مجتمع

مختص: سلالة كورونا الجديدة ليست أكثر فتكا وتفشيها بسرعة يمثل ضغطا على منظومة الصحة

قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، إنه على الرغم من أن السلالة الجديدة لكورونا ليست أكثر خطورة ولا أكثر فتكا، إلا أن مجرد تفشيها بشكل أسرع سيشكل ضغطا أكبر على المنظومة الصحية وسيزيد الحالات الحرجة والوفيات جراء ارتفاع أعداد المصابين ولو بدون خطورة زائدة.

وأشار الطبيب، إلى أن الهدف يبقى هو تأخير وصولها، وتعطيل انتشارها، ومحاصرة تفشيها، من خلال محاولة منع دخولها للمملكة قدر الإمكان، ورصدها، وإبطاء انتشارها باحترام الإجراءات الحاجزية، ومن خلال الانخراط الجماعي والسريع في حملة تلقيح واسعة، من أجل حماية أكبر عدد ممكن من المواطنين، وخلق مناعة جماعية للتحكم في الوباء والقضاء عليه، بسلالته القديمة وسلالاته الجديدة وتلك المحتمل ظهورها.

وعن الحملة التي أعلنت عنها وزارة الصحة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجدبين 30 ألفا من تلاميذ المستوى الإعدادي والثانوي بست جهات، أوضح حمضي في حوار مع وكالة الأنباء الرسمية، أنها تهدف تحديد مستوى انتشار الإصابة بالفيروس لدى الساكنة أقل من 18 سنة، وكذا تحديد الخصائص الوراثية للطفرات المنتشرة، أي معرفة نوع أو أنواع الفيروس المنتشر: هل هو نوع واحد أم أنواع فيروسية مختلفة بسبب طفرات بسيطة أو كبيرة؟ سلالة أو سلالات جديدة؟.

وتابع، أنه “لهذه الغاية، سيتم فحص 30 ألف تلميذ من المستويين الإعدادي والثانوي بست جهات من المملكة بهدف معرفة درجة وخريطة ونسبة انتشار الوباء بين هذه الفئة العمرية، ثم أخذ بعض العينات العشوائية من التحاليل الإيجابية لإخضاعها للفحص الجيني (séquençage) لمعرفة الخصائص الوراثية للفيروسات المشخصة ومقارنتها”.

ولفت الطبيب حمضي، أنه “إلى حدود الساعة لم يتم ضبط دخول السلالة الجديدة للمملكة”. مضيفا أن هذه الحملة تدخل في إطار الإجراءات الاستباقية لمواجهة السلالة الجديدة ومحاولة منع دخولها، أو تأخيره كلما أمكن، والحد من انتشارها إن دخلت، والتعامل مع الوضعية الجديدة المحتملة.

ومن جملة الإجراءات المتخذة في هذا السياق، يقول حمضي، تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا حيث تنتشر السلالة الجديدة، وتعزيز المراقبة والفحوصات والإجراءات الوقائية، ومضاعفة الدعوات إلى احترام الإجراءات الحاجزية بين المواطنين، وتكثيف الفحوصات الجينية لعينات الفيروسات المنتشرة بالمملكة لتحديد الطفرات المحتملة.

وأبرز المتحدث، أن المعطيات العلمية الحالية تؤكد أن السلالة الجديدة المكتشفة ببريطانيا هي أكثر سرعة في الانتشار مقارنة مع السلالة السائدة، وذلك بنسبة تتراوح بين 50 و74 في المائة، دون الجزم بأن هذه السرعة مرتبطة بالضرورة بالخصائص الجينية والبيولوجية للسلالة الجديدة أو بأسباب أخرى.

كما أن المعطيات ذاتها تشير إلى أن السلالة الجديدة ليست أكثر خطرا ولا أكثر فتكا وإماتة من سابقتها، في حين لم تسجل الدراسات أن هذه السلالة أكثر انتشارا ولا أكثر خطرا عند الأطفال مقارنة بالبالغين.

وشدد على أن حملة الكشف وسط تلامذة الإعدادي والثانوي (وهم الأكثر احتمالا للإصابة مقارنة بالأطفال الصغار أقل من 10 سنوات) تتوخى رسم خريطة انتشار الفيروس داخل هذه الفئة العمرية، وفحص جينوم عينات عشوائية من الفيروسات المكتشفة لديها، لتكون فرصة ضبط سلالات جديدة أكبر، والإجابة عن سؤال انتشارها بين الأطفال أسرع.

كما تروم حملة الكشف في صفوف الساكنة أقل من 18 سنة اتخاذ القرارات الملائمة فيما يخص الوضع الوبائي للمدارس على ضوء المعطيات المستخلصة من الحالة الوبائية لدى هذه الفئة العمرية وعلى ضوء المعطيات المتوفرة حول السلالة الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *