لا مستحيل، مجتمع

“لا مستحيل”: بيد واحدة.. حمودة شاب من أزمور يتحدى الإعاقة ويحترف التصوير (فيديو)

تصوير ومونتاج: أشرف دقاق

لم تزده “إعاقته” إلا إصرارا على النجاح، رفض الاستسلام للحياة الصعبة التي عاشها جراء وفاة والديه وهو في عمر صغير، واستطاع بإرادته القوية أن يقول “لا للمستحيل”.

“حمودة الملولي”، شاب عصامي، مصور صحفي، مخرج مسرحي وسينمائي، من مواليد مدينة أزمور.

ولد “حمودة الملولي”،بيد مبتورة، يقول في حديثه مع موقع العمق الإلكتروني:” وأنا طفل صغير، كنت أسمع من والدتي رحمة الله عليها أن سبب ولادتي بيد واحدة، هو “الوحم”، حيث استوقفها يوما مشهد متسول بيد واحدة، توقفت للحظات تنظر لتلك اليد المبتورة، فوُلدت مثله حسب رواية والدتي”.

بالرغم من إعاقته، عاش طفولة جميلة، لم يشعر يوما بأي عقدة نقص، كان سريع التأقلم والتعايش مع حالته تلك، يقول:” كنت ولازلت أعتبر نفسي سويا صحيا، فلا فرق بين شخص بيد واحدة، وآخر بكلتا يديه..كنت كثير اللعب مع أقراني، ولم أشعر بأني أقل منهم، طفولة جميلة عشتها رغم قساوة الواقع، وبعد أن اشتد عودي التحقت بالعمل الجمعوي، هناك تعلمت فن الإخراج السينمائي والتلفزي، مارست العمل الجمعوي بكل حب، وترأست جمعية وأنا في عمر صغير”.

“بعد يتمي، عانيت الكثير، بكيت وحزنت..شعرت أن الركيزة التي كنت أتقوى بها، وتحميني انكسرت..شعرت حينها أنني فقدت السند الذي كنت أتكئ عليه، كان الامر صعبا …لكن كان بالفعل الدافع الذي جعلني أصير ما أنا عليه”، يقول حمودة بألم وهو يتذكر صور والديه اللذين يفتقدهما في حياته رغم كل هذه النجاحات، عراقيل وصعوبات كثيرة كونت “حمودة”، إلا أنه استطع تخطى كل الأراضي القاحلة للمضي إلى الخصوبة .

لم تكن حياة حمودة سهلة، شاب في مقتبل العمر، يتيم الأبوين، بيد واحدة، وما يسفر عن هذه الظروف من تنكر المقربين وغيرهم..”كانت فترة عانيت من بعض المشاكل مع أخي الأكبر، بسبب رؤية كل منا لطريقة شق مسار النجاح.. مشاكل اضطرتني للعيش بدار الطالب، حيث عشت عوالم جديدة..لكن هناك، كنت أعتبر نفسي مثل أي نزيل، شاركت الجميع في مختلف الأنشطة، دورات السينما والمسرح، تعلمت فن التصوير..والأسمى أني تعلمت الاعتماد على الذات ومن هناك بنيت نفسي بنفسي”.

يعاني حمودة كسائر الأشخاص في وضعية إعاقة من عدة معوقات، ومشاكل، إلا أنه تحدى ذلك بقناعة “أن هذه العراقيل لن تزيده إلا إصرارا على النجاح”، يقول حمودة: ” يعاني الأشخاص في وضعية إاقة من عراقيل كثيرة، بداية من الولوجيات..الدراسة.. الصحة..ونهاية بدخول سوق الشغل، لذلك أوجه رسالة للساهرين على شأن هذه الفئة من المجتمع، إلى القلوب الرحيمة..هذه الفئة تعيش الحرمان والتهميش، ومن المفروض الاهتمام بأوضاعها المادية والاجتماعية والنفسية…”.

ورغم كل الصعوبات، كل العراقيل، رغم كل المحبطين، وكل المبخسين لمجهودات الغير…”حمودة الملولي”، خط إسمه وأتبث وجوده، ليصير واحد من ذوي الهمم اللذين قالوا “لا مستحيل مع الإعاقة”..يقول :” ليس هناك معاق، ولاإعاقة..الإعاقة في العقل.. هناك أشخاص أسوياء صحيا، لكن لا يعملون شيئا في مجتمعهم، وهبههم الله كل الحواس، وكل الاعضاء بدون أن يتركوا أي بصمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *