مجتمع، منوعات

شيماء.. شابة دفعها هوسها بالتجارة إلى تحدي الصعاب وامتهان بيع الخضر والفواكه (فيديو)

عقارب الساعة تشير إلى الثالثة صباحا، تخرج شيماء من منزلها بأبواب جيليز، في ظلام ليلة سبت دافئة خفف قمر الصيف حدته قليلا. تتلقى اتصالا هاتفيا من صديقها يونس صاحب دراجة نارية ثلاثية العجلات، لمصاحبتها إلى السوق المركزي للخضر والفواكه بمدينة مراكش.

يلتقي الصديقان رغم فارق الخبرة والسن، يتصافحان ثم تأخذ شيماء مكانا لها في آخر الدراجة النارية، يتبادلان أطراف الحديث، إلى أن يصلا عند “با حجوب” بائع حريرة إيلان، عادة تأقلمت معها شيماء لتسد جوعها عند كل صباح وهي في طريقها إلى السوق.

عاشقة للتجارة

تحكي الشابة شيماء أضبيب (23 سنة)، التي تتحدر من مدينة تطوان، أنها تعشق التجارة ومصابة بهوس البيع والشراء منذ صغرها. فقد بدأت رحلتها في الميدان ببيع الهواتف النقالة، ثم الدراجات النارية، لتنتقل مؤخرا إلى بيع الخضر والفواكه في أحد أزقة مراكش.

تقول شيماء في لقاء مصور مع جريدة “العمق”، إن مشروعها الجديد ما يزال في بدايته الأولى، أما بخصوص الفكرة، تضيف المتحدثة: “فقد جاءت بعد رحلة تعب من أجل إيجاد عمل محترم، أضمن به قوت يومي، بحكم أنني أستقر بعيدة عن عائلتي التي تقطن بتطوان”.

مهنة شاقة 

وتضيف شيماء، “صعوبة هذا العمل تتجلى في الخروج ليلا من أجل التبضع في أسواق الجملة التي لا تخفى ظروف العمل فيها على أحد، ناهيك عن كون هذا المجال لا توجد فيه ولا امرأة واحدة، فلا أكاد أتقابل مع امرأة، هنا إلا مع المتسولات أو المتشردات وكلهن كبار السن”.

“لكن هذا هو الحلال”

“هذا العمل صعب”، تسترسل شيماء، “لكن الحصول على مورد يومي يقتضي تخطي الصعاب”، وتؤكد على أن “تخضارت صعيبة، لكن هذا هو الحلال”، وفق تعبيرها. 

رحلة التسوق

تذهب شيماء إلى السوق ثلاث مرات في الأسبوع، يساعدها في ذلك صديقها يونس. تروي في ذات اللقاء، أنها تدخل إلى السوق عند الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا، وتقوم بشراء حاجياتها بعد المساومة والبحث عن سلعة يناسب ثمنها جودتها.

وينتهي التسوق في تمام الساعة السابعة صباحا لتبدأ عملية تنظيم وتجهيز الخضر والفواكه على طاولة العرض، من أجل بداية التجارة بشكل رسمي، حتى الساعة 11:00 ليلا.

رسالة وتمني

تقول شيماء وهي كلها روح مفعمة بالتفاؤل، “أتمنى أن أطور هذه الفكرة وأقوم بفتح محل لبيع الخضر والفواكه، أو أي شيء آخر، المهم أن تكون تجارة حلال، لأن التجارة هوسي، دائي ودوائي”.

وشددت على أن فرص العمل في المغرب متوفرة، “يكفي فقط أن تكون رغبة جادة في العمل، داعية الشباب إلى عدم استصعاب الأمور، لأننا “نستصعب أحيانا بعض الأعمال، لأننا لا نملك أفكارا عليها”. 

وزادت أنه يكفي أن “نخطو الخطوة الأولى، لا شيء يأتي بسهولة، لكن توفيق الله معنا، يمكن أن نعرض منتجات على الأرض ونبيعها، كبداية، ثم نطور من مهارتنا وقدراتنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *