سياسة

مناورة عسكرية إسبانية على بعد أمتار من شواطئ الحسيمة.. هل تستفز مدريد الرباط؟

أثارت عملية الإنزال العسكري الذي نفذته البحرية العسكرية الإسبانية، بجزيرة النكور المحتلة قرب شواطئ الحسيمة، جدلا واسعا، خاصة مع تزامنها مع الأزمة غير المسبوقة التي تعرفها العلاقة بين مدريد والرباط على خلفية استقبال إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

فقد نشرت البحرية الإسبانية مقطع فيديو على صفحتها الرسمية بموقع “تويتر”، يوم الإثنين المنصرم، تظهر فيه طائرة عسكرية للجيش الإسباني وهي تنفذ عملية إنزال على جزيرة النكور، على بعد 300 متر فقط من شواطئ الحسيمة.

وقالت البحرية الإسبانية في تعليق لها، إن الأمر يتعلق بإنزال عمودي من طرف طائرة مروحية عسكرية من طراز “Chinook” عبر سفينة “MarCaribe” الراسية في محيط صخرة النكور، معتبرة أن إحدى المهام الرئيسية لهذه العملية هو “دعم السيادة الوطنية الإسبانية في شمال إفريقيا”.

وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان محمد بن عيسى، أن “المناورات الاستفزازية التي قام بها الجيش الإسباني قرب السواحل المغربية وعلى أراضي مغربية محتلة تحمل أكثر من رسالة، منها تأكيد إسبانيا أن حدودها الوهمية تمتد إلى إفريقيا ضدا في الجغرافية والتاريخ”.

وأوضح بن عيسى في تصريح لجريدة “العمق”، أن هذه المناورات تأكيد على أن من يدير ويتحكم في إسبانيا هي المؤسسة العسكرية التي تحمل كل العداء للمغرب ومصالحه وتعتبر العدو الأول لها، وفق تعبيره.

ويرى الحقوقي ذاته، أن مدريد تحاول توجيه أنظار الرأي العام الإسباني إلى أن أصل الخلاف مع المغرب ليس هو استقبالها لشخص متهم بجرائم ضد الإنسانية بهوية مزورة، بل بمحاولة استعادة المغرب لأراضيه، وبالتالي محاولة تكريس وحدة وطنية إسبانية مهترئة بسبب الصراعات الداخلية على حساب المغرب.

من جانبها، علقت صفحة منتدى القوات المسلحة الملكية المغربية، على المناورة العسكرية الإسبانية بالقول: “تلقينا باشمئزاز كبير خبر قيام الجيش الإسباني بمناورات عسكرية بسواحل الجزر المحتلة بالقرب من مدينة الحسيمة المغربية تحت مسمى حملة دعم التواجد الإسباني بشمال إفريقيا”.

واعتبرت الصفحة المختصة في نشر الأخبار الحصرية للجيش المغربي، أن “مثل هذه الاستفزازات في هذه الظرفية التي تعرف أزمة كبيرة بين البلدين، دليل جديد على أن إسبانيا لم ولن ترى المغرب كشريك مهم لأمنا واستقرارها وكجار وجب تكريس مكانته في مقدمة أولوية السياسة الخارجية”.

وأضافت: “مثل هذه الاستفزازات الصبيانية دليل آخر عن عدم علم الإسبان بتاريخ المملكة وقوة مؤسساتها التاريخية، فالرد لن يكون سوى صفعة قاسية ستأتي في الوقت المناسب بالرزانة المعهودة للمغرب. إسبانيا تحاول بشتى الطرق بلوغ خط اللاعودة في علاقاتها مع المغرب وستكون الضحية الوحيدة لذلك”.

يأتي ذلك في وقت تترقب فيه إسبانيا ردة فعل المغرب عقب سماحها بعودة زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى الجزائر، بالطريقة ذاتها التي دخل بها إلى التراب الإسباني، وهو ما سيزيد من حدة الأزمة بين الرباط ومدريد.

يُشار إلى أن جزيرة النكور هي صخرة تبعد عن ساحل الحسيمة بنحو 300 متر فقط، تقع تحت الاحتلال الإسباني، وتضم حصنا عسكريا وكنيسة وبعض المنازل، ويتواجد بها عدد من الجنود الإسبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 3 سنوات

    خصهم شي عشرة ديال رجال مغاربة يخرجهم من هدم الجزيرة اما هما غير فحاب ديل اروبة