أخبار الساعة

تتويج المؤسسات السجنية المتميزة في العمل الاجتماعي لفائدة النزلاء

تم خلال حفل فني، أقيم اليوم الخميس بالرباط، بمناسبة اليوم الوطني للسجين (6 دجنبر)، تتويج المؤسسات السجنية المتميزة في العمل الاجتماعي لفائدة النزلاء، وبعض السجناء الذين تميزوا بإبداعاتهم الفنية خلال مشاركتهم في البرنامج السنوي للمسابقات الدينية والثقافية والرياضية برسم سنة 2016.

وقد تم خلال هذا الحفل، الذي احتضنه المسرح الوطني محمد الخامس، منح جائزة التميز للسجن المحلي بطنجة وتكريم بعض الموظفين، إلى جانب تقديم مشاركات فنية لنزلاء في مجالات الشعر والمسرح والرقص والغناء.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن المؤسسة تتوخى من خلال تنظيم هذا الحفل تكريس انفتاح قطاع إدارة السجون وإعادة الإدماج على المجتمع، وترسيخ التواصل والتفاعل الايجابيين بين الرأي العام والسجناء بما يحقق الإصلاح والتأهيل، وكذا لتثمين الجهود المبذولة من طرف مختلف الشركاء حول تكريس المؤسسة السجنية كفضاء فعلي لتهيئ السجناء للإدماج.

وأكد التامك، أنه تم قطع أشواط مهمة لتحقيق هذا المسعى، بفضل العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس برعاياه المواطنين من السجناء الذين أنعم عليهم جلالته بزيارات عديدة يتفقد خلالها أحوالهم ويدشن العديد من المراكز البيداغوجية للتكوين والتأهيل لفائدتهم. وأضاف أن “جلالته بإحداثه لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ورئاسته الفعلية لمجلسها الإداري، يؤكد اهتمامه المولوي السامي بهاته الفئة من المواطنين وبضرورة إعمال التأهيل والتكوين كآلية جوهرية في مقاربة الدور الإصلاحي للمؤسسة السجنية”.

وقال التامك إنه استحضارا منها لهاته الرؤية السديدة للملك، اعتمدت المندوبية العامة استراتيجية جديدة تجعل من التكوين والتعليم والتأهيل والانفتاح على القطاعات والهيئات الفاعلة في هذا المجال مدخلا أساسيا لتهيئ السجناء للإدماج.

وقد تأتى في هذا الصدد، يقول التامك، تحقيق نتائج مشجعة إذ إن مجموع السجناء المستفيدين من برامج التعليم ومحو الأمية والتربية غير النظامية والتكوين المهني في ارتفاع متزايد خلال السنوات الخمس الأخيرة أي بزيادة تفوق 100 في المائة (ما يقارب 18 ألف مستفيدا خلال الموسم الدراسي 2015-2016) في مقابل ارتفاع عدد الساكنة السجنية خلال نفس الفترة بنسبة 26 في المائة.

وأوضح أن هذا “يعكس حجم الجهود المبذولة على مستوى تطوير البنيات التحتية والتجهيزات اللوجيستيكية، وكذا على مستوى التأطير، وذلك في إطار شراكة متميزة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومع القطاعات الحكومية المعنية بإعادة إدماج السجناء في المجتمع”، مشيرا إلى أن عدد السجناء بلغ ما يقارب 28 ألف سجين، بزيادة تقدر بنسبة 65 في المائة مقارنه مع السنة الفارطة”.

وأضاف التامك أن البرنامج السنوي يشمل 33 مسابقة، منها مسابقات دينية شملت تجويد وترتيل وحفظ القرآن الكريم وكذا تفسير الحديث النبوي الشريف، ومسابقات ثقافية وفنية في مجالات الشعر، الزجل، القصة القصيرة، الخط العربي، المسرح، الموسيقى والأمثال والحكم، وأخرى رياضية شملت كرة القدم، كرة اليد، الكرة الطائرة وكرة الطاولة والشطرنج. وأشار المندوب العام للمندوبية العامة لادارة السجون وإعادة الادماج إلى أن برنامج هذه السنة عرف إضافة مسابقات خاصة بالمعتقلين الأحداث الذين شاركوا بنسبة 78 في المائة من مجموع هذه الفئة، وأخرى بالنساء السجينات، حيث تجاوز عدد المشاركات النسوية 2000.

وأفاد بأن مجموع مشاركة السجناء في العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والدينية، بلغ خلال سنة 2016 ما يقارب 37 ألف بمجموع المؤسسات السجنية، وكذا في ورشات تأهيلية في مجالات المسرح، الموسيقى والرسم والتصوير الفوتوغرافي والكتابة الأدبية، إذ بلغ عدد المشاركين فيها ما يقارب 1190، كما شارك العديد من السجناء في برامج نوعية تشكل محطة لتتويج وتثمين مسارهم الدراسي والتأهيلي.

ويتعلق الأمر ببرنامجين، الأول يخص الجامعة الصيفية التي نظمت في دورتها الأولى بمركز الإصلاح والتهذيب بسلا في شهر شتنبر من السنة الماضية، وشارك فيها أزيد من 150 سجينا من الحاصلين على الإجازة أو الماستر، وأطرها أساتذة بارزون، وشكلت فرصة للحوار والنقاش وتبادل الأفكار في إطار علمي أبان خلاله السجناء عن تميزهم وتجاوبوا معه تجاوبا كبيرا.

أما الثاني فيتعلق بالملتقى الوطني الأول للتأهيل والإبداع في نسخته الأولى لفائدة الأحداث نزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب الذي نظم أيام 29 و30 نونبر وفاتح دجنبر 2016 بمركز الإصلاح والتهذيب بالدار البيضاء والذي عرف مشاركة أزيد من 700 سجين حدث ومساهمة فعالة لجمعيات المجتمع المدني في تأطير فقراته.

وفي كلمة مماثلة، قال إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من جانبه، إن اليوم الوطني للسجين هو “يوم لمشاطرة إبداع السجناء مع كافة أطياف الشعب، ولدعم المقاربة الحقوقية التي تروم الدفاع عن السجناء والسعي لإدماجهم ووضع تصورات وبرامج مستقبلية تلقي الضوء على إبداعات السجناء والسجينات”.

ونوه اليزمي بكل المشاريع المهيكلة لهذا القطاع تحت الإشراف الشخصي للمندوب العام، مسجلا أن هناك شراكة استراتيجية مع المندوبية تهم سياسات الإدماج وقضايا التواصل مع العالم الخارجي والجامعة الصيفية وغيرها.

وكان عز الدين بلماحي، منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، قد أكد، في كلمة له، على وجود تعاون بناء بين المؤسسة والمندوبية العامة لادارة السجون وإعادة الادماج، خاصة في مجال الثقافة والإبداع باعتبارهما “يشكلان إحدى ركائز البرنامج المندمج الذي يتمحور حول التكوين والتعليم لتهييء النزلاء للاندماج الفعلي في المجتمع، مع مصاحبة المستفيد طيلة فترة الاعتقال”.