مجتمع

“استهداف” و”تقزيم” .. انتقادات ترافق الانتخابات المهنية بقطاع التعليم

لم تسلم الانتخابات المهنية في قطاع التعليم من انتقادات منذ الإعلان عن موعدها والتقسيم الانتخابي الجديد الخاص بها، مرورا بالحملة الانتخابية التي استعملت فيها لغة وصفت بغير اللائقة، ووصولا إلى النتائج التي أعلن عنها، أمس السبت، والتي منحت الصدارة للجامعة الوطنية للتعليم UMT متبوعة بالنقابة الوطنية للتعليم CDT.

وقد وصف متتبعون التقطيع الانتخابي الذي اعتمدته الوزارة في هذه الاستحقاقات المهنية بغير المنصف والذي يعطي أفضلية لنقابات بعينها ويقصي نقابات أخرى.

وكانت الجامعة الوطنية للتعليم قد راسلت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني لتذكيره بطعن في قرار التقسيم الانتخابي المجالي والنظامي لانتخابات اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء بالتربية الوطنية، مطالبة بمراجعة الأمر قبل أي إعمال به.

وقالت الجامعة في مراسلته الموجهة أيضا للأمين العام للحكومة وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ووزير التربية الوطنية، (قالت) إن “الأمر يتعلق بانتخابات اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء بالتربية الوطنية الذي يخص أكثر من 50% من مجموع موظفي الإدارات العمومية”.

وأضافت النقابة أن اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء تعتبر من بين الهيئات الاستشارية الأساسية بالوظيفة العمومية، التي تُساهم في ترسيخ أسس التشاور والمشاركة في مجال تدبير الموارد البشرية، وأن هاته اللجان تتشكل في كل قطاع بناء على أعداد الأطر والمقارنة بين الأعداد مع احترام مبدأ الاقتراع الحر والنزيه والشفاف والتزام الإدارة بالحياد التام إزاء المترشحين وبعدم التمييز بينهم وتجسيد مبدأ المساواة وضمانه لجميع الموظفين بتمكينهم من حق التصويت والترشح للجان الإدارية المتساوية الأعضاء، مع منع كل أشكال التمييز فيما بينهم”.

الجامعة ممثلة بفضل صدقها في الدفاع عن الشغيلة التعليمية

الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE عبدالرزاق الإدريسي قال إن “من كان يظن أن الجامعة الوطنية للتعليم لن تحصل على التمثيلية فهو واهم، ومن كان يعمل من أجل ذلك فسيكون الآن في وضع غير مريح”.

وأضاف الإدريسي في تصريح لجريدة العمق، أن الجامعة الوطنية للتعليم أصبحت الآن من النقابات ذات التمثيلية بفضل صدقها في الدفاع عن رجال ونساء التعليم، رغم محاولات لتقزيمها ومنعها من التمثيلية.

وفي هذا السياق، قال الإدريسي إن الجامعة راسلت رئيس الحكومة والأمين العام للحكومة وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ووزير التربية الوطنية لإعادة النظر في التقطيع الانتخابي دون أن يكون هناك رد على مراسلاتها.

وقال المتحدث “النتيجة الآن أمامكم خمس نقابات أكثر تمثيلية، والمطلوب الآن هو العمل من أجل تحقيق مطالب رجال ونساء التعليم بمختلف فئاتهم”.

وفي تعليقه على عتبة 6% قال الإدريسي إنها عتبة معقولة بالنظر إلى غياب الديمقراطية في الإطارات النقابية، مشيرا إلى أن مشروع قانون النقابات يركز على 35 فالمائة كعتبة إلا أنه يصعب الحصول على هذه النسبة في قطاع كقطاع التربية الوطنية.

وقال إن موقف الجامعة من التعدد النقابي واضح والمتمثل في التشبت بالوحدة النقابية، مشيرا إلى أن هذا التعدد المزيف واقع فرضه غياب الديمقراطية في البلاد.

تصدرنا المشهد بالرغم من “زبانية البصري”

الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم CDT عبدالغني الراقي، علق على نتائج الانتخابات المهنية قائلا: “إن المكانة التي حصلنا عليها في قطاع التعليم جاءت بشكل نزيه ونظيف رغم العديد من المكائد التي قامت بها وزارة التربية الوطنية المتمثلة في التقطيع الانتخابي الذي يعطي أفضلية للفئات الصغرى”.

وأضاف المتحدث أن استهداف النقابة تجلى أيضا في التقطيع المجالي، حيث اعتبرت الدار البيضاء التي تضم حوالي 44000 موظف دائرة واحدة والتي ستمثل في اللجان الثنائية بـ 34 عضوا في حين أن جهة درعة تافيلالت ستمثل بـ46 ممثلا بعد تقسيمها إلى دائرتين بالرغم من أن عدد الموظفين لا يتجاوز 18 ألف.

وأشار النقابي ذاته إلى أن الوزارة قامت بتحويل كل الجهات إلى دائرة واحدة والتي تعطي الأفضلية لنقابات غير مرغوب فيها من طرف الوزارة وقسمت أربع جهات إلى دائرتين انتخابيتين لإعطاء الأفضلية “للنقابات الجادة”، وفق تعبير الراقي.

وقال المتحدث إن خطة من وصفهم بـ”زبانية البصري” تمكنوا من تحقيق ما كانوا يصبون إليه بجهتي الشمال وسوس ماسة لمعاقبة النقابات المناضلة وتقزيمها.

وختم المتحدث حديثه مع جريدة “العمق” بالقول إن “رغم كل الممارسات والحصار الذي واجهت بها الوزارة النقابة الوطنية للتعليم استطاعت أن تضمن تمثيليتها وتكون نقابة من نقابات الصدارة الحقيقية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *