منتدى العمق

ما هكذا تتم معاملة المعتقلين

في ظل ما تعيشه الحكومة المغربية من فشل دريع على مستوى التشكيل ، أستغرب فعلا ما وصل إليه حال معتقلي شبيبة العدالة و التنمية الذين تم وضعهم رهن الحراسة النظرية لمجرد تدوينة جانبة الصواب من حيث الرأي و المنطق ، وهو ما يؤكد بأننا أصبحنا أمام فاجعة جديدة تعيدنا بلا شك إلى سنوات القهر و القبضة الحديدية ، على حد ما تم نقله من طرف محامي هؤلاء المعتقلين ، حيث تم حرمانهم من وجبة الغداء بل وحتى من قدمت لهم إما أن تكون وجبة متأخرة عن وقتها أو عبارة عن دجاج بريشه موضوع في كيس بلاستيكي في منظر تعيفه كل نفس عفيفة مما يضطرهم إلى الإقتيات على الماء و الخبز فقط لا غير .

إن هؤلاء و على الرغم من خطأهم الفادح في تقدير الأمور وجب معاملتهم طبقا للقوانين الجاري بها العمل و ليس نقلهم بين السجون دون اللجوء إلى أمر قضائي و لا إخبار هيئة دفاعهم و بالتالي تحويلهم من تلقاء النفس إلى سجون معتقلي الحق العام و إجبارهم على نزع السراويل لتفتشهم بكل دقة في واقعة تبتغي فقط إهانة كرامتهم ونزع إنسانيتهم ، ثم لماذا يتم الزج بهم في غياهب السجن الإنفرادي ؟ وحرمانهم من نور الشمس مع منحهم ساعتين فقط من الإستراحة داخل دهليز صغير ، على ما أظن ما هكذا يتم معاملة سجناء الرأي خصوصا مع ما عدناه منذ العهد الجديد من إنفتاح كبير على المستوى الفكري و كذا حرية الرأي و الكتابة مما يقتضي القطع مع السياسات القديمة التي لن تزيد الأمر سوى سوء على سوء .

إذا كنا فعلا اليوم نريد القطع مع سنوات الرصاص البائدة و التي عاشها المغرب أيام درب الكبير و سجون تزمامارة و سهاريج الحمض الكبريتي دون أن ننسى “القرعة” و…. لكم أن تسألوا من حضروا جلسات الإستماع لضحيا التعسفات المخزنية عن طرق التعذيب النفسي و البدني ، فإنه وجب علينا و فورا التوقف عن معاملة هؤلاء السجناء بهذه الطريقة المقرفة التي لن تجر سوى سخط البقية الباقية من الأقلام النظيفة و كذا ستجعل صورتنا تهتز بشكل كبير في جميع المنتظمات الحقوقية العالمية .

ما أستغربه فعلا هو هذا السكوت المطبق من جميع المنظمات الحقوقية التي تصدع رؤوسنا فقط في ملتقيات أصحاب الصايات و العري و التقبيل في العلن دون أن ننسى “وكالين رمضان” ، لكن عندما يتعلق الأمر بفصيل ينتمي إلى حزب محسوب على التيار الإسلامي فليس من شأنهم و كأن هذه حقوق و تلك حقوق أخرى ، وهو ما يعاب فعلا على هؤلاء فهم أولى من باب المناداة بالحريات أم أن تلك حرية و هذه حرية أخرى ؟

على الرغم من إختلافي الكبير قلبا و قالبا مع هؤلاء المعتقلين و أفكارهم إلا أني أنادي بأن للسجين حقوقا و جب إحترامها و أن لكل سجين الحق في محاكمة عادلة و في مدة زمنية محددة تراعي ظروفهم الإجتماعية ، و هو ما يتوجب إحترامه و هو كذلك ما حرس عليه دستور 2011 هذا إن كنا نريد فعلا أن نتبث للعالم و لأنفسنا أننا نسير على درب الديمقراطية الحقة و ليس مجرد عناوين لا فائدة منها ، و إلا فقولوها لنا جميعا و مباشرة إمتنعوا عن الكتابة و ألزموا الصمت و إلا فمصيركم هو مصير من تم إعتقالهم اليوم ولن تغلبوا في أن تجدوا لنا تهم على المقاس و أخيرا و ليس أخرا “إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.