وجهة نظر

ميس شلش والعدالة والتنمية

الفنانة الفلسطينية الملتزمة المناضلة ميس شلش في موال ياملثم” فارس عودة” هدية لكل الدحالنة والخونة..!! وقبل محاولة شرح كلمات الموال وتوضيحها، أود كفنان توجيه تحية عالية لهذه المناضلة النبيلة ذات الصوت الأصيل والموقف الثابت وذلك على مسارعتها في الإستجابة كلما دعاها حزب العدالة والتنمية أو شبيبته أو الطلبة الإسلاميين في الجامعة إلا لبت الدعوة وذلك لسبب واحد؛ هو ثقتها في صدق التيار الإسلامي الذي تولى نصرة القضية بعد أن تخلى عنها الكثير من الحكام والأحزاب والمنظمات.

تقول ميس في مطلع الموال، “ما كل من راد المراجل طال”؛ هنا في هذا الشطر تعلن أن ليس كل من أراد أن يصل إلى مرتبة الرجولة الحقة وصل ونال مراده. ( المرجلة) هي جمع “الرجلة” بالدارجة المغربية و”ترجليت” بالمراكشية، فالموال هو باللهجة الفلسطينية الجميلة، وعندما تكون بصوت جميل وصادق تكون أحلى وأجمل.

وفي الشطر الثاني تقول، “ولا كثيري الحكي يصنع ٱشاوس”، في هذا الشطر تتوجه ميس للسياسيين والخطباء المكثرين من الكلام دون الفعل، أي لبلابلا بلا بلا… وتقول لهم ليس كثرة كلامكم عن النضال والكفاح والمقاومة يصنع منكم أبطالا وصناديدا ، كما قالت مذيعة لوزير: “أنت بياع كلام..”.

وفي مقطع آخر من الموال، وهو ٱكثر حدة وصرامة ويضع النقاط على الحروف، تقول: “ولا كل من فتل شارب رجال…!!”، هنا تتوجه إلى ٱشباه الرجال، فالمظهر يوحي بالرجولة. وهذه من ثقافة الشامين والمشارقة حيث يتباهون بفتل الشارب “الشلاغم” بالدارجة المغربية كمظهر للفتوة والرجولة، لكن الواقع ليس كذلك، فشتان بين الصورة والحقيقة فلربما نبت الشارب في وجه جبان رعديد يتظاهر بالرجولة وهي منه براء.

بيت آخر من موال تقول فيه الفنانة المناضلة ميس شلش: “ولا كل من شد السرج خيال”، هنا تواصل الفنانة قصف وفضح كل من يدعي بمظهره الخادع أشياء لا يستحقها وليست له، فهناك من يقوم بتجهيز الفرس بوضع سرج مطرز بخيوط من ذهب على صهوته ويشده بحبال وكأنه يستعد للغزو. و يظنه السذج من المناضلين أنه فارس حقيقي لكن في الحقيقة هو يستحق السجن لأنه منتحل صفة فارس كذبا وزورا…!!

وتقول في شطر موال أخير: “.. ولا كل من لبس العباية لابس..”، هنا الفنانة تنبه إلى الحذر من خداع المظاهر، وأنا أضيف ولا كل من لبس الكوفية الفلسطينية و لوح بها في رقصة على المنصة مناضل.

في مهرجان 2006 بساحة لهديم كنت حاضرا مع المقرئ إلإدريسي أبوزيد، وكان الرقص فوق المنصة “على وحدة ونص” كما يقول المصريون، وميس شلش تنشد هذا الموال، آه مع الأسف الشديد لو فهم الذي يرقص معنى ومغزى هذا الموال لفر هاربا من فرط الخجل لكن ذهب الحياء من بعض الوجوه.. مسرور يدعوكم إلى إعادة الإستماع والإستمتاع لهذا الموال وتجديد اللقاء مع هذا الفن الرائع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • يونس الشلي
    منذ 3 سنوات

    مقال مقتضب وهادف - والرسالة وصلت للمعنيين بالامر والملوحين بالكوفية والمهرولين بلا فرانات - تحية للفنان رشيد مشرور دمت مبدعا