سياسة

زيارة هنية للمغرب “تقسم” حركة حماس.. وحماية ملكية ترافق الوفد الفلسطيني

علمت جريدة “العمق” من مصدر داخل حركة حماس في غزة، أن دعوة حزب العدالة والتنمية إلى رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، من أجل زيارة المغرب، أثارت انقساما داخل الحركة ما بين مرحب بالدعوة ورافض لها، بسبب ملف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق مصدر قيادي بحركة حماس، فإن دعوة حزب العدالة والتنمية إلى إسماعيل هنية بزيارة رسمية للمغرب، أثارت الكثير من النقاش الحاد والاختلاف في صفوف قادة الحركة، قبل أن يقرر المكتب السياسي لحماس الموافقة على الدعوة.

وبحسب المصدر ذاته، فإن قادة حماس انقسموا بين تيارين بخصوص زيارة هنية إلى المغرب، الأول رفضها بمبرر مشاركة حزب العدالة والتنمية في التوقيع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل عبر أمينه العام الذي يرأس الحكومة، وهو ما اعتبرته الحركة حينها “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”.

في حين يرى التيار الثاني أن تلبية دعوة العدالة والتنمية يأتي في إطار خدمة المقاومة والقضية الفلسطينية بصفة عامة، نظرا لكون زيارة بلد له وزنه الإقليمي ويرتبط بعلاقات مع إسرائيل، مثل المغرب، له دلالات سياسية كبيرة لدى المقاومة الفلسطينية، كما أن موقف المغرب ومعه البيجيدي أكد أن التطبيع لن يكون على حساب دعم القضية الفلسطينية.

وأوضح المصدر أن نفس هذا النقاش طُرح أيضا داخل حماس أثناء توجيه حزب العدالة والتنمية الدعوة إلى القيادي البارز في الحركة، خالد مشعل، للمشاركة في المهرجان الخطابي احتفاءً بانتصار المقاومة، والذي نظمه البيجيدي عن بعد، شهر ماي الماضي، وهو النقاش الذي انتهى بقبول مشاركة مشعل في المهرجان.

وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، قد أعلنت أن وفدا من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” يقوده رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، سيقوم بزيارة إلى المملكة المغربية، ابتداء من اليوم الأربعاء 16 يونيو 2021.

وأوضحت الأمانة العامة في بلاغ لها، أنه سيتم خلال هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من حزب العدالة والتنمية، إجراء مباحثات بين وفد حركة المقاومة الإسلامية وقيادة حزب العدالة والتنمية حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دعمها، كما تتضمن الزيارة لقاءات مع أحزاب سياسية مغربية أخرى.

جريدة “العمق” اتصلت برضى بنخلدون، رئيس قسم العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية، لأخذ وجهة نظره عن دلالات وأهداف زيارة هنية إلى المغرب بدعوة من البيجيدي، إلا أنه فضل عدم التعليق، مكتفيا بالإشارة إلى البلاغ المقتضب للأمانة العامة حول الزياة.

ويرى متتبعون أن زيارة زعيم حماس إلى المغرب رغم تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، تكشف موقع المغرب كقوة إقليمية تحظى بثقة واحترام أطراف النزاع في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما قد يُمكِّن المملكة من لعب أدوار متقدمة من أجل تخفيف التوتر في المنطقة.

كما أن خطوة استقبال المغرب لزعيم حماس، وقبلها إرسال الملك لأطنان من المساعدت الإنسانية إلى غزة والضفة الغربية، وتهنئة رئيس الحكومة للمقاومة الفلسطينية بانتصارها في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وما تلاها من انزعاج لممثل إسرائيل بالرباط، تؤكد أن مواقف المغرب في دعمه لفلسطين لم تتغير بسبب التطبيع، عكس دول عربية أخرى، وفق متتبعين.

وتعتبر زيارة هنية التي ستستغرق عدة أيام، الأولى له إلى المغرب، بعدما كان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، قد زار المملكة مرتين، سنة 2012 و2017، بدعوة من حزب العدالة والتنمية أيضا، حيث عقد خلالها عدة لقاءات مع مسؤولين مغاربة وأحزاب سياسية، فيما خُصصت له حينها حراسة ملكية.

إلى ذلك، نقل موقع “عربي بوست” عن مصادر قولها، إن هنية سيقود وفدا فلسطينيا إلى المغرب مرفوقاً بخمسة من أعضاء المكتب السياسي، هم نائب رئيس الحركة، صالح العاروري، وأعضاء المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، ومحمد نزال، وحسام بدران، وعزت الرشق.

وأوضح المصدر ذاته أنه على عادة المغرب في علاقته بالضيوف الكبار، كلف الملك محمد السادس بعضاً من أفراد حرسه الخاص بالإشراف على أمن قيادة الحركة، في إقامتها وتنقلاتها داخل المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *