من هو رئيس الحكومة المقبل؟!
بدأ قراء فنجان الانتخابات و مخرجاتها يرمون رميهم و يعلنون نتاج اطروحتهم و توقعاتهم، و معها بدأت آمال و أحلام الملايين من المغاربة تتراقص بعد سنة صعبة أفلت، و بعد سنين أجمع القيمون الاقتصاديين و السياسيين انها سنين عجاف حكم بها حزب العدالة و التنمية الحكومة، فإن كان من شيء مسلم به في المغرب فهو حتمية عدم تصدر حزب العدالة و التنمية للمشهد السياسي الوطني، فمن هو الحزب المغربي القادر على اصلاح اعطاب الاقتصاد الذي لم ترحمه لا الحكومة و لا جائحة كورونا؟
للإجابة حول هذا السؤال يجب اولا و قبل كل شيء تشريح وضعية الأحزاب السياسية الوطنية، تنظيميا و سياسيا و شعبيا.
و حيث ان حزب العدالة و التنمية من شبه المسلم خروجه من دائرة المركز الأول بالنظر لسنوات الانهاك الحكومي الذي قضاها و لاعتبارات تنظيمية و سياسية يطول شرحها لكن حتى أقرب المتفائلين فيه يطلب مركزا ثانيا او ثالثا.
حزب الأصالة و المعاصرة الذي كان يراهن عليه لإيقاف مكينة العدالة و التنمية و الذي يعتبر الحزب الثاني كقوة برلمانية يبدو أن متاهات السقطة التي جرها في انتخابات، و الصراعات الداخلية التي أفرزها المؤتمر الأخير و الأهم من هذا و ذاك هو خطيئة الولادة التي لطالما اعتبرها خصومه نقطة الضعف التي مهما اجتهد الحزب في اصلاحها تبقى معضلة حقيقية التصقت في أذهان المغاربة و من الصعب قبولها، ثم أن القيادة الحالية للحزب لا تتمتع بالكاريزمية السياسة و النظرة الاقتصادية التي تسعف في انقاذ الاقتصاد و اصلاح البنية الاجتماعية و مطالب النقابات و المجتمع المغربي.
التجمع الوطني للأحرار الحزب الذي لا يغادر حكومة إلا و التحق بأخرى مهما كان توجهها، يبقى حزب مرفوض شعبيا بالنظر للكوارث التي التصقت بقياداته و بالأخص حملة المقاطعة و التحقيقات التي لتزال مستمرة حول قطاع المحروقات و التي يعتبر زعيم هذا الحزب احد أكبر المستفيدين منها، و كذلك أن جل القرارات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة كانت بتسطير و برمجة من وزراء هذا الحزب، ناهيكم أن قيادته الحالية لا تتمتع بعلاقة جيدة مع باقي الأحزاب بل هناك حزازات شخصية بين قيادتها و بين حزب العدالة و التنمية من جهة و بين حزب الأصالة و المعاصرة الذي تتهمها بسرقة المناضلين و العبث بتنظيماتها و فروعها، و المشاكل التي أنتجتها نخبه داخل اكبر تنظيم اقتصادي و مقاولاتي بالمغرب و هو الاتحاد العام لمقاولات المغرب و الذي يروم تحيد اطر حزب الاستقلال من دواليبه عبر صناعات قوانين داخلية تبقى على العموم غير دستورية.
الاتحاد الاشتراكي و الاتحاد الدستوري و الحركة الشعبية و فدرالية اليسار أعتقد بأنها أحزاب لا يستقيم القول و لا الجهد حول منافستها لقيادة الحكومة.
يبقى حزب وحيد أقرب إلى قيادة الحكومة بشكل ملاصق للمنطق و أقرب للتحديات الاقتصادية و الاجتماعية، فالمياه الكثيرة التي جرت تحت سفينة حزب الاستقلال أعادت وهج و قوة ابو الاحزاب المغربية، فقيادة حزب الاستقلال الجديدة المتمثلة بأمينه العام نزار بركة، تبقى احد اهم الحلول المراهن عليها لقيادة الحكومة، فالسيد خبر وزارة الاقتصاد و نال شواهد تقديرية عالمية، نظير فلسفته في تدبير الازمة الاقتصادية العالمية في شقها الوطني، كما ان ادارته للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي، جعلت منه مطلع على العديد من الملفات المهمة و المتمكن من دواخلها و مخارجها، طبعا بدون ذكر خلفية و تكوين الرجل السياسية في دواليب حزب الاستقلال الذي يختزن طاقات و أطر مهمة، كما ان منظومة الحزب الانتخابية و ماكينته تسعفه كثيرا في جعل المركز الاول ملك يده، هذا دون اغفال قدرة الحزب التواصلية مع كل الأحزاب و قدرته على انتاج حكومة متجانسة و قابلة للعيش، و يسعفه في هذا قبول كل الاحزاب تقريبا بالاشتغال معه دون حزازات او تحفظات.
من الأكيد ان كل الخيارات و الحلول تبقى مطروحة و قابلة للتحقيق بالنظر الى نسبة العتبة و القاسم الانتخابي الجديد، كما ان اجراء الانتخابات الجماعية و البرلمانية و الجهوية في يوم واحد، تبقى احد اهم المؤشرات القادرة على التأثير في نتائج الانتخابات.
تعليقات الزوار
هل تحليلكم لمعطيات المشهد الانتخابي القادم مبني على دراسة تم القيام بها من طرفكم ام ان الامر متعلق بتلميع حزب تنتمون اليه في محاولة لاستقطاب الناخبين.