كلاب الأحياء الراقية لا تتميز عن الضالة
أصدرت السلطات أخيرا مقتضيات قانونية تجرم بموجبها امتلاك كلاب شرسة تستخدم أساسا للتخويف و كسلاح لمهاجمة المارة من طرف بعض المجرمين و سرقة ما لديهم. و لازالت هذه الكلاب في بعض الأحياء تثير الرعب. و لم تتخذ لحد الآن إجراءات ضد صنف آخر من المواطنين العاديين الذين يمتلكون كلابا و يخضعونها للتلقيح و العناية المكلفة ماديا، لكن يستعملونها للترفيه حينا و للحراسة أحيانا.
و خلال خروجهم للشارع العام بكلابهم من أصناف متعددة اصغرها ” شحيبر” الذى ورد إسمه على لسان عادل إمام و أكبرها يشبه الذءاب ، يترك جلها حرا طليقا بشكل مستفز و مخيف. و هنا قليلا ما يكون الكلب قريبا من صاحبه و قد يؤدى هذا الوضع إلى الهجوم على المارة و خصوصا على الأطفال. و حين يتملكك الخوف أمام كلب طليق تسمع صوتا من بعيد يقول لك “إنه كلب لطيف…لا تخف”. تسمع هذه الرسالة بعد أن يكون الخوف و الرعب قد فعلا فعلتهما.
الأخطر من هذا و خصوصا في شهر رمضان أن بعض اصحاب الكلاب يرعبون مزاولي رياضة المشي في بعض المناطق الخضراء و في شوارع و حدائق بعض الأحياء الراقية التي جهزت بأموال دافعي الضرائب. و بالطبع أن ثقافة الكلاب التي تم استيرادها من الخارج اصبحث لدى بعض الأثرياء من مظاهر الاغتناء الذي يجب التباهي به. و هذا يقتضي مبالغ شهرية تفوق أجرة العمال و الموظفين للأكل و التنظيف و المسكن الكلبي و العطور الخاصة و مستلزمات التجميل. “كل هذا من أجل شحيبر ” لا يهم كل هذا، وللناس في علاقاتهم بالكلاب مذاهب.
الخطير أن تحاول الاستمتاع بساعة مشي على الأقدام و تتعرض لهجوم كلب يتركه صاحبه أو صاحبته حرا طليقا بينما يكونان في حديث ذو شجون تحت ظل شجرة أو غارقين في مكالمة هاتفية “مبزسنة”. و بعد أن تكون قد أوقفت مشيتك و أنت تطلب من صاحب الكلب أن يتدخل، يكتفي بالجملة المعروفة عن أخلاق الكلب و تربيته.
لكل هذا أطالب السلطات أن تحد من حرية أصحاب الكلاب في الأماكن العامة و تجبرهم على مسكهم بتلك الحبال الغالية التي يمسكونا بيدهم دون استعمالها مع إستعمال أسلوب الغرامات المعمول به في مجالات عدة. كلنا مع الرفق بالحيوان دون ترعيب المارة بالكلاب.
اترك تعليقاً