سياسة

هيئة حقوقية تناشد نظيراتها الإسبانية الضغط على مدريد لمحاكمة زعيم البوليساريو

طالبت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، الهيئات والمنظمات الحقوقية في دولة إسبانيا، بالتدخل لدى حكومة مدريد لأجل إخضاع المدعو إبراهيم غالي زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية للمحاكمة.

وناشدت العصبة المغربية، في المراسلة التي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، المنظمات الحقوقية الإسبانية لدفع حكومة “سانشيز” إلى التراجع عن هذه الممارسات وتحفيز القضاء للقيام بمهامه ومحاكمة المدعو إبراهيم غالي، إنصافا للضحايا وتعزيزا لآليات عدم الإفلات من العقاب.

وتعتبر إسبانيا، تضيف العصبة المغربية، من الدول المصادقة على نظام روما الأساسي بشأن المحكمة الجنائية الدولية، والذي يجرم جميع الأفعال موضوع الشكاية ضد هذا الشخص.

وطالبت الهيئة الحقوقية المغربية المنظمات الحقوقية الإسبانية، بضرورة دعوة حكومتهم بكل الوسائل التي يتيحها القانون، من أجل إخضاع المدعو إبراهيم غالي للمحاكمة، ومتابعته فيما اقترفه من جرائم الإبادة الجماعية، التي دعت إلى منعها وملاحقة مرتكبيها المادة الثانية من اتفاقية 1948 الخاصة بمنع جريمة الإبادة الجماعية.

وعبرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، عن استغرابها لما اعتبرته “تعاملا سياسويا من قبل حكومة إسبانيا مع قضية مثول زعيم “البوليساريو” أمام القضاء، معربة عن اندهاشها من إمعانها في إهانة القضاء وتشويه سمعة الفعل الحقوقي الاسباني، وعن خيبة أملها في طريقة ازدرائها لحقوق المتقاضين، ومشاركتها في فعل جرمي، وتسترها على شخص هارب من العدالة”.

وأشارت الهيئة ذاتها إلى أن الحكومة الإسبانية، أكدت دخول زعيم “البوليساريو” أراضيها قصد العلاج من داء “كوفيد 19″، واعترفت بسماحها له بالاستشفاء في مصحاتها، تحت مبرر “الدواعي الإنسانية”، كما سلطت وسائل الإعلام الضوء على هذا الحدث الذي يضرب، حسب المراسلة،  في مصداقية القضاء الإسباني.

وأضافت أيضا أن هذا الأمر كشف عن عملية تستر رسمية عن شخص مطلوب أمام القضاء، دخل إسبانيا بهوية مُزورة واسم غير حقيقي، حيث تبين، على حد تعبير العصبة، أن إبراهيم غالي المتهم بأفعال يجرمها القانون الإسباني و القوانين الدولية، قد سمح له بالمرور متخفيا بقناع جواز سفر جزائري مزور، يحمل اسم “محمد بنبطوش”، معتبرة أن هذا الأمر هو تستر مؤسساتي عن مجرم حرب، ومساعدته على الهروب من العدالة، تشجيع على محاولات الإفلات من العقاب.

وأكدت العصبة أن “المدعو إبراهيم غالي، هو واحد من أبرز المتهمين باقترافهم لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وله المسؤولية المباشرة في ارتكاب العديد من الانتهاكات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان، والتي مازال جلها يمارس لحدود اليوم، في تحد سافر للمواثيق الدولية، وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني”.

يشار إلى أن إسبانيا استقبلت الخميس الماضي زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية ابراهيم غالي، للاستشفاء، بجواز سفر واسم مزورَين، في الوقت الذي بررت الحكومة الإسبانية هذا الأمر بـ”دواعي إنسانية”، ما أدى إلى استدعاء وزارة الشؤون الخارجية لسفير مدريد بالرباط قصد طلب تفسيرات حول هذه الاستضافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *