وجهة نظر

نجاحات بطعم كورونا.. إقليم إفران نموذجا

اسم استحوذ على مساحات واسعة من النقاش مقرونة بالثناء والتقدير في علاقة بتدبيره المحلي الفعال لظروف الحجر الصحي القاسية وما تبعها من إجراءات احترازية لتفادي انتشار جائحة كورونا في إقليم مترامي الأطراف بتقيداته الجغرافية وتنوعه السكاني ما بين حضر وعالم قروي.

منذ الوهلة الأولى لإعلان تطبيق إجراءات الحجر الصحي في إقليم إفران، لم يتوانى السيد عبد الحميد لمزيد، المسؤول الترابي الأول عن النزول الى المدن والقرى التابعة لنفوذه الترابي لتفحص أحوال الناس عن قرب والاطمئنان على سلامة الإجراءات المتخذة لتيسير سلاسل التموين وإيصال المساعدات لذوي الحاجة والفئات الهشة في جميع أماكن تواجدهم بالإقليم، وهو أمر استحسنته الساكنة المحلية، بمختلف مشاربها وتياراتها، ووصل صداه القاصي والداني.

غير أن ما يميز هذا المنطق التدبيري هو سرعة التفاعل مع الأحداث والشفافية والحزم في معالجة الإشكالات التي تعترض تسيير الشأن العام المحلي، وقد نبهنا غير ما مرة إلى إقدامه وحزمه في محاربة الزبونية والمحسوبية في تدبير الممتلكات العامة والجماعية والتسيب الإداري الحاصل من قبل الهيئات التمثيلية المحلية.

إن تنفيذ الإجراءات المصاحبة لحالة الطوارئ من قبل مسؤول ترابي أو مركزي، لا يعدو عملية ميكانيكية قد تؤتي أكلها وقد تترتب عنها اثار جانبية مميتة للشرائح الأكثر تضررا من حالة الإغلاق العامة الحالية، غير أنه حينما تقدم السلطات ممثلة في شخص العامل على البحث عن سبل كفيلة بإنعاش اقتصاد مجاله الترابي عبر ابتكار طرق جديدة لخلق الثروة وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي، وبعث روح جديدة في السياحة المحلية، فذلك يعد إنجازا بكل المقاييس.

وبحسب تقييم الفعاليات المدنية بمختلف مناطق الإقليم، فالرجل يمتلك إرادة فولاذية لإنعاش اقتصاد وتجارة مدينتي إفران وازرو والنواحي، في ظل تراجع رواجها إثر تطبيق حالة الطوارئ الصحية لصد انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقد يقول قائل، كيف له أن يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية في وضع متدهور دوليا بسبب مضاعفات الجائحة على الاقتصاد العالمي، إلا أن الجواب يكمن في حزم الرجل ووقوفه المستمر على راحة الزوار على مدار الساعة، ناهيك عن اتباع قواعد حكامة جيدة في تدبير حركة السير والامن بالإقليم.

وتجدر الإشارة، أن حركة النقل والجولان وعملية تدفق السياح بالمنطقة، في ظل الوضع الحالي المشوب بالحذر الشديد خاصة بعد التساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفها الاقليم، لم تعرف أي حادثة تذكر، بل أشاد المتتبعون للشأن المحلي بانسيابية حركة السير، عكس ما وقع سنة 2018، حيث استقبل الإقليم منذ عطلة نهاية الأسبوع التي تزامنت مع 11 يناير حسب الأرقام الرسمية ، ما يناهز 350000 سيارة وأكثر من 1000حافلة من نوع ميني باص و 450 حافلة من الحجم الكبير وهو ما يثبت انكباب السيد عبد الحميد لمزيد على تدبير حركة السير وكذا ملفات الإقليم بعقلانية وفعالية بنفس استباقي، لا يترك مجالا للصدفة أو نهج التعلم من الأخطاء، وقد ترجم إشرافه المباشر على خلية اليقظة والتنسيق المحكم بين كافة المتدخلين وسرعة الاستجابة، حالة الضبط العالية للشأن المحلي بالإقليم وتوفير الأمن والسلامة للسياح والاستجابة الفورية لحاجيات السكان الضرورية في الوقت المناسب.

ويمكن استخلاص العبر عموما من تلك الممارسات الفضلى، وجعلها مدونة لسلوك المسؤولين لتدبير الازمات بشكل أفضل في ظل سياقات ضبابية، لا يمتلك العالم حلولا ناجعة للتصدي لها سوى الحكامة الجيدة والاستجابة الفورية ومعالجة الأمور الطارئة بشكل فعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ميمون
    منذ 3 سنوات

    الحقيقة السلطة دبرت قطاع السياحة بفعالية و انتعش الاقاصاد المحلي. اتمنى ان تدوم الامور و ان يستيقظ المنتخبون من نومهم العميق.