سياسة

إعلاميون مغاربيون: النظام الجزائري يقوض جهود تحقيق مشروع الاتحاد المغاربي

حمّل إعلامييون مغاربيون نظام الحكم في الجزائر، مسؤولية تقويض جهود بناء اتحاد المغرب العربي، بسبب افتعاله لأزمة مع المغرب، الجار الغربي للجزائر.

وفي هذا الصدد قال المدون الجزائري، وليد كبير، إن النظام الجزائري يتحمل المسؤولية الكبرى في تعطل المؤسسات المغاربية ويقوض كل جهود التقارب بين البلدان المغاربية.

وأشار “كبير”، في ندوة عن بعد نظمتها قناة “أواصر تيفي”، الأربعاء، أم نظام الحكم في الجزائر يسمي المغرب في إعلامه بـ”البلد المحتل، وهذا تنكر للتاريخ”.

وبخصوص إساءة قناة “الشروق” الجزائرية للعاهل المغربي محمد السادس، قال “وليد كبير”، إنه تصرف “مجانب للصواب ولا يعتبر حرية تعبير، ولا يعبر عن رأي الشعب الجزائري”.

وأوضح المتحدث أنه بعد أحداث الكركات، “تحول الاعلام الجزائري إلى ما يشبه إعلام حرب، وفي هذا السياق جاءت الإساءة لملك المغرب، وهذا الأمر نال اهتماما كبيرا في المغرب وهو أمر طبيعي”.

وقال المتحدث ن الإعلام في بلده موجه من طرف النظام، “وأي برنامج يمر يتم التأشير عليه من طرف مديرية خاصة تابعة للجيش، وهي التي تعطي الموافقة.. ما اقدمت عليه الشروق لم تقم به من تلقاء نفسها”.

وكشف المصدر ذاته أن الأزمة بين البلدين الجارين تنعكس على الجاليات المغاربية، “وهو ما يقوض كل جهود الجالية لاذابة الجليد بين الجزائر والمغرب”.

من جهته قال الإعلامي التونسي، عادل الحامدي، إن إساءة إعلام الجزائر المحسوب على النظام لملك المغرب، لم يكن مفاجئا، معتبرا أن “نظام الحكم في الجزائر يشعر بألم شديد لأنه راهن على عدة أوراق فتبين فيما بعد أنها أوراق خاسرة”.

واسترسل بأن نظام الجزائر راهن على الاتحاد الافريقي “لعزل المغرب ومن أجل أن يفرض خياره في الصحراء ولم يفلح، كما راهن على الوساطة الدولية ولم يفلح، وراهن على عزل ومحاولة حصار المغرب بإغلاق الحدود البرية بين وجدة ووهران ولم يفلح”.

النظام الجزائري، يضيف الحامدي، راهن على قطع العلاقات الأسرية والدموية بين المغاربة والجزائريين على الحدود ولم يفلح”، وبعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء “جاءت ردود الفعل هاته”.

وأضاف الحامدي أن النظام الجزائري يعيش ارتباكا داخليا منذ سنتين، منذ بداية الحراك، فبعد سقوط نظام بوتفليقة “ظل الصراع بين جناحين رئيسيين؛ الجيش والمخابرات، وعاد جناح المخابرات ليتصدر المشهد اليوم”.

وأوضح أن النظام الجزائري يحاول جاهدا افتعال صراع مع المغرب لتصدير أزمته الداخلية، لذلك “يسعى إلى محاولة خلق عدو خارجي لاستئصال الحراك”.

المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، اعتبر بدوره أن أحد أسباب فشل مشروع الاتحاد المغاربي هو “الأزمة المزمنة” بين المغرب والجزائر، معتبرا أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء من شأنه أن ينهي المشكل بين الدولتين الجارتين، ما يمهد لتحقح مشروع الاتحاد.

أما الصحافي الموريتاني، محمد الأمين خطاري، فقد اعتبر أن عدد من تصرفات النظام الجزائري “ردود فعل على نجاح الديبلوماسية المغربية”، خصوصا في قضية الصحراء.

وشدد على أن “مسيرة المغرب العربي الكبير ستكون هي الصيرورة التاريخية التي ننتمي إليها جميعا مهما كانت العقبات”.

وفيما يتعلق بانعكاس الأزمة المغربية الجزائرية على جالية الدولتين بأوروبا، قال “كلما ابتعدت الشعوب المغاربية عن تعقيدات السياسة تكون اقرب اجتماعيا وثقافيا، والاواصر بين الشعوب المغاربية لا تحصى ولا تعد”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *