سياسة

بعد زيارته للمغرب.. قيادي بحماس: نرفض التطبيع لكن لا نعتبره عائقا للتواصل مع الدول

أوضح القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، موسى أبو مرزوق، أن حركته ترفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله العلنية والسرية، لكن الحركة لا تعتبر التطبيع عائقًا أمام التواصل الرسمي والشعبي مع الدول، وفق تعبيره.

جاء ذلك في تغريدة لموسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، على موقع تويتر، وذلك بعد زيارة وفد الحركة إلى المغرب بقيادة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الأسبوع المنصرم، التقى خلالها قادة حماس الذين كان من ضمنهم أبو مرزوق، برئيس الحكومة ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين وممثلي أحزاب وهيئات مدنية.

وقال أبو مرزوق في تغريدته: “نرفض العلاقة بالكيان الصهيوني بكل اشكالها سرية أو علنية، ونقاومها بما استطعنا سياسيًا، لكننا لا نعتبرها عائقًا للتواصل الرسمي والشعبي”.

وأضاف أن علاقة حماس مع الأنظمة والحكومات مبنية على التواصل مع الجهات الرسمية ليسمعوا من الحركة وليس عنها، إلى جانب جلب الدعم للمقاومة والدفاع عنها وتحييد الخصوم.

أبو مرزوق الذي يُعد أول رئيس الأول للمكتب السياسي لحماس (1992 – 1996)، أشار إلى أن الحركة تتواصل مع القوى الشعبية والوطنية والإسلامية لشرح الحالة الفلسطينية الراهنة.

وتابع قوله: “لا نتدخل في الشؤون الداخلية أو العلاقات البينية بين الدول أو سياساتها الخارجية، وعلاقتنا مع الجميع مبنية على الاحترام المتبادل، وليس لأحدٍ وصاية على قراراتنا ومواقفنا”، وفق تعبيره.

وأعادت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إلى المغرب، دور الرباط في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الواجهة من جديد، وأثارت تساؤلات حول مدى إمكانية أن يلعب المغرب دور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل المكانة والثقة التي يحظى بها لدى الطرفين.

ورغم أن الزيارة كانت ظاهريا، غير رسمية، إذ جاءت بدعوة من حزب العدالة والتنمية، إلا أن طبيعة الأنشطة واللقاءات التي قام بها الوفد الفلسطيني التي امتدت لخمس أيام، تؤشر إلى أن الزيارة تأخذ أبعادا شبه رسمية، خاصة في ظل تأكيد هنية على أن زيارة قادة الحركة تأتي برعاية أعلى سلطة في البلاد.

وأقام الملك محمد السادس مأدبة عشاء على شرف الوفد الفلسطيني، وذلك بتغطية إعلامية رسمية، فيما التقى هنية رئيسا مجلسي النواب والمستشارين وممثلي أحزاب مغربية وهيئات مدنية، بعدما جرى اللقاء الافتتاحي بين قادة الحركة وحزب العدالة والتنمية بمقر إقامة رئيس الحكومة وليس مقر الحزب.

ويرى متتبعون أن زيارة زعيم حماس إلى المغرب في نفس اليوم الذي هنأ فيه الملك محمد السادس، نفتالي بينيت بعد انتخابه رئيسا لوزراء إسرائيل، وبعد شهور قليلة من تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، تكشف موقع المغرب كقوة إقليمية تحظى بثقة واحترام كافة الأطراف، وهو ما قد يُمكِّن المملكة من لعب أدوار وساطة متقدمة في الملف الفلسطيني.

كما أن خطاب الإشادة بالجهود المغربية الذي استعمله إسماعيل هنية في المغرب، يؤشر إلى محاولة حماس تدارك الانتقادات التي وجهتها إلى الرباط عقب توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وتكشف استوعابها للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه المملكة المغربية في مسألة التفاوض بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

وتعتبر زيارة هنية التي ستستغرق عدة أيام، الأولى له إلى المغرب، بعدما كان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، قد زار المملكة مرتين، سنة 2012 و2017، بدعوة من حزب العدالة والتنمية أيضا، حيث عقد خلالها عدة لقاءات مع مسؤولين مغاربة وأحزاب سياسية، فيما خُصصت له حينها حراسة ملكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *