مجتمع

دراسة ميدانية: الفشل يلاحق الصحافة الحزبية الرقمية بالمغرب

خلصت دراسة ميدانية بعنوان “الصحافــة الحزبيــة بالمغرب في خضــم معركــة كســب الجمهــور.. هــل ينجــح رهانهــا عــى الصيــغ الرقميــة؟”، إلى أن الصحافة الحزبية الرقمية لم تستطع الامتداد في الساحة، وفشلت في كسب رهان تجـاوز الانحسار الحاصـل لدى نظيرتها الورقيـة.

وكشفت الدراسة التي نشرها “مركز معارف للدراسات والأبحاث”، أن تصفـح الصحـف الرقميـة الحزبيـة ضعيـف رغـم العـدد الكبيـر مـن المغاربة الذيـن يتصفحـون الصحـف الرقميـة غيـر الحزبيـة.

الدراسة التي أعدها الصحافي والباحث عبد الله أموش، شملت عينـة تتوفر على مؤهلات علمية عاليـة، إذ حصـل 97 يف المائة منهـم عـلى مسـتوى تعليمـي جامعـي، بينـا حصـل 3 يف المائة منهـم عـلى مسـتوى الثانـوي، “مـا يعنـي أن العينـة البالـغ عددهــا 200 مبحــوث مــن الطبقــة الواعيــة الكثقفة القــادرة عـلـى شراء وقــراءة وتصفــح الصحــف الورقيــة والرقميـة”.

وبحسب الدراسة، فإن نسـبة كبيرة مـن المبحوثين يمثلون 65.3 في المائة مـن عينـة الدراسـة تداوم على تصفـح الصحـف الرقميـة، بينـا يقـوم 22.1 في المائة بالجمـع بيـن قـراءة الصحـف الورقيـة وتصفـح الصحـف الرقميـة، فيـما لا يقـرأ 10.6 في المائة لا الصحـف الورقيـة ولا يتصفـح الرقميـة، وتبقـى نسـبة صغيـرة متمثـلة فقـط 2 في المائة هـي التـي تقـوم بقـراءة الصحـف الورقيـة اليوميـة.

وبينت الدراسة أن 37.6 في المائة مــن المبحوثين يتصفحون الصحــف الرقميــة الحزبيــة نــادرا، بينــا لا تتصفــح نســبة 34.5 في المائة مــن المبحوثين الصحــف الرقميــة الحزبيــة إلا أحيانــا، فيــا لا تتصفــح نســبة 6.21 في المائة مــن المبجوثين الصحـف الرقميـة الحزبيـة إطلاقا، وتبقـى نسـبة قليلـة متثـلة 6.2 في المائة مداومـة عـلـى تصفــح الصحــف الرقميــة الحزبيــة.

وأشارت الدراسة إلى أن العينـة المبحوثة تعرفت علـى 11 جريـدة حزبيـة مـن أصـل 16 جريـدة مملوكـة للأحزاب الكبـرى بالمغرب، فيما اسـتطاع 83 مبحوثـا أن يذكـروا جريدتي “العلـم” و”الاتحاد الاشتراكي” وتتبعهـا جرائـد أخـر، وتـدل هـذه النتيجـة عـلى أن قـدم الجريـدة وقـوة الحـزب لهـا عالقـة تأثـير وتأثـر.

وبحسب المصدر ذاته، فإن نســبة 37.1 في المائة مــن عينــة البحــث تقرأ الصحــف الورقيــة الحزبيــة نــادرا، بينــا تقــرأ نســبة 29.9 في المائة الصحـف الورقيـة الحزبيـة أحيانـا، فيـا لا تقـرأ نسـبة 21.3 في المائة مـن عينـة البحـث تلـك الصحـف إطلاقا، بينما تداوم نسـبة 11.7 في المائة علـى قـراءة الصحـف الورقيـة الحزبيـة. “وتـدل هـذه المعطيات على ضعـف وثيـرة قـراءة الصحـف الورقيـة الحزبيـة”، كما تؤشر على “عـدم انتظـام قـراءة الجرائـد الحزبيـة إلا أحيانـا أو نـادر”.

واستنتجت الدراسة أن مــن أن مواكبــة التحــول الــذي يعرفــه العالم عبر الانتقال مــن الصحافــة الحزبيـة الورقيـة إلى الرقميـة “ليـس كافيـا للظفـر بالرهـان، فالرهـان الأكبر هـو كسـب الجمهـور واسـتقطابهم، وتقديـم منتـوج يحظـى باعترافهـم، وأن المسألة لا تتعلـق بمجرد تحويـل جريـدة ورقيـة إلى جريـدة رقميـة متصلـة بشـبكات التواصــل الاجتماعي، وإنما بالقــدرة على الوصـول إلى الفئــات العريضــة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *