الحواصلي: تتويج “أشبال الأطلس” ثمرة مشروع ملكي وثقة في الكفاءات المغربية (فيديو)

أكد عبد الرحمن الحواصلي، حارس مرمى الاتحاد الرياضي التوركة، أن تتويج المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بكأس العالم لكرة القدم يعد ثمرة مشروع ملكي متكامل، ورؤية استراتيجية وضعت التكوين في صلب تطوير المنظومة الكروية المغربية، مشددا على أن الإنجاز يعكس نجاعة العمل الذي أطلقته أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تحت التوجيهات السامية للملك محمد السادس.

وأوضح الحواصلي، في حوار مع جريدة “العمق المغربي”، أن “هذا التتويج العالمي لم يأت صدفة، بل هو نتيجة سنوات من الاستثمار في البنية التحتية، وتكوين الأطر، وإتاحة الفرصة للمواهب الصاعدة داخل وخارج الوطن”، مشيرا إلى أن أغلب عناصر المنتخب المونديالي تلقّت تكوينها في الأكاديمية، ما يبرز رؤية ملكية سبقت زمنها في تأهيل جيل كروي جديد.

وأضاف الحواصلي أن مشاهد الفرح العارم التي عمت مختلف المدن المغربية عقب الفوز باللقب تعكس حجم الارتباط العاطفي بين المغاربة ومنتخبهم، مشيرا إلى أن “الكرة الوطنية باتت اليوم مرآة لصورة المغرب الحديث، بلد الثقة في شبابه وقدرته على رفع راية الوطن في المحافل الكبرى”.

كما لفت حارس عرين التوركة إلى أن النجاح اللافت لأسود الأطلس في مونديال قطر 2022 شكل دافعا معنويا كبيرا للأجيال الصاعدة، مؤكدا أن “جيل الركراكي ألهم اللاعبين الشباب بأن المستحيل ممكن، وأن الحلم يمكن أن يصبح واقعا متى توفرت الجدية والانضباط”.

وفي معرض حديثه عن تجربة الاتحاد الرياضي التوركة، أوضح الحارس الدولي السابق أن النادي يسير في انسجام تام مع التوجه الوطني العام، حيث يراهن على الشباب خريجي الأكاديمية ومنتوج الكرة المحلية، معتبرا أن “النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق في البطولة الوطنية تؤكد أن الاستثمار في المواهب هو الطريق الصحيح لبناء أندية قوية ومستدامة”.

من جهة أخرى، أشاد الحواصلي بالمستوى العالي للمدرب الوطني محمد وهبي، معتبرا أن تتويجه المونديالي هو “رد عملي على من يشكك في كفاءة الإطار المغربي”، ومضيفا أن الجامعة الملكية لكرة القدم، بقيادة فوزي لقجع، “أظهرت حكمة كبيرة حين اختارت الاستمرارية بدل التغيير، ما منح وهبي الوقت الكافي لبناء فريق متجانس”.

وتوقف الحارس عند الدور الكبير للجماهير المغربية داخل وخارج الوطن، التي شكلت – حسب قوله – “اللاعب رقم 12 في هذا التتويج”، مؤكدا أن “المغاربة أثبتوا مرة أخرى أنهم يعيشون كرة القدم كهوية جماعية وروح وطنية قبل أن تكون مجرد رياضة”.

و شدد الحواصلي على أن هذا التتويج يمثل رسالة واضحة مفادها أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو الريادة الإفريقية والعالمية في كرة القدم، قائلا: “جيل 2025 ليس صدفة، بل هو نتيجة تراكم وتخطيط ورؤية، والمطلوب الآن هو الاستمرار بنفس الروح والجدية، لأن القادم قد يكون أجمل إذا واصلنا الاستثمار في الإنسان قبل الميداليات”.