المغرب العميق

نساء وأطفال يبحثون عن قطرة ماء بعدما تسببت “السياسة” في تعثر مشروع بتنغير

طفل يبحث عن ماء بتنغير

وأنت في زيارة لقرية “أكوتي” بجماعة إغيل نومكون، إقليم تنغير، تستوقفك دواب محملة ببراميل تقودها نساء وأطفال، يبحثون عن مياه للشرب، وسط تضاريس وعرة، بعد أن تسببت “السياسة” في تعثر مشروع تزويد منازلهم بهذه المادة الحيوية.

قرية “أكوتي” التي تحيط بها الجبال من كل اتجاه، تضم 90 أسرة، تعاني منذ أزيد من 4 سنوات من شح مياه الشرب، خصوصا وأن المشروع الأول الذي يزود منازلهم، مرتبط بالسواقي، التي ما إن تنضب حتى ينضب معها البئر.

تتفاقم مشاكل هؤلاء القرويين، بحسب رشيد أيت علي وهو من أبناء القرية، خلال موسم الفيضانات، مضيفا أن تلك المياه غير صالحة للشرب، وتستعملها الساكنة فقط في غسل الملابس والأواني وفي المراحيض، لأنها في الأصل مياه الوادي والسواقي المجاورة للبئر.

وأشار أيت علي في حديث مع جريدة “العمق”، أن الساكنة تضطر إلى قطع مسافة كيلومترين ونصف وباستعمال الدواب لجلب مياه الشرب من منطقة “تيغبولا”، لافتا إلى أن الجماعة أنجزت مشروعا جديد، سبق لجمعية “أكوتي” لمياه الشرب أن طالبت به السلطات الإقليمية.

وأبرز المتحدث، أن الساكنة استبشرت خيرا بإنجاز هذا المشروع بمنطقة “تيغبولا” غير أنه بعد مدة من انطلاق الأشغال، تعرض للعرقلة، وتدخلت فيه “السياسة”، حتى لا يخرج للوجود، وفق تعبيره، لافتا إلى أن الأشغال توقفت منذ أكثر من 3 أشهر.

وأمام تعثر هذا المشروع، راسلت جمعية “أكوتي” لمياه الشرب، عامل إقليم تنغير، حيث طالبت في المراسلة التي تتوفر الجريدة على نسخة منها، بالوقوف عن كثب عند مختلف حيثيات تعثر هذا المشروع، وما إن كان يحترم كافة المعايير القانونية.

وأوضح أيت علي، أن عامل الإقليم أرسل لجنة إقليمية للوقوف على أسباب توقف المشروع، منذ مدة، غير أن المشكل لازال قائما، فالأشغال متوقفة، والساكنة لازالت تعاني الأمرين من أجل الحصول على مياه الشرب.

وعلاقة بالموضوع، أطلق مجموعة من شباب المنطقة نداء استغاثة بأربع لغات وهي الأمازيغية، العربية والفرنسية والانجليزية، على مواقع التواصل الاجتماعي، لحث المسؤولين بإقليم تنغير على التدخل العاجل لإيقاف معاناة الساكنة للحصول على شربة ماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • امكون
    منذ 3 سنوات

    على الاقل كان بإمكان ان تطلبون منهم وثيقة المشروع ما مضمونه؟ ولماذا جميع الادارات رفضت الدخول في هذا المشروع لو كان قانونيا؟؟ المشروع فيه بناء صهريج وليس حفر البئر لكن عجرفة بعض من ايت اكوتي و قسوحية الراس جعلت المشروع ينفلت من ايديهم ويتهمون جهات واناس وقبائل بالعرقلة....

  • أيت موح
    منذ 3 سنوات

    قبيلة الحوط تعلن للعموم اننا نعارض بشدة ما قامت به قبيلة اكوتي وجمعية اكوتي الشرقية للماء الصالح للشرب في محاولة استغلال ينبوع مشترك بين القبيلتين و الشروع في حفر بئر جوار هذا الينبوع رغم الاتفاق الذي ينص على بناء صهريج تحت الينبوع مع قسمة مياه الينبوع إلى نصفين، النصف في الصهربج والنصف الاخر يبقى حرا للمارة و لعابري السبيل و سكان القبيلتين الذين كانوا يستفيدون منه قبلا. ولكن للأسف المشروع بدأ بحفر البئر وليس ببناء الصهربج المتفق عليه سلفا ، وعندما تأكدنا من صحة الخبر تفاجأنا بنية صاحب المشروع واحسسنا بالخيانة والغدر ولهذا اجتمعت القبيلة لمنع حفر البئر بعدما حفروا فيه قرابة المتر الواحد . نشر في بعض المواقع الإلكترونية ان اكوتي تفاجؤوا بهجوم عصابة اجرامية ووو ليس هذا كله بل وصل بهم الحد لوصفنا بالحيوانات والمتخلفون...وهذا كله لتضليل الرأي العام وجلب استعطاف الجميع... لسنا ضد المصلحة العامة ولكن ضد مصلحة فيها منفعة لطرف ومضرة لطرف ثان . وفي الاخير نحن نرحب بالحوار البناء و توثيق اي اتفاق كتابيا ومعاقبة من يخون بالاخر، شرط أن لا يكون في اللقاء من اتهمنا و وصفنا بابشع الصفات ومن سبق وأن اتفقنا معه وخان وعده..... نحن رهن إشارة اي حوار لا من السلطات ولا من قبيلة اكوتي وحتى ممن يريد التدخل بالخير، شرط أن يبقى الينبوع في امان.

  • Bendacen gouti
    منذ 3 سنوات

    مشروع تغبولا وصمة عار على كل السلطات المحلية .لانها جعلت من معاناة ومآسي الضعفاء حسابات سياسية .لذلك نقول لهم لم ولن تتراجع حتى تحقيق مطلبنا الشرعي العادل . اشكر جريدة العمق المغربي على نشرها ومساهمتها معنا في هذه المحنة .وفقكم الله في مهمتكم النبيلة .