مجتمع

الحكم على فتاتين بـ10 سنوات سجنا يخلق جدلا في صفوف “مهووسي التيك التوك”

السعي وراء الشهرة، والطموح لتحقيق الثراء السريع، جميعها عوامل، دفعت العديد من الشباب المغاربة، لإنشاء قنوات خاصة بهم، على تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة “تيك توك”، غير أن خبر الحكم على فتاتين بمصر، بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب هذا التطبيق قلب الموازين، وفتح باب النقاش، أمام مختلف رواد البلدان العربية.

وقد تم اتهام الفتاتين، بالاعتداء على قيم ومبادئ الأسرة المصرية والمجتمع، وبالإشتراك مع آخرين في استدراج الفتيات واستغلالهن عبر البث المباشر، وبارتكاب جريمة الاتجار بالبشر، وبتلقي تحويلات بنكية من إدارة التطبيق مقابل ما يتحقق من مشاهدات، وبنشر فيديوهات تحرض على الفسق لزيادة نسبة المتابعين لها، وكذا بالتحرض على تشجيع الفتيات المراهقات، على بث فيديوهات مشابهة.

فئة عريضة من النشطاء، اعتبرت الحكم الصادر في حقهما قاسيا، فيما أجمع آخرون على أنه صائب، وسيساهم في الحد من نشر “الرذيلة” داخل المجتمعات العربية المحافظة.

“أمر مستبعد”

وفي هذا السياق قال محمد ألمو، المحامي بهيئة الرباط، إن مصر من بين البلدان العربية، التي تخشى من تطور مثل هذه التطبيقات، ومن كافة وسائل التواصل الإجتماعي، مؤكدا على أن الأحكام الصادرة في حق الفتاتين، لا تتناسب مع حجم الجرم المرتكب.

وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لجريدة “العمق”، أن اعتماد القانون الجنائي المغربي، على عقوبات مماثلة، في حال صدور مثل هذه الدعوات على فتيات مغربيات، يبقى أمرا مستبعدا.

وفسر ألمو ذلك بكون مثل هذه الدعوات، سيتم تكييفها في باب التحريض على الفساد أو البغاء، إلى جانب أخذ مجموعة من العناصر الأخرى بعين الإعتبار، كطبيعة المتهم، سنه ووضعه الإجتماعي.

وأورد المحامي المذكور، أن هذا الأمر لا يخفف من خطورة الفعل، المتعلق بتوجيه دعوى مباشرة، لممارسة الدعارة، ولنشر الإنحلال الأخلاقي، مشددا على ضرروة التصدي قانونيا، لظاهرة استغلال وسائل التواصل الإجتماعي، للمساس بالنظام العام، وبالأخلاق العامة.

الهوس بالتطبيقات الإلكترونية

زكارياء أكضيض، باحث في علم الإجتماع، صرح لجريدة “العمق”، أنه بات من الصعب اليوم، الفصل بين الفرد والعالم الإفتراضي، حيث أصبحت بعض التطبيقات، جزء من الممارسات اليومية لفئة كبيرة من الشباب.

وأفاد المتحدث ذاته، أن مجموعة من الدول، أقدمت على صياغة قوانين خاصة بهذه التطبيقات، من أجل ضبط سلوكيات الأفراد المهووسون بهذا العالم.

ورجح الأستاذ الباحث، قيام هؤلاء الأفراد ببعض التصرفات غير المقبولة، إلى اعتقادهم بأن هذه التطبيقات غير مقيدة بأي قوانين، وأنهم يستطيعون التعبير بأريحية أكثر عكس العالم الواقعي.

ولفت أكضيض، إلى أن الفقر والجهل من العوامل الأساسية أيضا، في ارتفاع عدد المعجبين بمثل هذه التطبيقات، حيث أصبح الكثيرون، يسعون إلى تحقيق أرباح مالية في وقت وجيز، دون التفكير في العواقب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *