منوعات

ما الذي يخبر به توقيع ترامب حول شخصيته؟

يعتقد المختصون في الخطوط اليدوية أن الرئيس الأميركي الجديد ماكر ومراوغ، وبالغ الحيوية، ويملك ثقة مُبالغاً فيها.

يرى خايمي مارتينيز، وهو خريج معهد تقنيات الغرافولوجي النفسية في الجمعية الإسبانية لدراسة الخط، أن الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، يملك “طاقة ضخمة يمكن أن تصل إلى درجة الوحشية، ومهارة على تأكيد الذات باستمرار، ومفهوماً مبالغاً فيه حول نفسه”، بحسب صحيفة El Periodico الإسبانية.

ويرى محلل الخطوط أن ترامب له مواقف “شرسة”، تجعل منه على استعداد للمواجهة، وعلى أهبة الاستعداد “للهجوم والدفاع، أو بالأحرى على استعداد أكثر للدفاع عن نفسه، أثناء تحديد أهدافه”.

يظهر من خلال توقيع الرئيس الأميركي الجديد “تناقض ملحوظ في شخصيته. ويمكن أن يجعلك ترامب تعيش في عوالم عديدة في آنٍ واحد. ومن الواضح أنه تعلم التعايش مع عالمه الفكري، والجوانب المادية والممتعة للحياة، مع الحفاظ على درجة عالية من الثقة والحدّة والضراوة. ويبدو أنه يعتبر أن حياته اختبار لإرادة من حديد تسعى لتجسيد كل ما يريده”.

أما بالنسبة لماريا دولوريس مورا، نائبة رئيس رابطة محللي الخط في إسبانيا، فإن توقيع دونالد ترامب يكشف عن “صفات شخصية “الأم الناقدة”، التي تبعث في الجميع أحاسيس سلبية لتشعر بأنها في حالة جيدة، وتتمكن من فرض وجودها أمامهم. وعموماً، يتحرك هذا النوع من الشخصيات من خلال التصحيح، والتنبيه، والمراقبة والأمر”.

ويلاحظ المختصون أن “استمرارية حركة الرسم تبدو مشوشة ومضطربة، وملتوية أيضاً، مع انتشار كلي للزاوية. وتثبت هذه الخصائص أن ترامب ذو شخصية تفاعلية، وماكرة، ويميل إلى القتال، ويستهويه الجدل. ووفقاً لهذه الصفات، فإن الفرضية الوحيدة التي يقبلها عقل ترامب هي الفوز والانتصار، وهو ما يتيح له التجديد والنمو والتطور أمام الأصوات المعارضة والناقدة”.

القيادة

تحذر بيريز كالفو ومورا من أن تحليل الشخصية فقط من خلال التوقيع، لا يمكن أن يخلو من “الانحياز”، لأنه يمكن أن “يظهر فقط جزءاً واحداً من هوية هذه الشخصية، والذي يمكن أن يكون الجزء الذي يرغب الشخص في الوصول إليه أو الجزء الذي يحدّد ويعرف شخصيته”.

وعموماً، فإن تحليل أحد النصوص أو المخطوطات من شأنه أن يكمل أو يعطي تعريفاً أكثر وضوحاً حول هذه الشخصية. وحسب مارتينيز، فإن “صورة الكتابة تمثّل الذات الاجتماعية، أما التوقيع فيمثّل الذات الباطنية”. ومع ذلك، فإن مجموع هذه الآثار أو المسارات الثلاثة، النص وصورة الكتابة والتوقيع في حد ذاته، يقدّم مؤشرات كافية حول شخصية ترامب المعقدة.

تلاحظ مارتينيز أن “العيوب على مستوى الآثار الأفقية يمكن أن تعني الانسياب، ووجود بعض الشكوك وحتى المشاكل الجسدية”. ومن جهتها، ترى بيريز كالفو ومورا أن “هناك نوعاً من التناغم والعواطف التي تنبثق من درجة الكثافة وعدم المساواة في توزيع الحبر”.

تكشف نفس المؤشرات السابق ذكرها عن “شعور كبير بالكرامة”، الذي يمكن أن يؤدي إلى “ردود فعل عشوائية”، كما أنها انعكاس “لهالة من النفوذ والقيادة”. وعلاوة على ذلك، فإن هذه المؤشرات تبيّن أن ترامب “يملك أفكاراً منظمة للغاية وغير مرنة، تكوّن في مجموعها الأحكام القيمية والآداب التي يؤمن بها”. وتُضاف إلى كل ذلك، مواقف “العزة والفخر”، و”مشاعر الغضب والإحباط التي تتقلص حدتها بموجب “الانتقام”.

مواصفات معايير ترامب الخاصة

يبيّن الخبراء أن خصائص مثل “التزاحم بين الحروف، والعصي المحدبة إلى اليمين، أو اتحاد الحروف في خط مائل تصاعدي”، لا يمكن أن يعبّر عنها، من خلال توقيعه، إلا شخص “يعتقد أن الطرف الآخر هو دائماً على خطأ”. كما أنه عادة ما يتصرف هذا الشخص “بطريقة غير عادية نوعاً ما”، محدداً “قواعده الخاصة”، الأمر الذي يعزز دوره القيادي.

عموماً، إن هذا هو نوع التوقيع الذي يفتخر به القائد. لكن “هل هو توقيع مصمم خصيصاً لرجل دولة؟” حسب مارتينيز “لا توجد دلائل على وجود خطط تهدف إلى تصميم هذا التوقيع على وجه الخصوص لترامب الذي أصبح رئيس القوة العالمية الأولى. كما أنه لا يرتكز على الماضي أو يهدف لاستغلال المستقبل؛ هو فقط يؤكد ذاته اليوم”.

ويضيف مارتينيز أن “الخط العمودي لحرف “تي” بالحروف اللاتينية، يفسر في عالم دراسة الخطوط أو الجرافولوجي على أنه مظهر من مظاهر القدرة على التوجيه والقيادة. أما غياب هذا الخط، كما هو الحال في توقيع ترامب، فيؤكد على أن صاحب هذا التوقيع قد تجاوز التوجيه، ومرّ إلى التأكيد على أنه ذات مستمرة، وحادّة وقوية، بشكل همجي”. وعموماً، فإن هذه الصفات الأخيرة، سنراها باستمرار بعد تولي ترامب للرئاسة، على امتداد السنوات الأربع المقبلة.

هافينغتون بوست