سياسة

وسط تنديد عربي ودولي واسع.. انتقادات للصمت الرسمي المغربي تجاه أحداث القدس

أثار الصمت الرسمي للمغرب تجاه الاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقدس الشريف، استغرابا وانتقادات من طرف نشطاء مغاربة، وذلك في وقت عبرت في عدة دول عربية وإسلامية ودولية عن تنديدها الشديد بممارسات تل أبيب، فيما وصفت تركيا إسرائيل بـ”الدولة الإرهابية”.

وشهدت باحات المسجد الأقصى ومصلياتها، ليلة الجمعة-السبت، اعتداءات إسرائيلية متواصلة على المصلين، بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت على المصلين، ما أسفر عن سقوط أزيد من 200 مُصاب، فيما تواصل سلطات الاحتلال محاولات طرد العائلات الفلسطينية من منازلها بحي الشيخ جراح.

وفي الوقت الذي دعا فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قراراته المتعلقة بالقدس، تناسلت بيانات التنديد من طرف وزارات خارجية دول عديدة، ضمنها تركيا والأردن وقطر والسعودية والكويت وتونس وباكستان ومصر والبحرين وليبيا وموريتانيا، كما أدان الاتحاد الأوروبي ممارسات إسرائيل بحي الشيخ جراح.

اقرأ أيضا: العثماني يستنكر اعتداءات إسرائيل بـ”الأقصى”.. وحزبه يجمع التبرعات للمقدسيين 

وفي أول موقف لمسؤول مغربي حول أحداث القدس، عبر سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن استنكاره للاعتداءات الإسرائيلية، غير أنه لم يشير إلى صفته الحكومية في موقفه، مشيرا إلى أن حزبه شرع في حملة لتبرع أعضائه لصندوق وكالة بيت مال القدس دعما لصمود المقدسيين.

وقال العثماني في تدوينة على حسابه بموقع تويتر: “تحية للفلسطينيين الصامدين في المسجد الأقصى المبارك أمام اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية واعتداءاتها على المصلين بداخله والعبث بمحتوياته، ونستنكر انتهاكاتها في القدس الشريف وخصوصا في حي الشيخ جراح”.

انتقادات لصمت الرباط

وفي هذا الصدد، قال الإعلامي المغربي عبد الصمد بنعباد، إن المغرب بلد كبير وعظيم، لذلك يحظى بمكانة واهتمام بالغين دوليا، ومن هذه المكانة حضوره في فلسطين والقدس والأقصى، لهذا يرأس لجنة القدس، ولهذا يشرف المغرب على  بيت مال القدس.

وأضاف في تدوينة له بالقول: “كل ثانية تتأخر فيها الرباط عن التفاعل مع ما يحدث في المسجد الأقصى، يفقد فيها المغرب من حجمه ومكانته وأدواره، ويضعف قدراته على التأثير”، وفق تعبيره.

واعتبر بنعباد أن وزير الخارجية ناصر بوريطة أعلن أمس أن “علاقات المغرب مع الكيان الصهيوني حدودها السماء”، متسائلا: “فهل يجرؤ بوريطة على التذكير بمواقف المغرب من القدس وفلسطين؟، أو يملك قدرة على إدانة جرائم الصهاينة في  المسجد الأقصى؟”.

اقرأ أيضا: بعد يوم دامٍ بالقدس.. عباس يطالب بجلسة عاجلة لمجلس الأمن وتركيا تصف إسرائيل بالدولة الإرهابية 

من جانبه، علق الإعلامي يونس مسكين بالقول إن تركيا تتحرك وتتموقع في قلب الحدث الفلسطيني الذي ما زال يعتبر مؤثرا ومهيكلا للوضع الإقليمي، كما أن الأردن تتصل وتتحرك في حدود قدراتها، لكنها تحتفظ بأوراقها كفاعل مؤثر في القضية ورقم في المعادلة”.

وتابع في تدوينة له: “المغرب الذي يترأس لجنة القدس ولديه ما يكفي من أوراق للفعل والتأثير وبالتالي التموقع إقليميا ودوليا، يتفرج. غدا بعد غدا عاوتاني نشوفو شي تسريبات ديال الغضب المغربي لأنهم أقصوه من مؤتمر أو قفزوا فوق أدواره التاريخية”، على حد تعبيره.

بدوره، كتب الناشط عبد الرحمان طالبي على خسابه بموقع فيسبوك: “للأسف، يضطر المواطن المغربي لمتابعة موقف تركيا من قضيته التي توازي في أهميتها قضية الصحراء المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *