منتدى العمق

الكمامة وصيحات الموضة

مع انتشار الوباء في العالم، أصبحت الكمامات ضرورة لا غنى عنها، حتى أن بعض الدول فرضت عقوبات على من خرج من المنزل دون وضعها. لكن مصممي الأزياء لم يغمضوا أعينهم تجاه هذه التغيرات العالمية، بل استثمروها، فرصعوا الكمامات للأغنياء، وطبعوها برموز تجريدية لمتذوقي الفنون الغامضة، ليفتحوا لهم باب التفلسف والبحث عن العمق على السطح. “فمصائب قوم عند قوم فوائد”، حتى إن فيروس كورونا العالمي اليوم شكل علامة تجارية مستجدة، في تصميم المجوهرات، وزخرفة الملابس.

فإذا كانت حقيبة اليد بتفاصيلها المناسبة للباس الذي يتبع فصول السنة دون تواني، فكذلك الكمامة تختلف حسب الناس، السوداء للغامضين من البشر، والملونة للمتفائلين، وهي الحماية من بشاعة العالم المدنس بالأمراض من زاوية الذي يحمي نفسه، ومن زاوية المريض المصاب هي دليل حياة الإنسانية في نبض قلبه المهدد بالتوقف، فكمامته تمنع انتشار الوباء

قد تمنع مهنية الأطباء داخل المستشفيات قصة الموضة هذه، لكنها لن تمنع عامة الناس أن يلبسوا كمامة الطبيب في الشارع لتميز شكلها عن البقية

في الختام فإن مستجدات العالم ترسم خطا جديدا لعالم الأزياء والموضة، وقد يكون مصممو اليوم بمثابة حفار الصخور قديما ممن رسموا لنا التاريخ القديم.المخلد في كهوف الإنسانية الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *