خارج الحدود

في ذكرى ثورة 25 يناير.. السيسي يستعطف الشعب

فؤاد الفاتحي- متدرب

حرص زعيم الانقلاب في مصر أمس، عبد الفتاح السيسي، في حفل يستبق الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، على العزف على الوتر العاطفي، باستقبال أسر ضحايا الشرطة المصرية بحفاوة، حيث ترك المنصة ونزل إلى أماكن جلوس بعض أمهات قتلى الشرطة، وأرفقهن للمنصة من أجل التكريم.

وحسب ما نقل موقع “العربي الجديد” أخذ السيسي الكلمة، في الحفل الذي تقيمه وزارة الداخلية بأكاديمية الشرطة بمناسبة الذكرى الـ65 لعيد الشرطة، وحرص فيها على تشويه صورة ثورة 25 يناير، قائلاً: “الأحداث منذ 2011 سبّبت لمصر آلاماً كبيرة.. وكان الهدف منها تفريق وحدة المصريين”. وأضاف: “المصريون لما خرجوا في 26 يوليو 2013 للتفويض (تفويضه لشن حرب على معارضيه)، كانوا يعلمون حجم التحدي، ونخوض معركة شديدة وخبيثة. وهي نبيلة من جانب الشرطة”، مستطرداً: “المصريون لما خرجوا في 30 يونيو، و3 يوليو 2013 تحدّوا الدنيا كلها.. وتحملوا كثيراً من المصاعب”.

وشدد السيسي على “توزيع الأعباء على الجميع”، وهو ما يتناقض مع الواقع المعيش، حيث تتم الزيادات في رواتب العسكريين والقضاة، بينما المطلوب من باقي الشعب عدد من الاقتطاعات من الرواتب، بتخفيض الحوافز وفق “قانون الخدمة المدنية”، إلى جانب الضرائب والجمارك والرسوم الإضافية على الخدمات الحكومية.

وتناول السيسي أيضا الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، مبرزاً أن “عملية الإصلاح لها تبعات”، وأن “أي تنمية لها آلام كثيرة علينا تحملها”، مشدداً: “لم نستدع الحرب، بل فُرضت علينا، ولم نستدع فكرة الحرب التي تدور في سيناء وأماكن أخرى”، مستدلاً على ذلك بقوله: “عثرنا على نحو 1000 طن متفجرات، سعر الطن الواحد 400 ألف دولار.. وفجّرنا خلال مواجهة الإرهاب كميات أكبر من ذلك أضعاف المرات، ما يؤكد كانوا مستعدين للمعركة”.

ولم يفوت السيسي الفرصة، في كلمته، للاعتداد بالاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، متحدثا عن تساؤل ترامب: “قال لي ترامب أخبار اقتصادكم إيه.. قلت له بقالنا 40 شهرا نخوض حربا لوحدنا والمصريين صابرين ومتحملين”، وحمّل الأزمة التي يعيشها المصريين لـ”الإرهابيين” الذين يحاربونه.

وإلى جانب “الإرهاب”، تحدث السيسي عن النمو الديمغرافي، كأحد أسباب فقر المصريين، مشيراً إلى أنه “زاد عدد السكان في مصر من 20 مليوناً إلى أكثر من 90 مليوناً خلال الفترة من خمسينيات القرن الماضي حتى الآن”، وطالب الشعب بإنجاح الإحصاء السكاني المزمع تنظيمه.

وطالب السيسي، في كلمته الشعب المصري بـ”زيارة مصابي الشرطة والقوات المسلحة بالمستشفيات، أسوة بما كان يفعله المصريون وقت الحرب في سبعينيات القرن الماضي”. واعتبر أن “مصر بها رجال عهدوا على أنفسهم توفير الأمن والأمان للمصريين”، مضيفا: “لا يخفى عليكم أن تحقيق ما نصبو إليه في كافة المجالات يحتاج إلى بيئة آمنة وأرض ثابتة، والتطورات التي عشناها في منطقتنا، خلال الأعوام الماضية، أعادت اكتشاف قيمة الأمن والأمان الذي طالما اعتبرناه من المسلمات”.

وأضاف السيسي، في كلمته أن “الحفاظ على الأمن والأمان في بلد بحجم مصر يتطلب جهدا كبيرا، وإنكارا للذات وتقديم تضحيات جساماً”، مؤكدًا أن “رجال الشرطة يبذلون العطاء دون انتظار أو مقابل، سوى الاطمئنان على أمن وسلام هذا الشعب”.