مجتمع

باعة سمك بالبيضاء يعددون لـ”العمق” أسباب ارتفاع الأسعار خلال رمضان (الفيديو)

تسجل أسعار السمك ارتفاعا ملحوظا منذ بداية شهر رمضان، تفوق القدرة الشرائية للأسر البيضاوية ذات الدخل المحدود، ما خلف موجة غضب عارمة في صفوف الساكنة، التي طالبت من خلال حملة شنتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمقاطعة الأسماك خلال الأيام المقبلة.

ووفق ما عاينته جريدة “العمق”، داخل أحد الأسواق المركزية لبيع السمك بالعاصمة الاقتصادية، فإن أسعار أغلب أصناف الأسماك تشهد ارتفاعا صاروخيا، على رأسها سمك السردين الذي وصل ثمنه لـ20 درهما للكيلوغرام الواحد، وفق ما صرح به أحد التجار للجريدة، فيما بلغ ثمن “القمرون” 120 درهما و “الصول” 44 درهما و “القرب” 80 درهما.

وربط المتحدث ذاته ارتفاع أسعار الأسماك في أسواق المملكة بالعرض والطلب، مفسرا ذلك بالقول” كلما ارتفع الطلب وقل العرض يزداد سعر السمك”.

فيما صرحت تاجرة أخرى، أنه بالرغم من تراجع سعر بعض الأصناف، غير أن إقبال البيضاويون على السمك لا زال ضعيفا، مرجحة ذلك إلى تأثير جائحة فيروس كورونا على قدرة المواطنين الشرائية.

وطالبت المتحدثة ذاتها في تصريح للجريدة، الجهات المعنية بالتدخل لتنظيم سوق السمك بالجهة، نظرا للفوضى التي أضحت تسود القطاع، ما يتسبب في غلاء الأسعار، خاصة من طرف الباعة المتجولين.

وفي سياق متصل عزا بوعزة الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، سبب الارتفاع الكبير لأسعار السمك إلى الفوضىى التي تعرفها الأسواق من قبل السماسرة والوسطاء، مشيرا إلى أن السمك لا يصل إلى يد المستهلك بشكل سليم، بل يتعرض لمضاربات كثيرة.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “العمق”، أن ضغط الوسطاء على عمليات تسويق المنتجات السمكية في أسواق المملكة، جعل سعر السمك يقفز من 3 دراهم للكيلوغرام الواحد داخل الميناء إلى 20 درهم في أسواق القرب.

ودعا الخراطي إلى ضرورة تخصيص منصات لبيع السمك داخل الأسواق، مع ضمان توزيع المنتوجات البحرية في ظروف ملائمة وسليمة، على جميع مدن المملكة انطلاقا من مدينتي الدار البيضاء وأكادير، وذلك بهدف تنظيم السوق الداخلي والتحكم في مسارات المنتج، بعيدا عن تدخل السماسرة.

وعبر رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، عن رفضه استغلال التجار حاجة المستهلكين للسمك خلال شهر رمضان، لتحصيل أرباح مضاعفة، بحجة الإستناد على قانون حرية الأسعار والمنافسة، دون مراعاة القدرة الشرائية للمستهلك.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد عبروا عن غضبهم من ارتفاع سعر السمك، عن طريق إطلاق حملة على “فيسبوك” تحت شعار “خليه يخناز”، احتجاجا على الأثمنة الصاروخية التي طالت مجموعة من من المنتجات الغائية على رأسها الأسماك.

ودعا النشطاء إلى ضرورة المشاركة في هذه الحملة التي حظيت بتفاعل كبير، مطالبين بمقاطعة المنتوجات السمكية، أملا في ضبط الأسعار و تراجع التجار عن الزيادة في سعر المنتوجات البحرية.

يذكر أن وزارة الداخلية، قد أكدت في بلاغ سابق لها، قبيل شهر رمضان، حرص السلطات العمومية على تتبع وضعية التموين عن كثب، “من أجل ضمان وفرة المواد الأساسية في الأسواق بمختلف مناطق المملكة، بالكميات والجودة وبأسعار معقولة”، في إشارة منها إلى أن المواد الأساسية تعرف في غالبيتها استقرارا، مع تسجيل بعض التغيرات النسبية في أسعار بعض المواد، من قبيل الانخفاض النسبي المسجل في أسعار الخضر واللحوم الحمراء والقطاني والفواكه المجففة، والارتفاع النسبي المسجل في أثمان الزيوت الغذائية واللحوم البيضاء والبيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *