وجهة نظر

المصباح و”الحمامة الخارقة” !

أثناء تتبعالمراقبين و”المشاهدين” لمسلسل “الاستثناء المغربي”، برزت عدة”ظواهر” غير مألوفة في بعض “الحلقات”! فإن كان المتابعون قد استغربوا إدخال “جرار” إلى حلبة السباق، وحقق نتائج”معجزة” إذ حصل على المرتبة الثانية! فإن الجميع حاليا يتابع تطورات “درامية” في “المسلسل” الذي يبث حاليامن المملكة الشريفة على الهواء مباشرة، حيث استقطبت “الحمامة الخارقة” اهتمام المشاهدين داخل الوطن وخارجه..!!

عقبرية المخرج:

يبدو ان “مخرج” المسلسل الذي نتابعه حاليا على الهواء مباشرة، ينتمي إلى حقبة “كلاسيكية” تجاوزها الزمن، وإنْ كان لا بد لكل “مخرج” من مهارات “فنية” تمكنه من حسن “إدارة الممثلين”، ليصلوا إلى مستوى “الأداء المقنع”، وتقديم “فرجة ممتعة” للمشاهد، فإنّ هذا الأخير بدأ يشعر ب”الملل” بسبب غياب “الحبكة” الضرورية لجذب انتباهه، والأنكى من ذلك حرص هذا المخرج “العقبري” على استبعاد “نجم” “محبوب للجماهير”، وإصراره العجيب الغريب على تغييره وإسناد دور “البطولة” ل”ممثل” لم يلعب دور البطولة من قبل، وإن كان غير مرغوب فيه “جماهيريا”، بل إن “أداءه” المرتبك يتسم ب”الرداءة” التي تذكرنا ببعض “السيتكومات” المسلوقة على عجل لبثها في الشهر الفضيل في احدى القنوات الوطنية!! وهو ما يخلف “احباطا” واستياء لدى المشاهدين! ويحرمهم من “الفرجة” والاستمتاع بأداء “ممثلهم المفضل”! حيث تتحكم “معايير” بعيدة كل البعد عن الشفافية والنزاهة والمصداقية، وعن مراعاة “رغبة الجمهور” التي يضرب بها عرض الحائط في سبيل ترسيخ إرادة “المخرج العقبري” !الذي يسعى جاهدا إلى اسناد “البطولة” لممثله “المفضل”، أو على الأقل تقاسم البطولة مع “محبوب الجماهير”، الذي أكسبته محاولات “استبعاده” مساندين ومشاهدين جددا !!

وما قد يجهله القائمون على إعداد هذا “المسلسل الجديد” هو ان المشاهدين الذين يتمتعون بمستوى عال وراق من التذوق الفني بدأوا يتساءلون فعلا عن “حرفية” هذا “المبدع” و”فريقه” الذي يؤثث المشاهد المعروضة حاليا، سواء من جانب اختيار “الشخصيات” التي تتحرك على البلاطو، أو”الجنود المجهولين” الذين يعملون بجد وفعالية أكبر خلف “الكواليس” !!

ويبدو ان إقحام مشهد “الحمامة الخارقة” على “المسلسل” الأصلي حوله إلى حلقة من حلقات “الرسوم المتحركة” !! وإلا كيف يتحمل “مسلسل” موجه للكبار مشهد “حمامة” وهي تحمل في احدى رجليها “وردة” وفي الأخرى “سنبلة” – إلى هنا المشهد معقول – ولكن أن تحمل الحمامة “حصانا” بمنقارها الصغير !! بل وتطير به أينما شاءت، فهذه فعلا من “العجائب” والغرائب، التي تضع “المؤلف” و”المخرج” على حد سواء في خانة المجانين أو على الأقل من زمرة “الاغبياء” !!

شيء من الكلام :

قال رئيس الحكومة المعين في عز الحملة الانتخابية مخاطبا جمهوره العريض : الحرب مازالت مستمرة علينا.. إنهم لا يستهدفوننا نحن …هدفهم انتم …لكي لا يستطيع احد قول: اللهم ان هذا منكر..”مايبقى حتى واحد يقدر يهز الراس يوليو المواطنين مخلوعين .. كيشوفوا الاموال تنهب.. والفساد ينتشر ومايقدروش يتكلموا …..

وبعد ثلاثة اشهر من عرقلة تشكيل الحكومة خرج السيد رئيس الحكومة قائلا :”الناس اللي وراء هادشي … ماشي معقول.. واش حنا ماشي مغاربة ؟! …هل نؤدي الضريبة لاننا نجحنا؟! … لقد أعطانا الشعب ثقته، فما بال القوم لا يتجاوبون مع إرادة الشعب ..”هادي آلإخوان معركة ..معركة”.. انتهى الكلام !

قال رئيس الحزب اللبرالي المغربي في حوار جريء مع أسبوعية الأيام المغربية :

سيدنا نصره الله تناول طعام العشاء مع اخنوش فاصبح هذا الاخير يظن نفسه هو الملك …”هو اللي غادي يسيرنا هذه مستحيل ايها المغاربة..مانقبلوهاش” … انتهى الكلام !

بعد خطاب ملكي صريح لامس وجدان الشعب ضد تجاوزات الإدارة قالت امرأة مغربية بكل صراحة وهي تمسح دموعها: ” لهلا يخطي علينا محمد السادس..لوماكانش الملك كون كالونا” .. انتهى الكلام !

خلاصة الكلام: أن كلا من الشعب والنخبة يفرقون بشكل لا ريب فيه بين “الملك المحبوب”، وبين بعض المقربين الراعين لمصالحهم وامتيازاتهم ونفوذهم، واستغلالهم لذلك “القرب” بعيدا عن مصالح الوطن والمواطن..!

حكاية السفينة والمنارة:

يحكي القائد العسكري فرانك كوخ قصته ويقول: كانتسفينتان حربيتان مبحرتين في مناورة تدريبية وسط جو عاصف استمر عدة أيام، وكنتأقوم بأعمال المراقبة على متن سفينة القيادة،وعند هبوط الليل، كانت الرؤية متدنية مع ضباب متقطع يغطي المنطقة، مما حدا بالقبطان إلى البقاء على الجسر لمراقبة جميع النشاطات، وبعد حلول الظلام بوقت قصير أبلغ المراقب الموجود على جناح الجسر بأن هناك أضواء تشع من جانب القوس الأيمن، فسأل القبطان: هل هي ثابتة أم تتحرك؟ فرد الملاحظ: ثابتة أيها القبطان، مما يعني أننا نسير في خط اصطدام مع تلك السفينة. عند ذلك خاطب القبطان مأمور الإشارة: أرسل إشارة إلى تلك السفينة: نحن في مسار اصطدام، ونقترح أن تغيروا خط سيركم بمقدار 20 درجة. فجاء الرد بإشارة تقول: من الأفضل أن تغيروا أنتم خط سيركم بمقدار 20 درجة. فقال القبطان: أرسل وقل لهم: أنا قبطانوآمرك أن تغير مسارك 20 درجة. فجاء الرد: وأنا بحار من الدرجة الثانية، أقول من الأفضل لكم أنتم أن تغيروا مساركم 20 درجة. عندها انفجر غضب القبطان وصرخ قائلاً: أرسل:هذه مدمرة حربية، غير مسارك 20 درجة فورا، فجاء الرد فورابالإشارة الضوئية: أنا لست سفينة، أنا منارة.: انتهى الكلام!

وأخيرا:

نصوغ حكاية السفينة والمنارة، بنكتة لها نكهة مغربية تقول: خرج رجل ليلا وبينما هو يمشي إذ ظهر له قط اسود، فقال له :”تصب”، فتوقف القط في مكانه لم يتحرك ونظر إلى الرجل بكل ثقة وقال له : “ويلا ماتصبش” ؟ فقال الرجل “نتصب أنا” !!وللكلام بقية

ملحوظة:

كل من قرأ “عقبرية” على انها “عبقرية” فليعد قراءتها! إنها صفة جديدة يتمتع بها مبدعو “الجرار” و”الحمامة الخارقة” لم نجد لها معنى في أي قاموس !