منتدى العمق

حينما يبكي رجل التعليم

الأمة التي تهين مربي الأجيال أمة فاشلة بلا تحفظ و الدولة التي تعنف رجل التعليم بهذا الشكل و أمام الشاشات العالمية و الجمهورية الفيسبوكية العظمى هي دولة أصيبت في مقتل .وقد نتفق مع أساتذة التعاقد في وقفتهم هذه و نختلف ولكننا لن نقبل أبدا أن يضرب ( مقدم ) رجل التعليم كما شاهدنا جميعا وبهذه الطريقة التي تنم عن حمولة زائدة من الغيض و الكراهية ضد هذه الفئة من المجتمع ، فئة تعتبر شريان الأمة و عصبها النابض بحيث أصبحت وحدها في الشارع تدافع عن حقوقها بعدما أدخلت جميع الفئران إلى جحورها .

ولنفرض جدلا أن المخزن استعان بأعوان السلطة لتنظيم المظاهرات و تسهيل حركتها فإننا أمام إشكال قانوني كبير بحيث إن هؤلاء الأعوان لم يتلقوا أي تأطير يمكنهم من التعامل مع المتظاهرين بخلاف رجل الأمن أو الدركي الذي استفاد من تكوين لمدة معينة تساعده على ضبط أعصابه في مثل هذه الظروف المشحونة بالغضب و الصراخ ورغم ذلك تسبقه منسأته و عصاه في غالب الأحيان ويغلب عليه طبعه بدل تطبعه.

علامة استفهام كبرى بحجم الفضيحة التي أساء بها هذا ( المقدم ) إلى أسرة التعليم والدولة قاطبة في شخص المسؤول الذي رخص لهذا العون وأمثاله التواجد في ذلك المكان والإجتراء على من علمه مبادئ القراءة والكتابة إن كان قد عرف طريقا للمدرسة ، ودولة تحترم نفسها يحدث فيها ما حدث لرجال التعليم هناك ينبغي أن تتوالى فيها الاستقالات تباعا من رئيس الحكومة إلى أصغرهرم في السلطة ثم محاسبة كبش الفداء ( المقدم) وإجراء تحقيق كامل لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين.

ملف أساتذة التعاقد ملف شائك و معقد والجلوس حول طاولة الحوار يفتح آفاقا كبيرة للوصول إلى حلول ناجعة بعكس المقاربة الأمنية التي يلجأ إليها المخزن والتي لن تزيد الطين إلا بلة وأخيرا أهمس في آذان بعض المهرجين الذين رصدتهم الكاميرا وهم يمثلون دور الوطني الغيور ويحاولون الركوب على هذا الملف : حسبكم هذا (المقدم ) فأنتم لا تقلون شأنا عنه ، إياك أعني واسمع حتى لا أضعك في قفص الاتهام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *