سياسة

الأزمة الإسبانية المغربية .. مدريد تلعب ورقة “فرونتيكس” ضد المغرب

كشفت جريدة “إلباييس” الإسبانية، عن نية حكومة بيدرو سانشيز تعزيز التواجد الأوروبي في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، عبر مضاعفة تواجد الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس”.

وأكدت الصحيفة الإسبانية، أن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين المغرب وإسبانيا قد تدفع مدريد لاعتماد سياسة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل وتعزيز تواجدها في المنطقة، مشيرة إلى أن ذلك سيجعل الوضع غير مريح بالنسبة للرباط، لأن وجود “فرونتكس” يوضح للمغرب أن المدينتين هما الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي.

وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن النظر للقضية من الناحية السياسية عبر تعزيز الطابع الأوروبي لسبتة ومليلية، يمثل رسالة قوية للمغرب في خضم الأزمة الحالية، مضيفة أن رئيس حزب الشعب، بابلو كاسادو، يؤيد بالفعل هذه الصيغة وطلب من بيدرو سانشيز التعامل مع الهجرة في سبتة كمشكلة أوروبية، بالتعاون مع “فرونتكس”.

وتعتبر الحكومة الإسبانية، تضيف الصحيفة، أن الوقت حان لوضع أسس جديدة لتحقيق علاقة أكثر استقرارا، عبر التأكيد على أن مدينتي سبتة ومليلية هما الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وإسبانيا، مشيرة إلى أن أولى خطوات هذا التأكيد بدأت عبر التفكير في إمكانية فرض تأشيرة “شنغن” لدخول جميع المغاربة للمدينتين المحتلتين.

وأكدت “إلباييس” أن إسبانيا تريد تعديل الاستراتيجية المتعلقة بسبتة ومليلية، عبر إمكانية إعادة النظر في ضم المدينتين المستقلتين في منطقة “شنغن”، وتعزيز حضور عملاء من “فرونتكس”، وفرض ضغط اقتصادي على المغرب من خلال حرمانه من المعاملات التجارية والرواج الاقتصادي في سبتة ومليلية.

وشددت الصحيفة، على أنه لم يتم، لحدود الساعة، الاتفاق على الشروط التي ستعمل بموجبها الوكالة في سبتة ومليلية، وبمجرد موافقة السلطات المحلية على دحول “فرونتكس”، سيتم التفاوض على تفاصيل العملية وحجم الانتشار، خاصة أن الوكالة تمتلك إمكانية الوصول صور الأقمار الصناعية وكاميرات للرؤية الليلية ومركبات مجهزة للمراقبة ويمكن أن تساعد بمعداتها في التعرف على الأشخاص ومسح بصمات الأصابع.

وذكر المصدر ذاته، أن وزارة الداخلية والأمن الإسباني يرفضان دخول عملاء من الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل، معتبرين أن السماح للعملاء الأجانب بالحصول على مساحة أكبر والتحكم في أفعالهم على الحدود، ليس لها قيمة إضافية تذكر، خاصة في ظل السمعة السيئة التي أصبحت تتمتع بها الوكالة بعد اتهامها بالتواطئ في عملية إعادة المهاجرين غير الشرعيين.

وأضافت “إلباييس” أن التوترات بين “فرونتكس” والقادة الإسبان واضحة، وتصاعدت في وقت سابق من هذا العام، لدرجة أن الوكالة هددت بالانسحاب من إسبانيا عندما كان يجري التفاوض على تجديد عملياتها المشتركة، مؤكدة أن “فرونتكس” تريد توسعا كاملا الكامل مع المزيد من حضور حراسها ومزيد من الوصول إلى المعلومات، في حين أن الأمن الإسباني وخاصة الحرس المدني، يرغبون في سيطرة أقل للوكالة وأن تعمل تحت قيادتهم، إن أمكن.

وأوضحت “إلباييس” أن الحكومة الإسبانية كانت مترددة في وجود الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل على حدودها خاصة في مدنها “المستقلة”، حيث رفض رئيس الحكومة السابق ماريانو راخوي سنة 2014 احتمال وجود “فرونتكس” على التراب الإسباني، عندما كان يواجه ضغوطا قوية للهجرة.

كما رفض وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، في خضم الأزمة، احتمال قيام حراس “فرونتكس” بتعزيز محيط سبتة ومليلية، حيث اعتبر في وقت سابق عدم ضرورة تعزيز الأجهزة الأمنية في المدينتين، فرغم تواجد الوكالة في سواحل البحر الأبيض المتوسط، إلا أن عملها في الأراضي الإسبانية محدود للغاية.

يشار إلى أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تمر بأزمة دبلوماسية غير مسبوقة، على خلفية استقبال مدريد لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو وموقفها من قضية الصحراء المغربية، إضافة لأزمة المهاجرين التي عرفتها مدينة سبتة المحتلة، انتهاء بقرار السلطات المغربية استثناء موانئ إسبانيا للعام الثاني على التوالي من عملية “مرحبا” والتي تذر أموالا ضخمة للجانب الإسباني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *