مجتمع

“الخليفة حكار والمقدم شاهد زور”.. رسالة منتحر تشعل احتجاجات ببوفكران (صورة)

"الخليفة حكار والمقدم شاهد زور”.. رسالة منتحر تشعل احتجاجات ببوفكران (صور)

أثارت رسالة خطية تركها شخص منتحر يدعى مصطفى الرياحي، صدمة وغضبا عارمين بمدينة بوفكران بإقليم مكناس، حيث أشعلت الرسالة احتجاجات عارمة، صباح اليوم السبت، بعد أن كشف أن سبب انتحاره هو تعرض لـ”الظلم والحكرة والضرب من طرف أعوان السلطة”.

وتظاهر العشرات من ساكنة المدينة، بحضور حقوقيين ونقابيين، رافعين الأعلام الوطنية ومرددين هتافات من قبيل: “مصطفى مات مقتول.. الخليفة هو المسؤول”، “الشعب يريد.. إسقاط الحكرة”، فيما قالت والدته إنها عاينت أثار ضرب وكدمات على جثته.

يأتي ذلك بعدما استفاقت مدينة بوفكران بإقليم مكناس، أمس الجمعة، على وقع انتحار مواطن يبلغ من العمر 41 سنة، داخل منزل أسرته بتجزئة المنزه، حيث ترك رسالة كشف فيها أن سبب انتحاره هو الظلم و”الحكرة” وتعرضه للضرب داخل سيارة عون سلطة بالمدينة.

رسالة الشخص المنتحر التي كشفت عنها والدته، جاء فيها: “قمتُ بعملية الانتحار بسبب الظلم الذي تعرضت له من طرف عون السلطة المقدم “ر.ب”، وخليفة الباشا، وعنصرين من القوات المساعدة، تعرضت للضرب داخل سيارة عون السلطة المقدم من طرف القوات المساعدة”.

وأضاف الشخص المنتحر في الرسالة التي توصلت بها جريدة “العمق”، أنه تعرض للضرب من طرف عنصرين من القوات المساعدة داخل البلدية، خاتما رسالته بالقول: “الخليفة حكار وعون السلطة يشهد الزور.. الخليفة والمقدم هما السبب فيما وقع”، وفق تعبيره.

تفاصيل على لسان والدته

والدة الشخص المنتحر، أوضحت في تصريح مصور لجريدة “العمق” (سيُنشر لاحقا)، أن ابنها توجه إلى البلدية من أجل طلب سيارة إسعاف لنقل أخته المريضة للمستشفى، غير أن الخليفة والمقدم لم يتفاعلا معه بجدية وخاطباه باستهزاء: “خذها فالخطاف”، وفق تعبيرها.

وكشفت المتحدثة أن ابنها تعرض بعد ذلك للضرب من طرف عنصرين من القوات المساعدة داخل سيارة عون سلطة “مقدم”، بتعليمات من الخليفة، فيما لم تتأكد “العمق” من صحة هذه الرواية من طرف مصدر رسمي.

وأضافت والدة الراحل أنها عاينت أثار ضرب وكدمات على جثة ابنها بعد انتحاره، مشيرة إلى أنه انتحر ليلة اليوم الخميس-الجمعة داخل منزلها، مضيفة أن ابنها ليس مجرما بل شخص مستقيم يؤدي صلواته ولا يقوم بأي أفعال سيئة.

وناشدت الأم الملك محمد السادس والمسؤولين بالتدخل من أجل إنصاف ابنها واسترجاع حقه، كاشفة أنه كان يعمل كبائع متجول “الفراشة”، ويعيل والدته وإخوته العاطلين عن العمل، فيما والده جندي متقاعد.

الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، فرع سبع عيون، أصدرت بيانا بخصوص ما وقع، دعت فيه إلى فتح تحقيق في ملابسات وأسباب وفاة مصطفى، وتحميل المسؤولية لكل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا الحد المأساوي.

وقالت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إنها التقت بأسرة الراحل التي استغربت كيف تم رفض الاستجابة لطلب مصطفى بإرسل سيارة إسعاف لنقل أخته المريضة، بينما حلت نفس سيارة الإسعاف بسرعة البرق لنقل جثمانه إلى مستودع الأموات بعد انتحاره.

ودقت الهيئة الحقوقية ناقوس الخطر حول الوضع الصحب المتردي في بوفكران، مشيرة إلى أن المدينة “لا تزال بدون طبيب بالمركز الصحي، وسيارة الإسعاف تُسير وفق منطق الزبون الانتخابي”، وفق تعبيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *