق وتوجــس.

سنة أمازيغية جديدة تتجدد معها الدعوات والمطالب في أن يتم اعتمادها كيوم عطلة على غرار السنة الميلادية والهجرية، وبعيدا عن كل الحسابات الضيقة أو المزايدات المغذية للنعرات، وبمعزل عن أي فكر متحجر أو متقوقع حول الذات، نرى أنه آن الأوان للاعتراف برأس السنة الأمازيغية وترسيمه كيوم عطلة سنوية مدفوعة الأجر، ومبررنا في ذلك ما حققته الثقافة الأمازيغية من مكاسب متعددة المستويات على رأسها إحداث” المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية” و”تنصيص الدستور الجديد على الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية” و”الشروع في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية” …

والمبرر المؤسساتي والتشريعي(الدستوري)، ما هو إلا تزكية لثقافة أمازيغية تعد مكونا من مكونات الهوية المغربية المشتركة الضاربة في القدم، ورافدا من روافد ما يجمع الأمة المغربية من حضارة عريقة على جانب كبير من الغنى والثــراء، وإذا كنا نترافع – عبر هذا المقال – دعما للثقافة الأمازيغية ودفاعا عن ترسيم رأس السنة الأمازيغية، فنحن نترافع في آخر المطاف عن الهوية التي تجمعنا كمغاربة بكل انتماءاتنا العرقية واللغوية والثقافية والدينية، وندافع عما ينفرد به المغرب عن غيره من الأمم من “عيش مشترك” و”أمن” و”سلام” و”تعايش” و”تعاضد”..

“أمازيغ” كنا أو “عرب” أو “يهود” أو “أفارقة” فالوطن يجمعنا بكل انتماءاتنا وتناقضاتنا، وبين أحضان هذا الوطن، تشكلت الشخصية المغربية عبر التاريخ وبرزت تضاريس ما يجمعنا اليوم من مشترك تاريخي وثقافي وهوياتي، لذلك، وبعيدا عن كل الممارسات المغذية للنعرات، لابد أن ندرك أن قوتنا في تنوعنا واختلافاتنا، وفي قدرتنا على العيش المشترك، من أجل “الإنسانية” التي تجمعنا، بعيدا عن كل النعرات المغذية للعصبية المكرسة للتفرقة والتشرذم والشتات، وإذا مال القلم للأمازيغية، فلسنا “أمازيغ” كما قد يعتقد البعض، ولكن لأننا على وعي إدراك، في أن الدفاع عن “الأمازيغية” هو دفاع عن التاريخ والجغرافيا والثقافة والهوية المشتركة والذاكرة الجماعية والعيش المشترك، ونختم بالقول “اسكاس امباركي .. اسكاس اماينو” لكل “الأمازيغ” لكل “المغاربة” لكل “الإنسانية”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *