سياسة

 بنعيسى: ينبغي توضيح دور الدين في الدولة.. والفعل الثقافي هو المدخل لإرساء السلام

دعا وزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بنعيسى، إلى ضرور توضيح دور الدين في الدولة والاستفادة من التجارب التي سبقتنا إليها دول غير إسلامية، معتبرا أن “ما نواجهه الآن من الزحف الديني ليس جديدا فقد عانى منه الغرب، خاصة دول البحر الأبيض المتوسط الشمالي”.

بنعيسى الذي كان يتحدث، السبت، في ندوة نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بطنجة، أكد أن المنطقة المتوسطية تعيش مسلسلات من الدمار والشتات لم تعرفه المنطقة منذ أمد طويل، مبرزا أن السؤال المطروح الآن هو كيف الخروج من هذا الوضع الذي يقود دولا نحو حافة الإفلاس؟.

واعتبر أن استرجاع الشعور باللحمة والأخوة والتعاون بين دول المنطقة المتوسطية يمر عبر تصحيح مجموعة من المفاهيم، على رأسها توضيح دور الدين في الدولة، واستجماع قدراتنا لحماية الذات من التآكلات المتسربة من التصرفات العرقية والاثنية والمذهبية.

وشدد بنعيسى على أن الطريقة لإرساء قواعد الانتماء المتوسطي وتفعيل سبل التعاون بين شعوب المنطقة وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار والأمن والسلام هي الفعل الثقافي، مؤكدا أن منطقة البحر الأبيض المتوسط كانت هي منطلق الحضارة الإنسانية في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث عرفت الفترة اليونانية قبل وبعد الميلاد تطورا ثقافيا مذهلا.

وأكد أن ما يجمع شعوب المنطقة ثقافيا هو أكثر مما يعترضها الآن من خلافات ومعوقات، مبرزا أن منطقة البحر الأبيض المتوسط كان لها الأثر الأكبر في انفتاح أوروبا على العلوم والمعرفة، حيث برز علماء مسلمون كبار في تجسير الهوة شرق المتوسط وغربه، مثل الكندي وابن رشد وابن طفيل والفارابي وابن سينا وغيرهم.

وشدد بنعيسى على الضعف بدأ يدب في جسد الشرق المتوسط بعد تشدد ثقافته وترجعه العلمي والمعرفي، معتبرا أن بداية الظلامية في المتوسط الإسلامي كانت في العهد العثماني، مؤكدا أن تراجع الفعل الثقافي بالمنطقة المتوسطية والأطماع التوسعية للجار بالشمال المتوسطي كلها عوامل ساهمت في استمرار الجهل والتخلف والانغلاق بالمنطقة المتوسطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *